dimanche 25 octobre 2020

ابن حنبل و مهزلة خلق القرآن زوبعة في فنجان

 



ابن حنبل و مهزلة خلق القرآن زوبعة في فنجان 
1/6


كيف حظي احمد بن حنبل، وهو المشلول، بشهرة بطل أولمبي في العدوّ السريع؟؟ وكيف حظي وهو الأعمى بعمادة جراحة العيون؟ أعني كيف ذاع صيت كاهن السلفية الأول وأشتهر، و هو المجرّد من كل موهبة, و الخالي الوفاض من كل فضيلة تجعله في عداد عامة المسلمين، فضلا عن قادتهم والمقدمين فيهم؟


كيف اشتهر ابن حنبل كمدافع عن الإسلام( الدين المكلف بحفظ السلام العالمي و خلع الملوك وتأديب الإمبراطوريات المتمردة بقوة السلاح) وهو الذي كان يستفظع الخوض في السياسة الداخلية لسلاطين محلّيين! هذا ما سأتـناوله في هذا الفصل، فأقول:

اذا كان الإخوان المسلمون قد بنوا شرعيتهم التاريخية، و صيتهم الزائف، و شهرتهم العريضة على مساهمتهم سنة 1948 في حرب فلسطين. فإن السلفيين قد بنو شهرتهم على قضية خلق القرآن التي جعل ابن حنبل " بطلها " الأول، و نجمها الأوحد، حيـث رفع بسببها الى مصاف أبطال الإلـياذة الملحميين، و بوأته العامة و جهلة المحدّثين بسببها ، مكانة عظمى و درجة سامية تتقاصر دونها مكانة الصديق ابي بكر رضى الله !

" قال الميموني , قال لي علي بن المديني، بعد ما امتحن احمد، و قيل قبل ان يمتحن: يا ميمون ما قام أحد في الإسلام ما قام به احمد بن حنبل[!] فعجبت من هذا عجبا شديدا، و ذهبت الى أبي عبيدة القاسم بن سلام فحكيت له مقالة على بن المديني، فقال: صدق [!] إن أبابكر وجد يوم الردّة أنصارا و أعوانا، و إن أحمد بن حنبل لم يكن له أنصار و لا أعوان !" (2)

" لقد كان الخلاف النظري الضيق حول خلق القرآن [ و الكلام لعبد الجواد ياسين]، اشد خطرا على الدين في نظر احمد[ بن حنبل] من الحكومة المستبدة الفاسدة، وهي وجهة من النظر تتسق تماما مع الحالة العقل ـ فكرية المعهودة لأهل الحديث، باعتبارهم في المقام الأول أهل رواية و اسناد، لا ينصبّ اهتمامهم على الفحوى الموضوعي للنص و جدله مع الواقع، بقدر ما ينصبّ على الشكل الخارجيّ للنص و" تاريخه" في الماضي. و في رأينا، ان شيئا في تاريخ الإسلام لا يضارع الإستبداد السياسي الذي قـنّنه الفقه، من حيث فداحة الأثر المتبقي في العقل المسلم والذات الإسلامية بوجه عام. فما من خلل في هذا العقل أو في تلك الذات، إلاّ و يمكن تفسيره بهذا التاريخ الطويل من القهر والإستبداد، أما الخلاف حول ما اذا القرآن قديما او مخلوقا، وهو في نظرنا مما يتسع له صدرالإجتهاد في الإسلام وان لم يتسع له صدر أحمد بن حنبل و مدرسته التي فرضت نفسها فرضا كممثل رسمي ّ للإســـلام باسم أهل السنة والجمــاعة. أما هذا الخلاف [ مسألة خلق
القرآن] فلم يكن له خطر قط على مجمل التاريخ السياسي و العقلي في الإسلام، و لم يكن له من باب أولى، خطر على الإسلام ذاته "(3).

" و من هنا نفهم أن القضية ليست أن القرآن مخلوق أوغير مخلوق، و انما قضية أوامر الهية نزلت في غيب السموات والأرض، وتم تيسيرها لكي نفهمها و نعـقلها و نطبقها. و القضية الأساسية هي الطاعة لهذه الأوامر، و ليس البحث في ماهيتها في عالم الملكوت الغيبي الخارج عن ادراكنا، قبل ان يكون قرآنا، وكيف نزل، وهــل هــو بصوت او بغـيره، الى آخر ما انشغل به
اسلافنا وانهكوا به عقولهم و حياتهم و تخلفوا به عن العالمين و لا يزال بعضنا على آثارهم يهرعون مختلفين و متخلفين " (4) .

فعلى الرغم من ان مسألة خلق القرآن " ليست مسألة كفر وايمان، انما هي آراء داخل حدود الإسلام "(5). وعلى الرغم من هامشية المسألة و سفسطائيتها، فقد زعمت السلفية ـ ولا تـزال تزعم ـ ، أن أمة الإسلام كانت تـنتظرعلى أحرّ من الجمر، ما عساه يسفر التحقيق مع بن حنبل في شأن خلق القرآن ! حتى يتقرّر بقاء الإسلام في الأرض من عدمه، بكلمة واحدة يقولها بن حنبل . كان مصير الإسلام حسب التصور السلفي القاصر رهين كلمة واحدة تخرج من فم " ناصر السنّة" و مجدد القرن و فلتة الدهر! و في ذلك الإدعاء السلفي الفجّ بهتان جسيم، و مغالطة عظيمة وكذب فاحش. لأن مسألة خلق القرآن قضية كلامية، لم تكن في متناول عامة الناس، و لم تكن قط مطروحة للبحث لدى سواد الشعب، إلاّ إذا كان ثقب الأوزون و الإحتباس الحراري، قضية مطروحة للبحث و تشكل هاجسا يوميا لدي فلاحي صعيد مصر، أو بدو موريطانيا الرحّل! بل أن التاريخ يحدثنا أنّ الملك العباسي (المعتصم) الذي امتـحن بن حنبل في عهده كان أميّا خالصا! كما لم يكن وزيره ــ غير المعتزلي ابي دؤاد ــ أحسن حظا منه في مجال فكّ الخطّ و التمييز بين الألف و كوز الذرة، ناهيك أنه وردت عليه رسالة فيها كلمة " كلأ " فسأل عنها المعتصم، الذي تعجّب من جهل وزيره فقال: " خليفة أمّي[ يقصد نفسه ] ووزير عاميّ "! كما قال عنه بن كثير[ أي عن المعتصم] في تاريخه المذكور740/ 10: " و كان أميا، لا يحسن الكتابة [!] ". أمّا من تصدّى من القصاصين لتعليم الناس، زمن أحمد بن حنبل فقد كان منهم من لا يحسن قراءة القرآن! و أما عامة الناس فقد كان البعض منهم يشك أيهما أصحّ : إياك نعبد و اياك سبعين ، أو إياك نعبد و إياك تسعين، و ربما أخذ البعض منهم بالتسعين على سبيل الحيطة ( انظر بن الجوزي في اخبار الحمقى و المغفلين)!.
يتبع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الحرب التي أعطى الملك العميل والفاسق فاروق، اشارة انطلاقها، و تولى الضابط الأنكليزي المستعرب غلوب باشا قيادتها، ليشرف من قريب على حسن سيرها حتى لا تتحول رمزية المشاركة فيها الى قتال جدّي. و تلك الحرب التي شارك فيها الشيوعي و العلماني وقدّموا فيها قتلى,
(2) بن كثير البداية و النهاية ج10ص 786
(3) عبد الجواد يس السلطة في الإسلام العقل الفقهي السلفي بين النص و التاريخ ص78/88الطبعة الأولى 1998 المركز الثقافي العربي
(4) د. أحمد صبحي منصور التأويل . فهم النصوص القرآنية في الفكر الإسلامي من بدايته الى نصر حامد أبو زيد ( خاص بموقع آراب تايمز)
(5) أحمد أمين ضحى الإسلام ج3ص164مكتبة الأسرة1999

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بن حنبل و مهزلة خلق القرآن زوبعة في فنجان 2/6

أطرف كاهن لأطرف أمّة :

اذا تخيلنا مجموعة ما من المتظاهرين، وهم يقفون امام قصر ملك في بلاد يتمتع اهلها بفضيلة العقل و تقديس الحرية، و يمتازون ( على خلاف جماهيرنا الإسلامية البلهاء) بعدم احترام
من يستبلههم و يسخر(ولو بحسن نية قاتلة وان كانت صادقة) من معاناتهم. قلت اذا تخيلنا هؤلاء المتظاهرين وقد رفعوا لافتات تشرح جور اصحاب السلطة في تلك المملكة، وتذكر الم الحرمان الذي يكابدونه، وآثار التعذيب التي قرحّ اجسادهم، و تشرح مرارة فقدان أحبتهم الذين قضوا بين قتيل وفقيد ومشرّد في الأرض، بسبب وحشية القائمين على تلك المملكة . ثم اذا تخيلنا ايضا أن هؤلاء المنكوبين، قد فوضوا احد من وثقوا بكثرة ما حفظ من دستور تلك البلاد عن ظهر قلب . ليفاوض الملك باسمهم، و يطالبه بتنفيذ الدستور، و احترام ما جاء فيه من ضرورة تكريم المواطن ورفع الضيم عنه، والعمل على رفاهيته، ثم اشـراكه في القرارات المصيرية للمملكة، و تمكينه من انتخاب من يختاره حاكما عليه، من بين اهل الفضل والعلم. وبعد مكوث المفاوض في القصر الملكي عدة شهور مزعجة، تضاربت فيها الأقوال وكثرت فيهاالإشاعات بين كونه قد قتل أو سجن أو نفي خارج البلاد، ظهر للعيان،(هكذا فجأة )، وهو ممزق الثياب، وعلى ظهره آثار جراح مندملة، ليطمئن المتظاهرين المتعطشين الي الحرية و الكرامة و العدل، بان مفاوضته مع الملك قد اسفرت عن تغيير تاريخي، وانه لولا العناية الإلهية التي اصطفته دون سواه، ليتم على يديه حل أعظم إشكال كان يحول بين اقرار العدل و المساواة الحرية، لما جنبت المملكة كارثة مؤكدة كانت، لولا حضوره، ستقضي على الأخضر واليابس. و حين طلب من ذلك المفاوض التعيس مزيد الشرح اضاف انه قد حقق نصرا في مجال حقوق الإنسان، حين صمد أمام الملك" بكل قوة و اصرار" فرغم التعذيب الذي سلطه عليه زبانية الملك، فانهم لم يوفقوا، بمعونة الله و توفيقه، الي انتزاع ادنى إقرار، يفيد بان الحبر الذي كتب به دستورالبلاد، هو حبر صيني! و قد اخبرهم ذلك المفاوض" الشهم "، ان ملك البلاد قد أعجب كثيرا بشجاعته، و سحر بفطنته، و سرّ بحرصه على المصلحة العليا للمملكة. فمنحه وســام شــرف و سماه " ناصر الدستور، و مفخرة الدهور" ، كمل اعترف له و هي يقبل رجليه، و ينتحب بين يديه، بانه كان متجاوزا لدستور البلاد، حين خيل له شيطانه المريد، وفكره غير السديد ،أن الحبر الذي كتب به دستور المملكة السعيدة كان صينيا ولم يكن تايلنديا ! و بانه سوف يستدعي اكثر الشعراء نبوغا، لصياغة نشيد رسمي جديد يتضمن ذكر نوعية الحبر المذكور الذي خط به الدستور. وبعد ان جفف الملك دموعه، جعل المفاوض يوقع نيابة عن سكان المملكة، و نيابة على كل الأجيال القادمة، بان مجرد اعتراف الملك الظالم بان الحبر هو تايلندي الصنع. سيعفيه هو و من سيخلفه من ذريته في حكم المملكة السعيدة بأمثال ذلك المفاوض الفطن، من اقرار الحرية والمساواة، و من تحقيق العدالة للمواطنين و المواطنات، الي يوم بعث الديناصور، و قيام الموتى من القبور! كما تطوع ذلك المفاوض الأحمق" بتبشير" المواطنين المتلهفين على ارساء الحرية، و العدالة و المساواة بأنه قد امضي باسمهم، على وثيقة تبيح لملك البلاد، شنق أي مواطن تبلغ به الخيانة و الهرطقة حد الزّعم بان الحبر موضع النزاع هو صيني و ليس تايلنديا!
لو تخيل أحدنا أن ذلك المفاوض البائس قد سلم ( حتى لو استظهر بكل الشـهادات الطبـية التي تؤكد جنونه المطبق) من اللطم و الشتم، و تمزيق الثياب وخدش الإهاب، و النعت بالبقرة المأجورة ، و بأحمق المعمورة، و يمهرج السلطان و باضحوكة الزمان .. لو تخيل أحدنا أن ذلك المفاوض قد سلم من غضب الجماهير، فقد شابه في حماقته البقر، و استحق صفعة أو ركلة على الدبر!

فنــ" نصرة" بن حنبل للإسلام، لا تزيد عن نصرة ذلك المفاوض الأبله، للشعب المسكين الذي فوضه ليدفع عنه ظلم حاكمه،أما كيف وجد ابن حنبل من يضخم تفاهاته و يمجد ترّهاته ويرفعه على الأعناق، و يتغنى بانتصاراته ضد طواحين الهواء و يجعله ممثلا عن اسلام يهم الشأن الآجتماعي الي حد مساواة المسلم المشغول بنفسه عن اطعام المحتاج المسكين بالمكذب الكافر بهذا الدين!! ، كل ذلك لمجرد خوضه جدلا كلاميا مفتعلا لم يشبع جائعا ولم يحقن دم مظلوم و ولم يقيد ظالما و لم يوقف مستغلا و لم تمنع حكما وراثيا ولم يحدث مساواة، فلأننا أمة لا تستحق الحياة، و شرف الإنتماء لهذا الدين،.والا لما ابهرتنا فقاعات الهواء، و ركنا الي الظلمة ركون الإماء و قدسنا كهنة أغبياء، حتى استغفلتنا أمم الأرض الغالبة، لتفرض علينا كل طبل اجوف كقائد محرّر.
يتبع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عبد الجواد يس السلطة في الإسلام العقل الفقهي السلفي بين النص و التاريخ ص78/88الطبعة الأولى 1998 المركز الثقافي العربي
(2) د. أحمد صبحي منصور التأويل . فهم النصوص القرآنية في الفكر الإسلامي من بدايته الى نصر حامد أبو زيد ( خاص بموقع آراب تايمز)
(3) أحمد أمين ضحى الإسلام ج3ص164مكتبة الأسرة1999
(4) أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتم و لا يحض على طعام المسكين ـ قرآن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ابن حنبل و خلق القرآن، زوبعة في فنجان 3/6

مقدمة ذات صلة:
" إن في مقدوري أن أتفهّم الجهل، لكنّني لا أستطيع القبول بتمجيده. و أقل من ذلك القبول بحقّه في السّيادة "
يونغ تشانغ

و لم يكتف الحنابلة بتفضيل موقف ابن حنبل على موقف الصديق ابي بكر يوم الردّة، حتى رفعه البعض إلى مقام النبوّة !!" قال قتيبة: إن أحمد بن حنبل قام في الأمّة مقام النبوّة " إهــ!!! و كأن الأنيياء المغاوير، قد بعثوا دراويشا يتبرّك بهم الظلمة (وهم شرّ البريّة)، تبركهم بأحمد بن حنبل صنم السلفية، وكأن الأنبياء لم يبعثوا شوكا في حلوق الطغاة، و قذى في أعينهم... " كتب المتوكل[ ملك عباسي ] الى أحمد بن حنبل [ يقول ]: أني أحبّ أن آنس بقربك، و بالنظر اليك، و يحصل لي بركة دعائك " ! فالمتوكل (إلإرهابي العباسي)، الذي نراه هنا يفيض حنانه، و رعايته الملكية على فقمة سلفية عمياء، ينقـلب الى آلة دموية لا يشفي غليلها غير مباشرة القتل بنفسه، حين يعرض عليه عالما ربانيا من طراز الشهيد الكبير احمد بن نصر الخزاعي، الرجل الذي يعدّ بحقّ، بطل محنة خلق القرآن . لقد تفطن أحمد بن نصر الخزاعي، الى موضع الخلل، وأدرك أصل العلّة، فــقدّر انّ من الضروري إستبدال القيادة العباسية السفيهة، بقيادة ملتزمة بقضايا الأمة، كما أدرك أن مسألة خلق القرآن قضية يراد بها الهاء الناس عن قضايا الشورى و العدال والحرية والمساواة. لأجل ذلك لجأ إلى الحلّ الجذري، والمتمثل بالإطاحة بالملك السكّير و بالملكية الفاسدة، فرتّب حركة عسكريّة لم يكتب لها النجاح لأسباب تنظيمية. و حين قبض عليه، حقّق معه المتوكل بنفسه، وسأله في جملة ما سأله، عن مسألة خلق القرآن فردّ عليه الرجل الكبير بإحتقارشديد( نقل عن احمد بن نصر الخزاعي أنه كان يلقب المتوكل أثناء دروسه [الغير قانونية] بالخنزير) قلت، ردّ عليه بقوله: " مالك و العلم؟! إنما أنت نطفة خمّار في رحم قينة" ! فقام اليه المكل العباسي الشقي، فقـتله بيده.. فكان أحمد بن نصر الخزاعي البطل الحقيقي في قضية خلق القرآن، و ليس ذاك "الإبن حنبل" الذي ذكر بعض العلماء أنه لم يعذب إلاّ صوريا ،وقيل لم يعذب اصلا، وقد أقـرّ بخلق القرآن. مع الإشارة، الى ان تصريح ابن حنبل بعد انتهاء المحنة، بعدم خلق القرآن، لا يختلف في بدعيته و سفسطائيته وفي صرف المسلمين عن جوهر قضاياهم، عن القول بخلقه، لأن رسول الله و صحابته لم يثيروا تلك المسألة بالمرة، و كذلك فعل العقلاء من امة محمد:" كتب المريسي الى ابي يحيي منصور بن محمد: اكتب القرآن خالق أو مخلوق , فكتب اليه:" عافانا الله واياك من كل فتنة، و جعلنا واياك من اهل السنة و ممن لا يرغب بنفسه عن الجماعة، فانه ان تفعل فاعظم بها منّة، و ان لا تفعل فهي الهلكة. و نحن نقول ان الكلام في القرآن بدعة يتـكلف المجيب ماليس عليه، و يتعاطى السائل ما ليس له، و ما نعلم خالقا الا الله و ما سوى الله مخلوق، والقرآن كلام الله، فانتبه بنفسك الى اسمائه التي سماه الله بها فتكون من المهتدين. و لا تسمّ القرآن باسم من عندك فتكون من الضّالين " (1)



ورغم بدعية القول بخلق القرآن أو عدمه، فقد جعلت السلفية القول بعدم خلقه أصلا من أصول السنة و الجماعة، كما كفّر بن حنبل القائل بخلق القرآن، كما كفّر أيضا المتوقف في المسألة! فلو اكتفيت بالقول بأنك لن تجيب عن سؤال القرآن مخلوق أو غير مخلوق، تقززا من البقرة السلفية المجنونة التي تستنطقك، ثم إقتداءا بمحمد وصحابته، ولأنّ المسألة بدعيـّة فوق كونها هامشــية و مضللة عن قضايانا، لو فعلت ذلك، فستخرج من دين الإسلام بقرار حرمان سلفي بطريركيّ.... تحت عنوان " باب ما روي في تكفير من وقف في القرآن شاكّا فيه أنه غيرمخلوق " ، ذكر" الشيخ الامام العالم الحافظ هبة الله ابي الحسن بن منصور الطبري اللالكائي في كتابه شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة واجماع الصحابة والتابعين من بعدهم " في الجزء الثاني ص 357/358 روي عن أهل المدينة هارون بن ابي علقمة الفروي قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا يقولون من وقف في القرآن بالشك فهو كافر، قال:" و سمعت عبد الملك خاصة يقول: من وقف في القرآن بالشكّ فهو مثل من قال مخلوق، كما قال ابو مصعب احمدبن ابي بكر: من وقف في القرآن فهو كافر" قال محمد بن مسلم بن وارة قال لي ابو مصعب: من قال القرآن مخلوق فهو كافر، و من قال لا أدري يعني مخلوق أو غير مخلوق فهو مثله" ّّّّّ!!! ثم قال : بل هو شرّ منه، فذكرت ذلك لأحمد بن حنبل فأعجبه و سرّ به" إهــ وهذا التشدّد ليس غريبا عن المدرسة السلفية، فإبن حنبل( الذي يعد إمام المكفّرين المتشددين) يجعل صلاة المسلم باطلة، لو سلّم قائلا: السلام عليكم أو قال السلام عليكم ورحمة الله و لم يقل السلام عليكم ورحمة الله و بركاته مرتين!. كما تكفّر المدرسة الحنبلية مفتتح الصلاة المتلفظ بكلمة "أكبر" بهذا الشكل" أكبار"(التي تعــني طبلا في لغة الضاد!) جاء في كتاب "القول المبين في اخطاء المصلين" ص 228 لمشهور حسن سلمان ما يأتي نصّــه " و من اغلاط بعض الأئمّة إدخال همزة الإستفهام على لفظ الجلالة فيقولون آلله اكبر، وهذا كفر لفظي،او ادخال همزة الإستفهام على لفظ اكبر فيقولون آكبر فيكون آكبر خبرمبتدأ محذوف تقديره أهو أكبر؟ وهذا كفر أيضا. ومن أغلاط بعضهم، ادخال الف بعد الباء و قبل الراء فيقولون أكبار فيكون جمع كبر بفتح الكاف وجمع كبر وهوالطبل، و كلاهما كفر لا يصح ّاطلاقه على الباري سبحانه وتعالى"...
كما زادت المدرسة الشافعية( التي تمثل الوجه الثاني للعملة السلفية المزيفة) الطنبور نغمة، بتكفيرالمتلفظ بتكبيرة الإحرام بشكل يوحي بمعنى عجيب لم تفــلته أجهزة الرصد الإلكترونية للسلفية المتشددة : "خامسها ان لا يمدّ الباء من لفظ أكبر فلا يصح ان يقول الله اكبار فلو قال ذلك لم تصح صلاته سواء فتح همزة اكبار أو كسرها لأن اكبار بفتح الهمزة جمع كبر و هو اسم للطبل الكبير، وإكبار بكسر الهمزة اسم للحيض"(2) وكأن سيبويه هو الذي إنتصب يصلىّ، و ليس انسانا عاميا قد يكون أميّا ، ولكن سوء الظن بالغير، والمسارعة في التضليل و التكفير، ميزة سلفية لا يماريهم فيها احد، أراح الله منهم العالمين ... مع العلم أن الحنابلة يجعلون دية المرأة نصف دية الرجل، كما يجيزون للأب تزويج ابنته كرها بمن لا ترغب به، كما يمنعون المرأة من زيارة قبر فلذة كبدها، و كأنها أقل عطفا عليه من أبيه الذي وضعه شهوة بينما حملته هي كرها ووضعته كرها. وقد بلغ المنع الى درجة وقوف حارس على باب المقبرة يصدّ عنها كل أم أوأبنة أو أخت تريد دخولها،الى غير ذلك من السوآت و المخازي .

و قبل ان تناول بشيء من التفصيل قضية خلق القرآن التي جعلت المسخرة مفخرة، و الخيبة مأثرة ، و العجز اعجازا و الهزيمة انجازا(3) و من ابن حنبل بطلا خرافيا، لابد لنا من نظرة سريعة، نتعرف خلالها عن الملابسات التي واكبت القول بخلق القرآن، لأن قضية خلق القرآن، قد سبقت بقضايا عقائدية اخرى. ولأن قضية خلق القرأن ـ وهذا الأهمّ و الكارثيّ في المسألة ـ كانت مقدمة اشهارية سبقت تدوين السنة(4) وفق العقل السلفي الكليل ورؤيته الكهنوية الفاصلة بين الدين و السياسة، و بين الدين و العدالة، ثم اعتبار تلك السنة مصدرا مقدما على كتاب الله !

يتبع
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بن عبد ربه العقد الفريد ج2ص 375
(2) ما عساهم قائلين لو سمعوا المؤذن الإفغاني، يردد على التوالي اجحد ان لا اله الا الله و اجحد أن محمدا رسول الله و هو يعني بها اشهد أنل ا اله الا الله و اشهد أن محمدا رسول الله، لا شك انهم سيعدمونه حالاّ !
(3) عوائد القادة من عائد بيع الغاز
ألغاز !
و نومهم للغرب باختيارهم إن جاز، انجاز
و سيرهم نحو العدى
زحفا على الأعجاز، إعجاز !
تلك خفايا وضعنا بمنتهى الإيجاز!
( أحمد مطر)
(4) لست من الجماعة التي تسمى نفسها "أهل القرآن" و التي تنكر السنة . فالسنة تفسر ما اجمله القرآن.. لأجل ذلك أوافق على أكثر من ثمانية اعشار ما جاء في كتب الحديث ( البخارى و غيره) أي فيما يتعلق باحكام الصلاة و الحج و الميراث و الزواج و الطلاق و السلم والحرب و البيع و الشراء و لكن الإشكال يتمثل في الأحاديث التي تتعلق بشؤون الحكم و بعلاقة الحاكم بالمحكوم .
ـــ غضب النبي محمد حين راى بين صحابته من يدون حديثه الذي نهى عن تدوينه فقال عليه السلام محذرا"اكتاب مع كتاب الله ؟! ما ضلّ الأمم قبلكم الا بما اكتتبوا من الكتب مع كتاب الله "... لأجل ذلك لم يكتب الحديث لا في حياة الرسول ولا في عهد الراشدين من خلفائه.
ان وجود الله في الكون أكثر وضوحا من وجود الكون نفسه
الصادق النيهوم
العودة المحزنة الى البحر
ابن حنبل و مهزلة خلق القرآن زوبعة في فنجان 4/6
مقدمات ذات صلة:
كان تراجع العقل و الشجاعة، أمام الغباء و الجبن أكبر ما حاق بامتنا من نكبات في تاريخها الطويل. حدث ذلك اثر محنة خلق القرآن التي اعتبرتها السلفية محنة فرد ـ أي محنة بن حنبل ـ في حين انها محنة أمة .. لأنها أسفرت عن ميلاد مسخ سلفي( سني) مثلّ تبريرا نظريا لخريطة طريق الآلام التي رسمها معاوية وسار عليها ميدانيا.
ــــــــــــ
لو أبيد ثلاثة ارباع المسلمين و احتلت تسعة اعشار بلادهم لكنهم لم يعرفوا أبدا في تاريخهم قضية اسمها خلق القرأن وكاهنا اسمه بن حنبل لكان ذلك ارحم بهم و أفضل لهم ، وذلك لما سببته مسالة خلق القرآن من كوارث مؤبدة و سدّ ـ قد يكون نهائيا ـ لأي سبيل للخلاص.


مسألة خلق القرآن، نظرة سريعة:


لو استمرت الخلافة الإسلامية على رشدها، فسار حكام المسلمين في الناس سيرة الخلفاء الراشدين.
و لو حرص العلماء على الضرب على يدي كل انقلابي طامع في السلطة، بتقبيح فعله، والحضّ على حربه و تسفيهه، و في نهاية المطاف، جعل الناس تنفض عنه، ليجد نفسه مذموما مخذولا، لو حدث كل ذلك، لما ابتلينا بالإرهاب الملكي الأموي ثم العباسي الذي مسخ ديننا، أثناء بحثه عن أي نصّ يستر به عوراته، و يسدّ به الفجوة الهائلة بين النص والواقع، ليلجأ اخيرا الى أدلة شرعية اصطناعية ما انزل الله بها من سلطان، فيتخذها دروعا يتقي بها غضب الخارجين عليه. خصوصا وهي يواجه نصوصا قرآنية تحريضية بيّنة مستعصية على التأويل لا لبس في مدلـولها. نصوص تزلزل الأرض من تحت اقدام الطغاة، و تحث المسلمين للثورة عليهم، وتستنهض همهم لإستبدال نار الحاكم الإرهابي الفانية بنار دائمة أعدها الله لكل مستضعف منح شرعية لظالم، أو هادن متألها من الحكام(1) .

فقد" كان النص القرآني [ و الكلام للصادق النيهوم ] في دولة الأمويين صوتا عاليا و خطيرا جدا، لا يخاطب الدولة المسؤولة بل يخاطب الناس و يحمّلهم المسؤولية، و يجمعهم تحت اسم واحد، و يحرضهم علنا ضد سلطة فرعون. و في دولة يحكمها فرعون شخصيا، كان هذا الصوت دعوة علنية الى الثورة المسلحة، فأصبحت الدولة الأموية تواجه مشكلة... وهي حاجتها الى التعايش مع دستور شرعي لا يعترف بشرعية الدولة الأموية، فالخليفة يحكم بموجب حقه في وراثة العرش، والقرآن يقول ان الشورى هي دستور الحكم الوحيد في الإسلام. والخليفة رجل هائل الثراء يمثل طبقة الأغنياء و تجار القوافـل، و كبار الملاّك. والقرآن يقول(و الذين يكنزون الذهب و الفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم). و الخليفة يستند الى فتاوي رجال الدين. و القرآن لا يعترف برجال الدين ولا يخوّل لهم حق الفتوى نيابة عن الناس، ولا يميّزهم بلباس متميز كما فعل كتاب العـهد القديم. والخليفة متحصّن وراء جيش مأجور معدّ للقتال في سبيل الخليفة، والقرآن يستنكر وجود هذا الجيش، و يدعو لتدميره تحت راية الجهاد في سبيل الله. [و]الخليفة يضع يده على ميزانية الدولة، والقرآن يسمّى هذه الميزانية مال الله. والخليفة ينوي أن يصفي خصومه السياسيين، والقرآن يقول( ومن قتل نفسا بغير نفس ،أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا). والخليفة يخطّط لإنشاء دولة اسلامية على غرار بيزنطة. والقرآن يقول ان إسقاط بيزنطة فريضة واجبة على المسلمين "(2)

اذا، حيال نصوص القرآن الصريحة في التأليب على أهل البغي و التحريض على اهل الفساد الإداري" لم يكن أمام الخليفة الأموي سوى أن يصادر القرآن أو أن يكتشف لنفسه قرآنا آخر لا يناصبه العداء. و لأنّ الخليفة كان رجلا سياسيا و ليس احمق مغامرا، فقد ترك القرآن و شأنه، وعمل على ايجاد نص شرعي جديد سماه الحديث، ورد فيه كل ما يرضي الديكتاتورية من قبيل حديث من قال لا اله الا الله دخل الجنة وان زنى و سرق ،و من قبيل لا يدخل احدكم الجنة عمله!! فهذان الحديثان المخالفان لنصين صريحين في القرآن لا يخدمان غير الحاكم المجرم و جيشه المأجور الملطخ الإيدي بدماء المسلمين... فهجر بذلك كتاب الله و شوهت معالم الدين، و أصبح الحديث عن فرعون وعن الظلم السياسي والإجتماعي، مسألة تاريخية ليست لها اية علاقة بواقع الناس، و لم يعد فرعون هو الحاكم المتسلط الذي يعيش حيا بين الناس، بل اصبح هو ملك مصر الذي تسلط على اليهود خلال الألف الثانية قبل الميلاد، و لم يعد الدين هو الطريق الى العدل في واقع الناس على الأرض، بل أصبح هوالطريق لتعويضهم في حياة غائبة أخرى. و لم يعد جنود هامان هم الحرس الملكي الذي يسد الطريق الى قصر الخليفة، بل اصبحوا قصة تاريخية يرويها القرآن لغرض التاريخ،عن حرس ميتين كانوا في حراسة طاغية ميت. و لم يعد الصابرون هم الناس الذين يصبرون على الشدائد في سبيل تغيير واقعهم، بل اصبحوا هم الناس الساكتين الذين ينتظرون ان يتغير واقعهم بطول السكوت "(3)

لو استمرت الخلافة على رشدها، لما كان لوجود أحمد بن حنبل و و" علمه" غير النافع من مبرّر. لأن الأسلام قد إستغنى عن الزيادة و التحوير كما استغنت السلاءة عن التنقيح(4) ، و لأن شرع الله قد كمل قبل ميلاد احمد بن حنبل بأكثر من قرنين، و لم تعد امتنا في حاجة كي يتدراكها الله بشيخ السلفية الطريف، و بهلوانياته المضحكة.

لو حدث ذلك العدل الذي لم يحتج معه الراشدون من الخلفاء الى سنة غير نبوية مشبوهة يتسترون بها، و لو حرص العلماء على الوقوف في وجه كل مغامر افاق يسعى للسلطة تحقيقا لطموحات شخصية أوثارات اسرية. لو حدث ذلك لأعفيت أمتنا من ظهور الدماميل السلفية التي اتخذت من دعوى حفظ سنة نبوية ذريعة، لتجثم فوق صدر المسلمين و تفسد دينهم و دنياهم .

لو استمرت الخلافة الراشدة على رشدها، فحاسبت المخطئين من الحكام، و اوقعت عليهم القصاص كسائر أفراد الرعيّة، ثم وظّفت العقول الإسلامية الكبيرة لتكون طلائع فكرية تصحب جيوش الفتح حتى تحاور نظرائها من أفراد الأمم المفتوحة، في جلسات مغلقة، لا تشوش على العامة عقائدهم. لو فعلت ذلك و شغلت مفكري المسلمين بالحقّ، و اغنتهم عن تـناول مواضيع سفسطائية من قبل : هل يجب على الله ارسال الرسل؟ وهل يقدر الله على الظلم؟ وهل الله قادرعلى زيادة نعيم أهل الجنة؟. لو حدث ذلك كله، لما ظهرت فرق الجبرية و المرجئة و الجهمية ولا المعتزلة اصلا، لأن مهمة تلك الفرق ستكون كجالب التمر الى البصرة، والماء الى النهر، لأنها لن تقدم جديدا لأمة عقلانية، تقدس الحرية، وتكفر بعبادة الفرد .

لو تم كل ذلك لعوفيت أمتنا من بروز الزائدة السلفية القبيحة التي اتخذتها الملكية الفاسدة أداة تبرير و تعمية عن الحق، و مخلب قط تسلطه على تلك الفرق المخالفة التي فرض الإستبداد نشأتها.

لو استمرت الخلافة على رشدها، لما فتن المسلمون بمعاوية بن ابي سفيان، الملك الأموي الذي
ارسى الفكر الجبري و أسس نظرية الحق الإلهي المقدس في الحكم، واحتضن زعماء النصارى الملوثة عقولهم بأوشاب الشرك و شكوك الفلاسفة الطبيعيين. و قربهم من مركز القرار، كي يعملوا إفسادا في عقول المسلمين. لأن" الأدلة على تأثر المعتزلة بالمسائل اللاهوتية التي اثارها المسيحيون و التي كانت تشغل لاهوتيّ المسيحين انفسهم كثيرة. منها ان الأمــويين قربوهم اليهم و استعانوا بهم، وأسندوا اليهم بعض المناصب العالية. فقد جعل معاوية ابن ابي سفيان سرجون بن منصور الرومي المسيحي كاتبه و صاحب أمره [أدقّ منصب في جهاز الدولة عصر ذاك !](5) إهــ و بعد أن قضى[ هلك] معاوية، بقيت لسرجون مكانته، فكان يزيـد بن معاوية يستشيره في الملمّات و يسأله الرأي(6) ثم ورث تلك المكانة ولده يحيى الدمشقي الذي خدم الأمويين زمنا ثم اعتزل العمل سنة 112 هــ و التحق بأحد الأديرة القريبة من القدس، حيث قضى حياته يشتغل في الأبحاث الدينية، و يصـنف الكتب اللاهوتية، ويعدّ آخر علماء اللاهوت الكبار في الكنيسة الشرقية، واعظم علماء الكلام في الشرق المسيحي. قال آير: ان يحيى الدمشقي آخر آباء الكنيسة الشرقية، و ممثل اللاهوت المسيحي فيها، و إن كتاباته هي زبدة تعاليم تلك الكنيسة، و قال ميكفرت: إن اللاهوت المسيحي وصل ذروته في زمن يحيى الدمشقي الذي وضع في كتبه خلاصة ما بلغه الفكر المسيحي في الشرق... يضاف الى هذا، أن أثر الدمشقي لم يقتصر على الشرق المسيحي بل تعداه الى الغرب، فترجم كتابه في الإيمان الإرثدوكسي الى اللاتينية، و قدره علماء الغرب حق قدره، و اطلع عليه توما الأكويني أعظم متـكلميهم و استفاد منه، فإذا كان اثره قد نفذ الى الغرب البعيد، أفلا يكون من المستغرب ألا يتأثر به العرب المسلمون الذي كان الدمشقي يعايشهم و يتعاون معهم و يتكلم لغتهم؟ إن مجرد وجود يحيي الدمشقي و امثاله من المتكلمين بين المسلمين، كاف لأحداث التأثير، فكيف إذا تجاوزالأمر حد التجاور واشترك المسلمون والمسيحيون في مناظرات" (7 ) .

ومعلوم ان المعتزلة هم من أنشأ علم الكلام الذي انحرف من علم يراد به الرد على شبهات اهل الذمة و مفكري الأمم المفتوحة من شتى الملل، الى اداة مدمرة سعت الى مسخ الإسلام وتعقيد تعاليمه، فحولته من خطاب شعبي مبسّط، يمثل شعارات معارضة للطاغوت، الى تهويمات فلســفية نخبوية، و نظريات تجريدية باردة، لا علاقة لها بواقع الحياة، نتيجة أخذ علماء الكلام هؤلاء" بمنهج البحث والنظر والإستدلال العقلي، كوسيلة لأثبات العقائد الدينية التي ثبتت بالوحي! وإن المرء ليعجب أشد العجب، من كثرة ما كتبه هؤلاء المتكلمة من مؤلفات و كتب، فتمرّ عليك الصفحات منها دون ان تكتحل عيناك منها برؤية آية واحدة أو حديث واحد، وهم يبحثون كما يقولون في اصول الدين و في مسائل الإيمان! انما هي تصورات ذهنية و فلسفات قديمة، واستدلالات تورث الحيرة والشك، أفنوا أعمارهم و اهدروا اوقاتهم، في اشياء غير نافعة وجهود ضائعة ...على أن أعظم الأخطاء التي أخرجتها هذه الفرق من المتكلمين، مشكلة الإرجاء، وهي القول بان الإيمان تصديق واقرار، دون ادخال العمل في مسمى الإيمان، خلافا لما تواترعن السلف الصالح من أن الإيمان قول وعمل ...فتساهل الناس في كثير من التكاليف الشرعية، و فرطوا فيها بعد أن أطمعهم الإرجاء في نيل الثواب، و تحصيل الأجر، ما داموا مؤمنين بقلوبهم و مقرين بالسنتهم وما دام الإيمان لا يزيد و لا ينقص، على رأي هؤلاء المتكلمين، فما فائدة العمل إذ ان من يعمل كثيرا و ينصب و يجهد نفسه في العمل، كمن لا يعمل شيـئا البتة،إيـمانهم ثابت لا يزيد و لا
ينقص"(8). وقبل ذلك كله، ما دامت السلفية قد جعلت دخول الجنة رهن كلمة تقال ولو بحال
سكر!
يتبع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إن الرضوخ لسلطة فاسدة وعدم مقاومتها عقوبته نار جهنم ( إنّ الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيم كنتم، قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا[ الملائكة] ألم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها، فأولئك مأواهم جهنم و ساءت مصيرأ )) النساء 97 في حين ان الثورة على الفاسدين عقوبتها جهنم في دين ابن حنبل!
(2) الصادق النيهوم صوت الناس محنة ثقافة مزورة ص 107
(3) الصادق النيهوم صوت الناس محنة ثقافة مزورة ص 108/117
(4) السلاءة : شوكة النخلة الملساء، فلو حاولت زيادة ملاستها لأحدثت فيها نتوءات و تشويهات تجعل منها خشنة الملمس قبيحة المنظر .
(5) و (6) و (7) زهدي جار الله المعتزلة ص 31/32/33
(8) علي بخيت الزهراني "الإنحرافات العقدية و العلمية في القرنين الثالث عشر و الرابع عشر الهجريين و آثارهما في حياة الأمة" ص 66/69

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ابن حنبل و خلق القرآن زوبعة في فنجان5/6 حمادي بلخشين

عن المعتزلة :

تناول المعتزلة خمس مسائل جوهرية من شانها كلها التشكيك في شرعية السلطة القائمة و تقويض الأسس التي اعتمدها الملوك للتعايش مع النص القرآني المخالف لسياستهم. و اول تلك المسائل نفي المعتزلة للجبرية أي اثباتهم حرية الإنسان في الفعل و الترك. و هذا من شأنه سحب البساط من تحت حوافر الحكام الذين يزعمون انهم مكرهون على سلخ الشعوب وركوبها لأن أعمالهم" المخلوقة"، قد كتبت عليهم منذ الأزل ولا راد لأمر الله.

وقد قدم المعتزلة شهداء كثر أشهرهم و أشجعهم و أعلمهم غيلان الدمشقي، و الجعد بن درهم و معبد الجهني. وقد اطلق المعتزلة على التقدير الإلهي اسم "العدل" حيث نزهوا الخالق عن القاء البشر في الماء ثم قوله لهم" اياكم اياكم ان تبتلوا بالماء" أي عن اجبار البشر على فعل شيء ثم محاسبتهم عليه.

من مبادىء المعتزلة التي تشكل خطرا على النظام الملكي الفاسد، جعلهم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر احد أسسهم العقائدية الخمس، وقد أرادوا بهذا المبدأ الحيوي مخالفة أهل السنة ـ شلة الحاكم ـ الذين جعلوا الأمر بالمعروف و النهي صوريّا كاريكاتوريا، حيث أوكلوا عملية تغيير المنكر باليد ـ اي بالقوة أو بالسلاح ـ الي مقترفي المنكرات أنفسهم، أي الي الحكاّم!!

حين عاين المعتزلة رواج مرويات كاذبة تعد الحاكم المجرم و الملحد أحيانا بغفران ذنوبه واعفائه من المحاسبة الأخروية دون مجرد تفكيره بإحداث توبة، بفضل شفاعة الرسول في عصاة الأمة او بسبب تميزه عن غيره "باختيار" الله له منذ الأزل لحكم الشعوب، قلت حين عاين المعتزلة تغييب اهل السنة لأكبر ضمانات ارساء العدل الإجتماعي و قطع دابر المفسدين جعلوا" الوعد و الوعيد" من جملة اسسهم العقائدية الخمس، في رسالة واضحة المعالم تدعو الي محاسبة الحكام وعدم التسامح معهم ، فلا مكان لحاكم سكير أو ظالم أو مخالف للشورى أو سفاك للدماء. ولما كان الحكام من الصنف الجامع لكل الموبقات كانت كراهيتهم للمعتزلة كبيرة.

كان موقف الخوارج من مرتكب الكبيرة تكفيره، حاكما كان أو محكوما . في حين كان موقف اهل السنة و الجماعة ترك حساب مرتكب الكبيرة ( اذا كان حاكما!) الي يوم الحساب، هذا في "أقسى" الحالات و أشدها أدانة له، و إلا فقد قرر بعض زواحفهم ان ذنبوب الحكام مغفورة بل و أن الحكام يشفعون في غيرهم ! ازاء هذا الإختلاف الواضح بين الخوارج والثدييات السنية، قرر المعتزلة أن صاحب الكبيرة في "منزلة ما بين المنزلتين" لا هو مؤمن ولا هو كافر وهذا موقف من شأنه سلب الشرعية من الحكام و بالتالي نزع الولاية عنهم، اذ لا ولاية لكافر على مسلم خصوصا وأن الحكام يتنفسون كبائر و لا يعيشون بغير كبائر .

ولما كان ايمان المعتزلة عن بينة و إعمال عقل، فقد انكروا خلق القرآن و شنعوا على الذين اثبتوا خلقه و اشركوه مع الخالق في صفة القدم، لأجل ذلك سموا انفسهم أهل التوحيد فكان "التوحيد" أحد أركان الأعتزال الخمسة.

تحلف كارثيّ :
كان من المفروض وقد رأينا مخالفة الفكر المعتزلي لذوي السلطان ان يكون النفور مستمرا بين الفريقين و التواصل بينهما غير وارد، غير ان مكر الخليفة "المأمون" و تقربه من المعتزلة أغرى بعضهم ــ وهم اصحاب الفكر المنفتح على الآخر ـ بمحالفته ( تحالف عباسي تكتيكي ...غريب و مفاجىء من قبيل اعتراف الدولة العباسية في وقت من الأوقات بالشيعة الي درجة تعيين أحد أئمتهم الإثنى عشر وليا للعهد قبيل التراجع عن ذلك التحالف باغتيال الإمام المعيّن !)
و لقد كانت أسسهم العقائدية الخمسة تربأ بالمعتزلة عن التحالف مع حاكم جبريّ دموي يتأرجح بين الكفر و الإيمان و يؤمن بالحق الالهي في الحكم. لكنهم سقطوا في الشرك بمجرد تبني المأمون لأحد مبادئهم ـ التوحيد ـ و قوله بعدم خلق القرآن! أي بقضية و ان كانت هامة في تصحيح العقيدة الا انها لا تعني شيئا في ساحة الصراع بين الحق و الباطل.خصوصا ازاء شعوب أمية تراجع فيها الإسلام من نظرية ثورية غايتها تحقيق العدالة الآجتماعية الي منظومة كهنوتية متواطئة . شعوب ترى التدين المثالي مجسما في كاهن لا يحشر نفسه في عمل السلطان لا في "معتزلي زنديق" يقدح في القرآن .

وقد دفع المسلمون ثمن ذلك التحالف المشؤوم غاليا بعد صرف أهل العقل و الشجاعة من المشهد الإسلامي اثر تشويه صورة المعتزلة و اظهارهم في هيئة المستخف بكتاب الله بجعله مخلوقا يمكن له أن يموت في اي لحظة من اللحظات !!!

لقد وقع تقديم المعتزلة كقربان ملكي في سبيل اشهار احمد بن حنبل ممثل الغباء و الرخاوة السنية و النظرة التقديسية للحاكم. وبذلك اصيب المسلمون بخسارة كبرى بعد أن اصبح للغباء السلفي الكلمة الفصل و الرأي المقدم .



رأي المعتزلة في مسألة خلق القرآن :

كان دافع المعتزلة في خوضهم في كلام الله أمخلوق هو او قديم، الردّ على يوحنا الدمشقي الذي " كان يضلل المسلمين بالتعبيرعن عـيسى عليه السلام، بانه كلمة الله القاها الى مريم وروح منه، وكان قطع السبيل عليه، ان يقال ان كلمة الله مخلوقة لله تعالى، والقرآن مخلوق لله سبحانه وتعالى فينقطع الطريق عليهم، و ترد السّهام اليهم "(1) لأجل ذلك " ذهب المعتزلة الى ان القرآن محدث مخلوق، لأنه ليس صفة من صفات الله القديمة. القرآن كلام الله، والكلام فعل و ليس صفة، فهو من هذه الزاوية ينتمي الى مجال" صفات الأفعال" الإلهية، ولا ينتمي الى مجال" صفات الذات"، والفارق بين المجالين عند المعتزلة، أن مجال صفات الأفعال مجال يمثل المنطقة المشتركة بين الله سبحانه و تعالى والعالم، في حين ان مجال صفات الذات، يمثل منطقة التفرّد و الخصوصية للوجود الإلهي في ذاته، أي بصرف النظر عن العالم. أي قبل وجود العالم و قبل خلقه من العدم . وتفصيل ذالك : أن سنة "العدل" الإلهي لا تفهم الا في سياق وجود مجال لتحقق هذه الصفة، و ليس من مجال الا العالم. و صفة "الرزاق" تتعلق بالمرزوق,أي وجود العالم الخ... و الى هذا المجال مجال" صفات الأفعال" تنتمي صفة "الكلام " التي تستلزم وجود المخاطب الذي يتوجه اليه المتكلم بالكلام. و لو وصفنا الله سبحانه و تعالى بانه متكلم منذ الأزل ـ أي ان كلامه قديم ــ لكان معنى ذلك انه كان يتكلم دون وجود مخاطب .لأن العالم كان ما يزال في العدم، وهذا ينافي الحكمة الالهية، اما صفات الذات، فهي تلك التي لا تحتاج لوجود العالم كالعلم والقدرة و القدم ـ الأزلية ــ و الحياة. فالله كما يقول المعتزلة، عالم لنفسه قديم لذاته حي لذاته" (2)

فــ " القرآن الكريم، اهومخلوق او غير مخلوق، مستمدّ من مشكلة الصفات، متفرع منها " ذلك أن المعتزلة ينكرون صفات الله اذا كانت غير الذات، ويذهبون الى انها عين الذات " فقالوا ان الله عالم بذاته، قادر بذاته، حي بذاته، لا بعلم و قدرة و حياة هي صفات قديمة، و معان قائمة به، لأنه لو شاركته الصفات في القدم، الذي هو اخص الوصف، لشاركته في الألوهية " أما لماذا قرر المعتزلة انه يجب ان تكون صفات الله تعالى هي عين ذاته و ليست خارجة عن ذاته، فيجيب الخيّاط " انه لو كان الله عالم بعلم، فاما ان يكون ذلك العلم قديما او محدثا. و لا يمكن ان يكون قديما، لأن هذا يوجب وجود اثنين قديمين، وهو قول فاسد، ولا يمكن ايضا ان يكون علما محدثا، لأنه لو كان كذلك يكون قد احدثه الله في نفسه او في غيره اولا في محلّ . فان كان احدثه في نفسه اصبح ــ الله ــ محلا للحوادث، و ما كان محلا للحوادث فهو حادث، وهـــذا محال. واذا احدثه في
غيره، كان ذلك الغير عالما بما حله منه دونه، كما ان من حله اللون فهو المتلون به دون غيره، و ان من حلته الحركة فهو المتحرك بها دون غيره، و لا يمكن ان يكون احدثه لا في محل. فلا
يبقى الا حال واحد و هو ان الله عالم بذاته " إهـــ فإن قلت : حين زعم المعتزلة ان علم الله ليس قديما، فهل معنى ذلك أنهم يعنون ان علمه محدث ، و بالتالي لم يكن عالما من قبل؟ و الجواب أن المعتزلة يعـتقدون ان علم الله قديم، و لكنه غير مستقل و خارج عن ذاته لأن " الله عالم بذاته لا بعلم زائد عن ذاته "(3) فقد وجد المعتزلة في القول بان القرآن مخلوق ما يتعارض مع وحدانية الله تعالى لأن الشيء اذا كان غير مخلوق اصبح قديما ازليا و القدم و الأزلية من صفات الله وحده... و لم يكتف المعتزلة في اثبات خلق القرآن بالإعتماد على الأدلة العقلية، بل تعدوها الى الأدلة النقلية كالآية((انا جعلناه قرآنا عربيا)) فكل ما جعله الله فقد خلقه، والآية (( الر كتاب احكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير)): و كل مخلوق مفصل له محكم مفصّل، و مثل قوله تعالى (( انه لقرآن مجيد في لوح محفوظ ))، فهذا يدل على احاطة اللوح بالقرآن و لا يحاط الا بمخلوق و قوله تعالى (( و ما يأتيهم من ذكر محدث )) و قوله ((لا ياتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه)) فأخبر تعالى أنه محدث و جعل له اولا و آخرا". (4) .

"فحين قرر المعتزلة أن القرآن مخلوق، كانت حجتهم تقوم على ثلاث دعائم. الأولى:أن كل شيء ما عدا الله تعالى مخلوق لله تعالى. و القرآن لا يمكن الاّ ان يكون غير الله تعالى، فلا يمكن الا ان يكون مخلوقا. الثانية : ان القرآن مكوّن من حروف و كلمات ينـطق بها الناس، و ليس القرآن إلا تلك، وهذه لا يمكن أن تكون غير مخلوقة، لأنها تقوم بالمخلوقين عند النطق بها و عند كتابتها. الثالثة : أنه لو كان القرآن غير مخلوق، لكان قديما لأن غير المخلوق لا ابتداء له و ما لا ابتداء له لا يمكن الا ان يكون قديما، و بذلك تتعدد القدماء، كما قال النصارى في شأن عيسى عليه السلام " ( 5) .
لقد كان القول بخلق القرآن بديهة لا جدال فيها لدى الذهنية المعتزلية المتفوقة، حتى ان المأمون ( وهو منهم) لم يذهب، وهو يواجه القائلين بعدم خلق القرآن الي تفسير امتناعهم عن مجاراته في قوله،الي امكانية ضعف عقولهم. فقد استبعد ان يكون المصرون على القول بغير الخلق، كانوا حقّا من ضعاف العقول، و لو كان المأمون يعقل، لأعفى اهل الحديث من ذلك الإمتحان، باعتبارهم من غير المفكرين،لأنهم يلغون عقولهم تماما امام النص (هذا لو كانت لهم عقول صالحة للإستخدام) (هاكم طرفة بالمناسبة.الأول : سمعت فلان عندو سرطان دماغ ؟!. الثاني: هو جاه الدماغ منين !؟) , فظلم المأمون لأحمد بن حنبل تمثل اصلا في حشره ضمن اصحاب النظرو الاستدلال ( هذا لو سلمنا ــ وهذا بعيد ـ بأن المأمون لم يكن يسير على خطة مرسومة غايتها صناعة بطل جماهيري يستخدم كحصان طروادة لتمرير عملية تدوين الحديث الذي صيغ لى مقاس الحكام )...

فلنشهد معا حيرة بن حنبل وهو يواجه بن دوؤاد في سجال غير متكافىء، يذكرنا بتلميذ مرتبك امام استاذ متمرّس، اذا سئل احتار، و اذا سأل تورّط . كتب الجاحظ " قال بن دؤاد لأبن حنبل : اليس لا شيء الا قديم او حديث؟ قال بن حنبل : نعم . قال اوليس القرآن شيئا؟ قال نعم قال اوليس لا قديم الاالله؟ قال نعم قال فالقرآن اذن حديث ؟. قال بن حنبل : ليس انا متكلم ـ [أي لست فيلسوفا، ثم استمرالجاحظ ]: زعم بن حنبل يومئذ ان حكم كلام الله كحكم علمه، فكما لا يجوز ان يكون علمه محدثا و مخلوقا، فكذلك لا يجوز ان يكون كلامه مخلوقا و محدثا، فقال له ابن ابي دؤاد :اليس قد كان الله يقدر أن يبدل آية مكان آية و ينسخ آية مكان آية، وان يذهب بهذا القرآن و ياتي بغيره، و كل ذلك في الكتاب مسطورا؟ قال بن حنبل: نعم قال: فهل كان يجوز هذا في العلم وهل كان جائزا ان يبدل الله علمه و يذهب به و ياتي بغيره قال :لا قال بن دؤاد: روينا في تثبيت ما نقول الآثار و تلونا عليك الآية من الكتاب، و اريناك الشاهد من العقول، التي لزم الناس الفرائض و بها يفصلون بين الحق و الباطل فعارضنا أنت الآن بواحدة من الثلاث ؟ فلم يكن ذلك عنده " (6) .
يتبع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) محمد ابو زهرة تاريخ المذاهب الإسلامية تاريخ المذاهب الفقهيةج ص 502ج1طباعة سنة 1987 دار الفكر العربي دار الحديث لندن قبرص
(2) ابو زيد النص السلطة الحقيقة ص 73
(3) زهدي جار الله المعتزلة ص 73
(4) زهدي جار الله المعتزلة ص87
(5) أبو زهرة المصدر السابق ص 501 )
(6 ) جمال الدين القاسمي الدمشقي تاريخ الجهمية و المعتزلة ص 88/89
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احمد بن حنبل و خلق القرآن زوبعة في فنجان 6/6 حمادي بلخشين

في بداية الأمر، امتـنع أحمد بن حنبل عن الخوض في مسالة خلق القرآن، ومن هنا قال بعض العلماء انه كان متوقفا في المسألة أي كان كافرا بأثر رجعي!! ويؤيدون ذلك بكلام روي عنه " قال[ بن حنبل] : جلست و قد اثقلتني الأقياد، فلما مكثت هنيهة قلت[ للمحقق] تأذن في الكلام؟ فقال: تكلم فقلت: الى ما دعا رسول الله؟ فقال الى شهادة ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة و صوم رمضان، و ان تعطوا الخمس من المغنم"، وان هذا الكلام يدل على التوقف، و يروى انه [ بن حنبل ] قال: من زعم ان القرآن مخلوق فهو جهمي، و من زعم انه غير مخلوق فهو مبتدع "(1 ) .

و بعد انقضاء " المحنة"( المسرحية) و قرار السلطة العباسية الرجوع عن القول بخلق القرآن، بعد تبنيها القول بعدم خلقه، لم يعد القول بخلق القرآن من عدمه بدعة و لا كفراعند ابن حنبل، حيث قرر في" رسالة كتبها الى المتوكل عندما سأله عن ذلك، و جاء فيها ما هذا نصه :" قال الله تعالى( و ان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ) و قال تعالى (ألا له الخلق و الأمر)) فاخبر بالخلق ثم قال والأمر فاخبر ان الأمر غير الخلق. هذا ما جاء في هذه الرسالة و كانه يشير بالفرق بين الخلق والأمر، بان القرآن من أمر الله تعالى و كلامه و علمه لا من خلقه، فهو على هذا لا يعد مخلوقا في نظره "( 2) .

الحصيلة، كما كتب ابو زهرة :" أن احمد في اول امره كان يتوقف عن القول بان القرآن مخلوق او غير مخلوق، لأنه يرى ان ذلك بدعة من القول. و لكنه بعد ان زالت المحنة، ما كان يستطيع ان يستمرّعلى توقفه، بل لا بد ان يدلي يقوله مؤيدا احد الإتجاهين، و قد طلب اليه المتوكل ذلك فاختار ما رآه اسلم في نظره، وهو ان يقول ان القرآن ليس بمخلوق " (3)

" والعجب [ كما يقول الجاحظ ] أن الذي منعه بزعمه[ أي بزعم احمد بن حنبل] أن يزعم أنه مخلوق أنه لم يسمع ذلك من سلفه، وهو يعلم أنه لم يسمع ايضا من سلفه أنه ليس بمخلوق [!!!]"(4) .

وقد زاد أحمد بن حنبل في الشطرنج بغلة (5) حين أدى به السخف والضحالة والإسفاف" الى القول بقدم القرآن حتى المكتوب في المصاحف، و الملفوظ به في ألسنتنا، وهو قول جرّ اليه ضيق
النظر و ضعف العقل، و قد نسب الذهبي الى ابن حنبل القول بقدم الألفاظ "(6) ليأتي من حمقى الحنابلة من يؤكد بعد عصر بن حنبل، أن جلد غلاف القرآن (المصنوع من جلد الماعز و البقر) غير مخلوق!

خلاصة ما تقدّم :

يمكننا تشبيه مخلفات مهزلة خلق القرآن، وإستفادة المؤسسة الملكية من نتائجها، بما نعيشه اليوم من دون كيشوتيات سلفية، يؤديها المهرّج السلفي اسامة بن لادن الذي ترك الديناصورات الحاكمة تعيث فساد في بلاد المسلمين، ليستهداف أطفال و نساء و شيوخ الأمريكان و الأروبيين. فقد تدعّمت بسبب تلك عشوائيات بن لادن وضعية الحكام العلمانيين و ثبتوا مليّا على كراسيهم المغتصبة، وعرضوا على العالم (و هم المجرمون)، على اساس انهم ضحايا ابرياء لإرهاب أصولي اعمي لا يميز بين ضحاياه. كما صوّر هؤلاء المجرمون، على انهم رواد في قمع" الفكر الإرهابي"،حين تصدوا منذ ستين عاما لدعاة تحكيم الشريعة و اعملوا فيهم قتلا و تنكيلا و اغتصابا و تشريدا، كما صور الغرب هؤلاء الحكام الإرهابيين كطلائع إنقاذ للبشرية، حين حذروه من خطر" الإسلام المتطرف " منذ عقود طويلة. ليمنح هؤلاء الحكام اخيرا تصريحا علنيا بتتبع بقايا مظاهر التدين الإسلام الشكلية" فنتيجة لحماقات بن لادن [ كما كتب احدهم]، اصبح مجرما قاتلا ارهابيا ،مثل معمّرالقذافي حمامة سلام، و أصبح رئيس تونس[ بن علي] الجنرال الذي وصل الي الحكم على ظهر دبابة، يستقبل في واشنطن كأحد دعاة الحرية"

اذا، بفضل بهلوانيات بن حنبل السخيفة و بطولته الجوفاء التي كانت بمثابة زوبعة في فنجان تدعّمت المؤسسة الملكية، و صار المتوكل ( الجزار العباسي الرهيب) و كما يقول بن كثير :" محبّبا الى رعيته، قائما في نصرة أهل السنة[!]، و قد شبهه بعضهم بالصدّيق في قتله اهل الردة ,[ أي في مطاردته المعتزلة!] لأنه نصر الحق، وردّه عليهم حتى رجعوا الى الدين و بعمر بن عبد العزيز، حين رد مظالم بني امية، و قد اظهر السنة بعد البدعة" !!( 7 ) .

فتعجبوا معي كيف يعالج المجرمون البدعة ببدعة أخرى، وكيف يعلقون كل ذلك على شماعة السنة النبوية. ثم انظر كيف يختلق المجرمون القلاقل، بحثا عن شرعيّة يأباها لهم الإسلام ، ثم انظر كيف ينادون بشيء تارة، و بنقيضه تارة اخرى، في تخبط عبثي يذكرنا ب" ذلك الرجل الذي قدم الى ابرز ساحة بالعاصمة و ملأ وسطها بالأنقاض، ثم جاء بسارية وضع عليها مصباحا أحمرا، فجعل الناس ينظرون اليه بدهشة قائلين : ماذا تريد بهذا المصباح ؟ قال: تـنبيه الناس بالخطر كي لا يصطدموا بالأنقاض! و لمّا قيل له : و لماذا جئت بالأنقاض ؟! قال: لكي ارفع هذا المصباح" !!

و لئن شكلت مسألة خلق القرآن قضية خلافية غير ذات شأن في تحديد مسارأمتنا، فإن ما نتج عنها كان وبائيا و مدمرا، اذ مكنت الملك العباسي المتوكل المتوفي سنة 234هــ من وضع الصيغة النهائية للمنظومة السلفية الأمنية الجائرة، بعد ما صنع لإبن حنبل شعبية مدوية و ذلك حين " مكّن أهل الحديث، و قد خلا لهم الجوّ، من الإنفراد بتدوين السنة، أعني بكتابة تصورهم المفهومي الخاص للإسلام، ثم تقديمه باعتباره الطرح الإسلامي الملزم . ففي غضون الفترة التالية لهذا الإنقلاب [ انقلاب المتوكل، و الكلام لعبد الجواد يس ] فرغ اهل الحديث من تقفيل النص النهائي للسنة سندا و متـنا... عبر منهجهم الإسنادي الضيق بترسيم "النص" النهائي للسنة، و إعتمادها " كنسخة" رسمية ممهورة بخاتم السنة و الجماعة .. فظهرت كتب الحديث الستة الشهيرة البخاري المتوفي سنة 256هــ، و مسلم المــتوفى سنة 262هــ، و ابن ماجة المتوفى ســنة 273هــ، و النــسائي المتوفى سنة 303هــ و ابي داود المتوفي سنة 275هــ و الترمذي المتوفى سنة 279هــ و اكتسبت هذه الكتب ، لا سيما البخاري و مسلم، حصانتها المعروفة، و توالت عمليات التدوين على مستوى الفقه وفقا لأصول الشافعي[ صنو بن حنبل في ضيق الأفق والوقوف الي جانب الملكية الفاسدة] التي كانت استقرت في الوجدان الفقهي بغير طرح جدي بديل. ثم جاء الأشعري المتوفى سنة 324هــ، ليلعب في تثبيت المنظومة السلفية دوره الذي اشرنا اليه من قبل و الذي كان في مجمله صياغة كلامية للمفاهيم الأساسية التي طرحتها هذه المنظومة على مستوى المنهج، كما على مستوى الموضوع، بغير اضافة حقيقية الى روح الطرح و مضمونه الجوهري "(8). و كفى بذلك الإجراء السلفي المدمر وهنا وبؤسا أنه أرّخ لموتنا الحقيقي، حين ادخل امتنا الى نفق عصور الإنحطاط، بفعل ما حقل به الفكري السلفي من سم مجرّب، و اسلحة دمار شامل لكل شيء حي . و لله الأمر من قبل و من بعد .

فيا من تصرون على الهيام بابن حنبل حبا، أن حبكم الحقيقي له، يقتضي منكم تغييب تراثه (الذي يعتبر مصيبة جارية تؤذي صاحبها)، عن متناول ايدي الكبار و الصغار، حتى لا ينشا عليه اجيال تكرس حالة الهوان فتكون أداة للمستبدين، وعونا للمفسدين .

فلنتعاون جميعا لدسّ بن حنبل ذلك الرمز السلفي البغيض في غياهب النسيان، فذلك هو الضمان الوحيد لحياة يسودها العدل و ألأمان . فحياتنا تقتضي إقصاء فكره و دفن تراثه، كما أن استمرار موتنا و هواننا على امم الأرض يكمن في بقاء ذلك التراث المبيد لحقوق الإنسان ولكل أمل في النهوض من جديد . فلننشد معا في مراسم تشييع تراث بن حنبل الكريه قول الشاعر نسيب عريضة :

كفنوه و ادفنوه و اسكنوه هوة اللحد العميق
و اذهبوا لا تندبوه
فهو شيء ميت ليس يفيق
حمل الذل بصبر/ فهو في الذلّ عريق
هتك عرض نهب ارض/ شنق بعض لم تحرك غضبه
/فلماذا نذرف الدمع جزافا/ ليس تحيا الحطبه
لا وربّي ما لشيء دون قــــلب/ غير موت من هبـــه
فدعــوا التاريخ يطوى سفر ضعف و يصفي كتبه
....
رب نار رب ثار رب عار حركت قلب الجبان
لم تحرك ساكنا حتى اللسان ( بتصرف)

و لعلنا بدفن تراث بن حنبل قد نصلح ما بنا، فتعود للإنسان كرامته الفقيدة (9)، و يعود وطننا الإسلامي استقلاله الحقيقي، حين تقع اسلمة دساتيرنا التي تعبر عن هويتنا .

تكريم ملكي !:
(حين توفي بن حنبل راعت الأسرة العباسية جهوده في استقرار أمنها، فأرسلت مئة فرد من عائلتهم المالكة لحضور غسله و نظمت له جنازة حاشدة، في حين حرم العلماء العاملين من قبر توارى فيها جثثهم التي كانت تصلب في الشوارع حتى تتحلل!!) .

ـــــــــــــــــــــ
(1) و (2) و(3) أبو زهرة الفرق و المذاهب الإسلامية على التوالي ص 502و503و 503
(4) الجاحظ من رسالة بني امية نقلا عن ضحى الإسلام ج3ص140
(5) مجمع الأمثال للميداني ,( أي اضاف شيئا سمجا سخيفا ، لا مكان له) .
(6) احمد امين ضحى الإسلام ج 3 ص 191
(7) بن كثير البداية و النهاية ج10ص 802
(8) عبد الجواد يس السلطة في الإسلام ص 154 تتخللها فقرة ص 119
(9) فبلادنا محتلة لا فرق ان رحل العدى أو رانوا
ستعود اوطاني الى اوطاننا
ان عاد انسانا بها الإنسان(احمد مطر )


تم البحث
ان وجود الله في الكون أكثر وضوحا من وجود الكون نفسه
الصادق النيهوم
العودة المحزنة الى البحر

dimanche 26 août 2018

القرآن لا يكفي الشيعة ، وكتاب " الكافي " يكفيهم !! جولة في اخطر كتاب شيعيّ حمادي بلخشين


جولة في اخطر كتاب شيعيّ



مدخل
أليس من دواعي الضحك الشبيه بالبكاء ، أن يرد إعلان يوسف القرضاوي وغيره من كهنة السلفية السائرة في ركاب الإرهاب العلماني ، أن الشيعة إخوتهم ،وانه لا خلاف جوهري بين السنة و الشيعة ، في الوقت الذي يتبرّأ فيه الكثير من أهمّ كبار علماء الشيعة أنفسهم من عقائدهم الباطلة ، و ينبذونها وراء ظهورهم ، بعد إعمال الرأي فيها، و مقارنتها بالعقائد الإسلامية السمحة ؟! (1)
و لعلّ أحدث و أهم ما طرح في الأسواق فيما يخص الشأن الشيعي ، كتاب " كسر الصنم ، نقض كتاب اصول الكافي " للعلاّمة الإيراني آية الله العظمى أبي الفضل البرقعي(2) . أما الصنم الذي تناوله العلاّمة الشيعي بالكسر، فهو كتاب" الكـافي " للكليني، أعظم كتب الشيعة ، و أهم مصادر التشيع على الإطلاق، الى حد تشبيهه من قبل المؤلف بالوثن المعبود نظرا لعكوف الشيعة عليه ، و إجلالهم لصاحبه، واكبارهم لما ورد فيه . خصوصا وقد زكته الأسطورة الشيعية، حين اوهمت اتباع الطائفة ،أن الإمام الثاني عشر( المهدي المنتظر)، قد إطّلع بنفسه علي محتواه ، ورضيه للشيعة مرجعا يكفي ما عداه من الكتب ، فقال عنه: " الكافي كاف لشيعتنا"! ، فهو" موثـّق من قبل الإمام الثاني عشرالذي لا يخطـىء" (3) .
وقبل تناول الكتاب بالبحث، لنكتشف معا، تقييـم كبار علماء الشيعة كتاب "الكافي" موضع النقض ، حتى يتبيّن لنا مدى أهميته لدى القوم ، ثم مدى الدّمارالمعنوي الذي أحدثـته قوّة الضربة التي وجّهت إلى الفكرالشيعيّ بنقض ذلك السفرالمقدس لديهم ، ثم مدى توفيق العلامة الشيعي المتمكن من صناعته، في بيان مدى غثاثـة محتوى الكتاب ـ الصنم ، ثم مدى مناقضته للعقل و النقل معا ، في شهادة تاريخية صاعقة ، من قبل باحث يعد أكبرسدنة الصنم المكسور في العصر الحديث ، و صاحب اكبر درجة علمية يمكن ان ينالها باحث شيعيّ . ثم ليتبين لنا أخيرا، مدى خيانة المرتزقة من السلفيين (المنتسبين زورا الى السنة النبوية) لأمانة تبليغ العلم ، في مقابل سعيهم لإرضاء الحكام العلمانيين، وقوى الشروالظلام والشعوذة ، ثم مدى نكوص تلك الثدييات السلفية عن قول الحق الذي من شأنه انقاذهم من المساءلة الربانية عن جناية كتمان العلم ، والتخاذل عن انقاذ حيارى المسلمين الذين تتخطفهم الدعاية الشيعية النشطة لدينها الباطل، ثم عن جناية قعودهم عن انتشال الشيعة أنفسهم من وهم كونهم على الجادة الصحيحة ، في حين ان زعماءهم قد اتخذ من التشيع وسيلة للجاه وطلب العاجلة دون سواها، وفي حين أن عوامهم قد زين لهم الجهل أنهم بصدد التقرب الى الله بتكذيب وعده تعالى بحفظ كتابه من التحريف !، كما زين لهم الجهل أنهم بصدد التقرب الى أهل بيت النبي بقذف أزواجه الطاهرات امهات المؤمنين و رميهن بالفاحشة ! .

يتبع
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من جملة من ترك التشيع السيد موسى الموسوي، و"السيد أسد الله الخرقاني وآية الله شريعة سنغلجي ، و أحمد كسروى و د. شعار و سيد مصطفى طباطابائي، و كلّهم كتبوا مقالات و مؤلفات في الردّ على عقيدة الشيعة ( من مقدمة كتاب كسر الصنم ص 32 ).


(2) قام بمراجعة الكتاب و تقديمه عمر بن محمود ابو عمر رقم الإيداع 836/5/1998 نشر دار البيــــارق الأردن عمان ص :ب 836 الرمز 11592 مجمع الفحـــيص التجاري هاتف و فاكس 4610937
e mailalbayarek@hotmail.com .

 / لبنان بيروت ص ب 5974/113 الحمراء هاتف 882237/3 .
كما قام بترجمته من الفارسية الى العربيـة عبد الرحيم ملا زاده البلوشي، وهو سلفي ضيق الأفق، من أهل السنة المتطفلة علىالسنة النبوية .
و لكم كنت ساذجا حين ارسلت الى المــــترجم المشار اليه نسخة من كتابي عن الشيعة معطيا له حق نشره و الإستفادة من ريعه لخدمة المسلمين، و قد اعلمني بوصول الكتاب اليه وانه بصدد قراءته ليغوص بعدها في صمت القبور، حيث حملته سلفيته الكريهة على تجاهلي لمّا صدم بمحتوي الكتاب ، فأبى الرد عليّ آخذا بالتقليد السلفي العتيق في الهرب من المواجهة ، لأني في حسبانه ضالّ مضل، ّحين حمــــلت عــلى معاويته و يزيده، وحين تناولت قضية الشيعة من زاوية غير طائفية، ولم انظرالى المسألة كورقة مفصولة عن سياقها التاريخي وملابساتها السياسية .
توضيح : السنة (بمقياس اسلام ابي بكـروعمروعثمان وعلي رضي الله عنهم) ، هي السنن العملية التي تشرح ما اجمل من كتاب الله ، ولا تحتاج الى تدوين، لكونها تدخل ضمن ممارسات المسلم اليومية ، وهي عمومــا ما تواتر، ووافق القرآن الكريم في دعوته تحرير الإنسان من عبادة الإنسان،وفي دعوته للضرب على ايدي المفسدين في الأرض مهما كانت جنسيتهم ، ومهما كان شرف القبيلة التي ينتمون اليها . و لما كان القرآن مبينا و واضحا وقطعي الورود ومعريا للباطل، فقد نهى عليه السلام عن كتابة حديثه حتى لا يتقول عليه بعد وفاته بما لم يقله، وحتى يفوت على الإداريين الفاسدين الذين تركتهم نصوص الوحي في العراء ايجاد نصوص تحتمل التأويل يتخذونها جنة لظلمهم ومسوغا لفسادهم.
ولو كان النبي عليه الصلاة و السلام يريد كتابة الحديث لحرص على كتابته قبل كتابة القرآن الذي تكفل الله تعالى بحفظه، ولكان صحيح ابي بكر و صحيح عمر، وصحيح عثمان وصحيح علي رضي الله عنهم ،هي التي بين ايدي المسلمين، ولم تكن الأمة تحتاج حينها الى انتظار ثلاثة قرون تقريبا حتى يأتي قوم متأخرون في زمن متعفن سياسيا وأخلاقيا، ليكتبوا صحاحهم بعدما"صحّ" خراب البصرة، ومسخ روح الإسلام،.وتمكّن الملكية الفاسدة من رقاب المسلمين، ليتخذ هؤلاء الكتبة من حماية سنة رسول الله ، شرعية يذبحون المسلمين باسمها، زاعمين انهم حفظة دين الله ، وان الله تعالى قد تدارك أمة الإسلام بجهودهم العلمية، والحال ان جهودهم تلك لا تضاهى في عبثيتها، غير حراسة اسطبل فارغ بعد ما سرق منه حصانه ، فلا دين حرسوا ، ولا سنة نبوية عملوا بها .
( ملاحظة هامة : حتى لا اتهم بمعاداة السنة النبوية التي جاءت مفسرة للقرآن أقول " أكثر من 90% مما يوجد في البخاري مقبول اسلاميا، لأنه يتناول كيفية الصلاة والزكاة والبيع و الشراء و الطلاق الخ... فالرسول لم يكن يخشى من تلك المرويات ، بل كان يخشى ان يدس بينها أحاديث مزورة، يتخذها الحكام دليلا شرعيا معصوما، ليخالفوا به القرآن، مثل حديث الأئمة من قريش ،أو الأحاديث التي تأمر الرعية بالصبر على الظلم، وعدم الخروج على الحاكم الظالم) .

(3) من كتاب "لله ثم للتاريخ ".السيد حسين الموسوي ص 96 .


.
أهمية كتاب" الكافي"لدي المنظومة الشيعية
ماذا قيل عن كتاب " الكافي" :
قال الطبرسي : " الكافي بين الكتب الأربعة، (1) كالشمس بين النجوم "( مســـتدرك الوسائل المجلد الثالث ص 532 . و قال الكاشاني في مقدمة الكافي ــ في معرض حديثه عن اشهر كتب الشيعة " الكافي أشرفها، وأوثقها، وأتمّها، وأجمعها، لإشتماله على الأصول من بينها ، و خلوّه من الفضول و شينها ". و قال المجلسي ايضا في ص 23 من مقدمة الكافي " كتاب الكافي اضبط الأصول و أجمــعها ، و أحســــن مؤلفات الفرقة الناجية (2) و أعظمها". و قال شرف الدين موسوي في المراجعات :" الكافي و الإستبصار و التهذيــب و من لم يحضره الفقيه، متواترة مقطوع بصحّة مضامينها ، والــــكافي أقــــدمها وأعظمها و أحسنها و أتقـــنها " المراجعة 110 .
" وقال السيد المحقّـق عباس القمني :" الكافي هو أجلّ الكتب الإسلامية، واعظم المصنفات الإمامية، و الذي لم يعمل للإمامية مثله " و قال المولى محمد أمين الأسترابادي في محكي فوائده : سمعنا من مشايخنا و علمائـنا أنه لم يصنّف في الإسلام كتاب يوازيــــه أو يدانيه (3) " ( الكنى و الألقاب 3/ 94 )"(4)

القرآن لا يكفي الشيعة ، وكتاب " الكافي " يكفيهم !! :

كتب مكسّر الصنم الشيعي في ص 34/35 من كتابه :" وان من العجب أن الشيعة يدّعون أن القرآن غيركاف للأمّة الإسلامـية ! ذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلّم قال عنــــد إحتضاره :إئتوني بقـرطاس و قلم لأكتب لكم شيئا لا تضلّوا بعدي(5) .. بناء على الروايات التي نقلوها، قال الخليفة الثاني( عمررضي الله عنه) : حسبنا كتاب الله ، يقول الشيعة هنا ان الخليفة قال حسبنا كتاب الله ، و كلامه هذا غير صحيح، ومن ثمّ فكتاب الله غير كاف! بينما يقولون أن الإمام القائم أي المهدي المنتظر قال : كتاب الكليني كاف . ممّا يدفعنا أن نسأل : كيف يكون كتاب الله الذي هو نور وهداية غيركاف للأمّة ، أمّا كتاب الكافي فيكون كافيا ؟! هل كتاب " الكافي" أحسن و أوضح و أكثر علما من القرآن ؟! . هل يقول مثل هذا الكلام أيّ مسلم يؤمن بالقرآن؟! "إهــ اللهم لا، وقد أثبت المؤلف في موضع آخر من كتابه تلك الموبقة الشيعية المخرجة من الملة، حين أورد في ص 29 منه ، قوله أن الشيعة :" يعدّون موضوعاته وحيا الهيّا . بل يعدّونه أعلى من كتاب الوحي !!! فهم لا يعدّون القرآن كافيا لسعادتهم ، و يتعصّــبون لهذه العقيدة " إهــ
كما برّر المؤلّف سبب إختياره لنقض كتاب الكافي دون غيره من كتب الشيعة لأنهم" يعتبرونه أوثق الكتب و أحسنها " ( ص 32) .
فبـعد أن شرح الله صدر المؤلف لدين الحق ، و شعورا منه بواجب بيان العلم وعـدم كتمانه ،
رأى من الضروري، تسديد قذائف الحقّ نحو رأس الحيّة الشيعيّة دون سائر جسـدها ، حتى يتمّ القضاء عليها بسرعة و أقّل جهد . و ما رأس الحيّة سوى كتــاب "الكافي" الذي يتعبّد به الشيعة دون كتاب الله ، حيث قدّر الرجل الشجاع، أنّ بسقوط " الكافي " تحت ضربات مطارق الحجج النقلية والعقلية ، سينهار البناء العـــقائدي للشيعة برمّته، كما ينهـار أي جيش و يتبعثر، حين يهلك قائده .

يتبع
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) أشهر الكتب المعتمدة لدى الشيعة هي: الكافي / الإستبصار / التهذيب / و ما لم يحضره الفقيه .
(2) اذا كانت النجاة من النار تـتم وفق الإعتقاد والعمل، فان اليهود والنصارى وعباد البقـــر والشجر والسيخ و كفار قريش سيكونون اوفر حظا في النجاة من الشيعة.. وعلى ذكر النجاة ، اذا كـــانت طائفــــة الســـــنة و الجماعة هي الناجية الوحيدة ، فهل يعنى ذلك ان من كان على دين ابي بكروعمر وعثمان وعلي ستـفوته النجاة؟! لا اظن ان عاقلا يذهب الى ذلك . فلا فرقة ناجية غير فرقة سمت نفسها مسلمة، ثم التزم افرادها بما كان عليه صحابة رسول الله من كفر بالطاغوت و دفاع عن المستضعفين ، اما سوى تلك الفرقة فهالك، و في مقدمة هؤلاء الهلكى( و حتى قبل علماء الشيعة ) كهنة السلفية الذين صرفوا اعمارهم قديما في تبرير مظالم الأموين و العباسيين وكل العائلات المالكة، وفي الرضى ببيعة الفاسقين ، ثم حديثا في غض النظر عن جرائم الإرهاب العلماني الحاكم في بلاد المسلمين، و في مسايرة رموزه المتفسخة باعتبارهم اولى أمر المسلمين، وتتبع جرائمهم بالتأويل حتى و هم يعلنون الحرب على شرع الله و المنادين به ، وحتى و هم يفرطون في مقدسات المسلمين، وهم يوالون اليهود و النصارى ، بل و حتى و هم يمنعون ابسط اشكال التدين من حجاب و لحية! .
(3) نعم ، لم يصنّف في الإسلام كتاب يوازي " الكافي " أو يدانــي ماورد بين دفـــــتيه مــن كـفر و زنــدقة و إستهزاء بدين الله و بذات الله و أسمائه ! ــ كما سترون ذلك بعد قليل ــ
(4) حسين الموســــوي " لله ثم للتاريخ " ص 96 و الكاتب كما ذكـــرنا فيما سبق عالم شيعي و سياسي بارز كان مقربا من الخميني و قد هداه الله لدين الحق .
(5) يعتمد الشيعة على هذا الحديث للزعم بأن رسول الله لمّا استكتب صحابته، كان يقصد التأكيد على ولاية عليّ، وأن عمربن الخطاب( الذي أشفـق على رسول الله أن يبذل جهدا يزيد في مرضه) قد حال بينه و بين ما يريد! فبمنع عمر رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه و سلّم أن يملى ما يجنّب المسلمين الضلالـــة ، بقي الدين ناقصا! و كـأنّ المولى عزّ و جلّ لم ينـزّل في محكم كتابه((اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا)) فوا عجبا لغفلة الشيعة، وإلاّ فهل يعقل أن تـتّسع مدّة النبوّة ــ 23 سنة بأكملها ــ على رسول الله حتى يفيض فيها في الشرح بكم حجر يستنجي الواحد من أمته ، و ماذا يقول بعد الفراغ من قضاء حاجته و قبلها ، ثمّ تضيق عليه ــ مدّة النبوّة فتفوته فرصة تبليغ صحابته ما يكمل به الدين !، و ما يحول بين ضلالهم و بالتالى ضلال الأجيال التي ستليهم الى يوم القيامة ؟! بل ليفوت على البشرية مؤمنها و كافرها رحمة الإسلام التي بعث بها للعالمين (( و ما ارسلناك الا رحمة للعالمين )) ؟!.

جولة في اخطر كتاب شيعيّ 3/13

حمّادي بلخشين نشر في مرايا برس يوم 29 - 04 - 2010


مقدمة ذات صلة :
" إن في مقدوري أن اتفهم الجهل، لكنني لا استطيع القبول بتمجيده، و اقل من ذلك القبول بحقه في السيادة"
يونغ تشانغ
لمن فاته تتبع ما تقدم : المقصود باخطر كتاب شيعي هو كتاب" كسر الصنم" لآية الله العظمى البرقعي وقد نقد فيه كتاب الكافي للكليني (اهمّ مصدر شيعي) .
ما هي مواد النسف التي استخدمها البرقعي محطّم الوثن الشّيعيّ ؟:
لجأ البرقعي إلى سلاحي العقل والنقل، لنسف الصنم الشيعيّ العتيق، نظرا لأهميّة الوسيلتين و نجاعتهما في تعرية الباطل و تقويض بنيانه ،لأن المؤلف قدّر أنه " إذا تناقضت أخبار هذا الكتاب مع حجتين الهيتين، وهما العقل والنقل ، و صار ذلك كالعيان ، فستنهار قيمة غيره من الكتب بداهة، لأنّ العقاب إذا كان يعجز عن التحليق، فكيف يكون حال البعوضة؟!" ( كسر الصنم ص 27) وعنى الكاتب بالبعوض سائر كتب الشيعة المعتبرة ، وما أكثرها . و لقد أتقن المؤلّف تكسيرالصنم، فأتى عليه من القواعد ، مبيّنا بإسهاب ، و مبرهنا بما لا يدع مجالا للإرتياب، نفس الرأي القديم في الشيعة ، الذي عبّرعنه أحدهم بقوله انهم " من أكذب الناس في النقليّات ، و أجهلهم في العقليّات ! "
و لقد صاغ المؤلف شهادة تكسير الصنم وتفتيته جذاذا، بكيفية ملهبة لعزائم "علماء الملّة" لعلهّم يقتدون بصاحب الشهادة في تعرية الباطل الشيعيّ وغير الشيعي، والحق يقال، ان الرجل ترك كهنة السلفية الأشعرية والوهابية المدافعين عن الشيعة في العراء، فأبدى عوارهم و كشف عن ادبارهم ، في صورة ما اذا تجرأ احدهم و نافح عن الشيعة والتشيع، بعد ورود تلك الشهادة الحاسمة،أي بعد بطلان السحر وهزيمة الساحر، فقد أورد في مقدمة كتابه المذكور وفي ص 32 ما نصّه:" إنه على علماء الملّة ، أن ينصحوا و يبتغوا الخير، و يبيّنوا لأمتهم تعارض هذه الأخبار مع حجتين الهيتين، ألا وهما العقل و النقل، و يبيّنوا لأمّتهم أنّ أكثر الأخبارالموجودة في الكتب الشيعية المعتبرة، تخالف القرآن والعقل والإيمان، وتوجب الخسران في الدنيا و الآخرة ." إه
ولكن يبدو أن المؤلف يسير في إتجاه معاكس" لعلماء الملّة" كما سمّاهم ، فبينما هو يحطم الأصنام و يتحمل في سبيل ذلك التضييق والآلام، يسعىكاهن السنة الأعظم يوسف القرضاوي، إلى المحافظة على سلامة تلك الأوثان و الذبّ عنها ، فبالإضافة الى حمايته للإصنام البشرية المتمثلة في رموز العلمانية الحاكمة في العالم الإسلامي ، ها هو يفتي للمجند المسلم في الجيش الأمريكي بان يقاتل اخوانه في العقيدة في كل بلد اسلامي توجهه قيادته اليه، حفاظا منه على الجنسية الأمريكية من الضياع وعلى ثقة رؤسائه فيه ، معتبرا ان اعظم الضررين هو تسريح المجند المسلم من ذلك الجيش، أما اخف الضررين فسفكه دماء المسلمين، كما برر فتواه التعيسة التي صدرت عقب احداث 9/11 بضرورة تعاون المجند المسلم مع قيادته الصليبية على البر و التقوى من خلال قصف المدنيين و ترويع الآمنين . ثم ليتولى عالم آخر من " علماء الملة" (الإخواني برهان الدين رباني) قيادة تحالف الشمال العسكري لقتال الأفغان، وقد سعى الشيخ القرضاوي الى بلاد الأفغان قبل اندلاع تلك الحرب التي افتى بشرعيتها، لا ليستلهم تجربتهم الجهادية ضد الغزو الروسي والعلمانيين الحاكمين من أذنابهم ، بل ليتوسل إليهم و يناشدهم باسم اليونسكو و كوفي عنان و الأمم المتحدة ، الإبقاء على صنمي بوذا هناك !" لكن فقهاء طالبان ردوه على أعقابه و أصدروا بيانا بثته محطة الجزيرة القطرية يندّد بالوفد الذي ترأسه القرضاوي الذي كان عليه، وفقا لبيان طالبان ، أن يطلب رفع الحصارعن أفغانستان وأن يحتجّ على تدمير المساجد في الهند و اسرائيل بدلا عن التدخل لدى طالبان لوقفها عن تدمير تمثال بوذا ! " (1) (وربما احتجت طالبان على سكوت القرضاوي عن هدم ايران مسجد المسلمين الوحيد في طهران ) ..وهاهم علماء الملة في شبه الجزيرة العربية يفتون للجيوش الأمريكية بدخول بلاد الحرمين و الإستعانة بجيوش المملكة السعودية و دول الجوار وغير الجوارمن جيوش بلاد المسلمين للإنطلاق من ارضها لحرب العراق . كما افتى "علماء الملة " بجواز السلام الأبدي مع اليهود، وها هم يفتون اخيرا بشرعية ولاية الحاكم المسلم اذا كلفه به كافر!(2)
فهنيئا لأبي الفضل البرقعي إكرام الله له بنقله الي رحابه (3) حتى لا تتأذى روحه الطيبة بسماع مخازي " علماء الملة" السلفية بشقيها الوهابي و الأشعري و الشيعي.
ثم هاهو السيستاني ومراجع شيعة العراق، يفتون اتباعهم بعدم مقاومة الأحتلال الأمريكي في العراق , ثم هاهم مراجع ايران و آيات قم ، يرقصون طربا" للشيطان الأكبر" الأمريكي الذي جاء من وراء البحار، كي يفتح لهم ابواب العراق على مصرعيها . وهاهو البطل الكرتوني حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الشيعي اللبناني، يبارك فتوى مراجع العراق في ضرورة لزوم السكينة تحت جزمة المحتل ، ما دام يجرّ النار الي قرصهم . و يحقق لهم أحلامهم الطائفية .
و الآن ، فلنتجوّل سويّا بين أطلال الصنم الشيعيّ المكسور، حتى نتعرّف أكثر على هاته النحلة الشيعية التي ملأت الدنيا و شغلت الناس، في غياب أهل الحقّ، و دولة الإسلام .
يتبع
(1) د. أسامة فوزي ( من موقعه في الأنرنيت )
(2) ابدي سيستاني الشيعة، و مراجع العراق عموما ، سقوطا مخجلا و إن كان متوقعا عندما افتوا ابناء ملتهم في بلاد الرافدين بعدم مقاومة المحتل الأمريكي . و ما كان القرضاوي ليضلّ و لا السيستاني ليسقط، و لو تمسكا بدين محمد .
(3) توفّي أبو الفضل البرقعي رحمه الله سنة 1992 بعد أن لاقى الأذى الشديد من حكام ايران ، و قد أوصى رحمه الله أن يدفن في غير مقابر الشيعة!

جولة في اخطر كتاب شيعيّ 4/13
حمادي بلخشين نشر في مرايا برس يوم 05 - 05 - 2010

ما يعتقده الشيعة هو " ان الدين عند الله ليس الإسلام، بل إمامة علي" !
ذكر الكليني في كتابه " الكافي":" إن المعرفة بعليّ هي من أصول الدين و هي مناط الكفروالإيمان، من عرفه فهو مؤمن، ومن لم يعرفه فهو كافر"(كسرالصنم 294) و معرفة
عليّ هنا، ليست المعرفة الإسميّة أي كونه ابن عمّ النبيّ عليه السلام و أحد السابقين الأولين و فادي الرسول بنفسه يوم الهجرة النبويّة ، وأحد العشرة من الصحابة المبشرين بالجنة و لرابع في ترتيب الصحابة و الخلفاء الراشدين، بل ان معرفة علي بالمفهوم الشيعيّ المعوجّ، تتمثل، في ضرورة الإعتقاد بأنه رضي الله عنه قد عهد اليه بالخلافة من قبل الله سبحانه، كما أنه يحتكر فهم كتاب الله بما يملكه من علوم سريّة خصّه بها رسول الله دون سواه ، وان حكم القيامة بيده ، الى آخرالهذيان الشيعيّ المحموم .كما أن المعرفة المطلوبة شيعيا هي التبرّؤ من أعداء عليّ ، أي من جميع الصحابة إلاّ ثلاثة أو أربعة!!! رضوان الله عنهم أجمعين .
وعن تلك الفرية التي ما انزل الله بها من سلطان ، خاطب البرقعي رحمه الله طائفة الشيعة بما نصّه :" لماذا لم يبيّن الله تعالى صراحة لرسوله صلى الله عليه و سلم و للرعيل الأوّل من المسلمين في صدر الإسلام ،أن أصول الدين هي التي تزعمونها أنتم ؟ ... ترى هل ترك ذلك لعلماء ايران كي يأتوا بعد ألف سنة و يفكروا و يفرضوا برأيهم و عقلهم و فكرهم أصولا للدين و المذهب ؟! ... ترى لماذا جعل صانعو المذهب الإمام أصلا للدين وعدم الإيمان بالإمام كفرا؟! مع أنّ الأئمّة اعتبروا أنفسهم من أتباع الدين و كانوا كذلك ، و لم يكونوا أصل الدين و فرعه ، فهل كان عليّ عليه السلام الذي صلى و صام،أصلا من أصول الدين ،أم كان تابعا من أتباعه ؟ و هل كان من اصول الدين عند عليّ رضي الله عنه، أن يؤمن بنفسه و بأولاده ؟ فإذا لم يكن الأمر كذلك، فكيف يكون هناك فرق بين أصول الدين عند الإمام و المأموم ؟ " ( كسر الصنم ، ص 28) " فهؤلاء لا يعتبرون عليّا رضي الله عنه تابعا للدين، بل يعدّونه أصل الدين و يعتبرون الإعتقاد به من اصول الدين " و لذلك فهم يفسّرون قوله تعالى "(( هو الذي خلقكم فمنكم كافر و منكم مؤمن )) التغابن بقولهم : " علم الله إيمان بعضهم بالولاية فسمّاهم مؤمنين ، و علم شرك بعضهم بالولاية فسمّاهم مشركين " (باب نتف التنزيل في الولاية كتاب الكافي ) كما فسّروا (( صراط مستقيم )) في قوله تعالى (( فأستمسك بما أوحي إليك إنك على صراط مستقيم )) الأحزاب 42 ، " قال الإمام : صراط مستقيم : المقصود هو عليّ ! يعني إنّك على عليّ ! و هكذا تصبح الجملة مضحكة ! " هكذا علّق مكسّر الصنم ساخرا ، في ص 291 من كتابه .
كما جاء في كتاب " الكافي" أن تفسير قوله تعالى (( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )) أي للإمام عليّ !(انظر باب إن القرآن يهدي للإمام) كما أن من المضحكات الشيعيّة تفسيرهم للنبأ العظيم ، الذي هو يوم القيامة ، بسيّدنا عليّ !!(انظر كسر الصنم ص 157) . و قد ردّ البرقعي رحمه الله في ص 294 من كتابه عن تلك الهستيريا الشيعيّة بما نصّه :" إن القرآن الكريم بيّن أصول الإيمان و الكفر في سورة النساء في الآية 136 حيث قال:(( و من يكفر بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر فقد ضلّ ضلالا بعيدا)) و لم يقل و من يكفر بعليّ أو الشخص الفلاني أو لم يعرفه فهو كافر !" كما كتب في ص 240 ما نصّه ": و إذا كانت الإمامة و الإمام من أصول الدين، فيجب أن لا يقول الله سبحانه ((من آمن بالله و اليوم الآخر وعمل صالحا، فلهم أجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون)) بل كان يجب أن يقول : من آمن بالله وإلإمام التاسع مثلا و عمل صالحا فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون "إه
لأجل ذلك يستخلص مكسّر الوثن الشيعيّ من كلّ ما سلف من الترّهات والأباطيل، ما سجّله في ص 340 حين كتب :" نحن نعتقد أن هؤلاء الرواة المختلقين لمّا شغلوا الناس بمعرفة الأكابر، كانوا يهدفون من وراء ذلك هدم أصول الإسلام.والإسلام ليس دين عبادة الرجال و السادات والأكابر " إه " و نحن نؤمن أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلّم قد بعث لتحطيم الأصنام تحطيما لا رجعة لها من بعده . و حاشاه أن يقيم على أنقاض تلك الأصنام أصناما جديدة من أهل بيته أوغيرهم " ثمّ " ألا تكفي هذه التهمة الشنيعة لأن تؤكّد لأعداء الإسلام أن النبيّ صلى الله عليه وسلم إدّعى نبوءة كاذبة، ليؤسّس لأهل بيته ملكا عريضا تحوطه القداسة؟!"( تبديد الظلام و ايقاظ النيام، ابراهيم الجبهان ص 91 و 238)إه ، (1)
(1) الجبهان صاحب الفقرة التي فرغت منها في التو، سلفي أي بمعنى انه من أهل السنة ( المخالفة لسنته عليه السلام في تولية الحكم لمن يستحقه لا لمن كان ينتمي الى قبيلة ما دون غيرها). و لو قلت للمؤلف السلفي : وحديث"الأئمة من قريش" اليس هو أيضا دعوة صريحة لإقامة اصنام جديدة وملكيات مؤسسة على العصبيات التي سماها الإسلام منتنة ؟! لو واجهته بذلك لأتهمك بالضلال و معاداة سنة المصطفى رغم ما اعلنه عليه السلام من وجوب اطاعة الحاكم المسلم حتى لو كان عبدا حبشيا ، ثمّ ألا يستشفّ الواحد منّا أنّ وفاة الذكور من أبناء الرسول أثناء حياته ، تبدو الحكمة الإلهية فيها واضحة جليّة، في اتجاه الشارع الحكيم الي عدم تأسيس ملكية وراثية يكون اولاد الرسول اول حكامها ، لتبقى الشورى هي التي تقرّر من يحكم المسلمين؟ . ثم كيف تصرّف ملوك الشيعة حين ملكوا باسم الفاطميين والصفويين ؟، الم يشابهوا الأمويين والعباسيين في ضلالاهم ، بل بلغ شذوذهم حدّ ادعاء الألوهية و مطالبة رعاياهم بالسجود لهم ، وباشياء لم تخطر على بال اشد الحاكمين جنونا في التاريخ الإنساني ، جاء في تاريخ ابن كثير ج12 ص 445/446 عند الحديث عن الحاكم ابن المعز الفاطمي " و كان قد امر اهل مصرعلى الخصوص اذا قاموا حال ذكر اسمه في المساجد ، خروا سجدا له حتى انه ليسجد بسجودهم من في الأسواق من الرعاع و غيرهم ممن كان لا يصلي الجمعة، وكانوا يتركون السجود لله في يوم الجمعة وغيره و يسجدون للحاكم. وامر في و قت لأهل الكتاب بالدخول في دين الإسلام كرها، ثم اذن لهم في العودة الى دينهم، و خرب كنائسهم ثم عمرها ، و ابتنى المدارس و جعل فيها المشايخ ثم قتلهم و اخربها . والزم الناس بغلق الأسواق نهارا و فتحها ليلا و قد كان يعمل الحسبة ( النهي عن المنكر! ) بنفسه ، فكان يدور بنفسه في الأسواق على حمار له فمن وجده قد غش في معيشة امر عبدا اسودا معه يقال له مسعود ان يفعل به الفاحشة العظمى ... وكان قد منع النساء من الخروج من منازلهن و قطع شجر الأعناب حتى لا يتخذ الناس منها خمرا، و منعهم من طبخ الملوخية ( بالأرانب وبغير الأرانب ومن طبخها يأكل راسو معاها، مش صوابعو و بس!).... ثم ازداد ظلم الحاكم حتى عنّ له أن يدّعي الربوبية فصار قوم من الجهال اذا راوه يقولون يا واحد يا احد يا محيي يا مميت "إه و لا تحسبن ان المؤرخ السني قد افترى الكذب على الحاكم الشيعي فقد ورد في مؤلفه من شناعات الحكام الأمويين و العباسيين ما تشيب لرؤوسه الولدان، وما يكفى ابناء المسلمين لنبذ الإسلام والتبرؤ منه الى الأبد اذا كان حكام " السنة السلفية" و الشعوذة الشيعة ، من يمثل ذلك الإسلام . ولو أراد الله ارساء حكم وراثي لترك الرسول من البذكور بعد وفاته ، أكثر مما سيتركه بن لادن !

ولة في اخطر كتاب شيعيّ 5/14
الأنبياء بعثوا فقط للتبشير بولاية عليّ ! :
يذكر البرقعي رحمه الله أنه ورد فى كتاب" الكافي " في باب : نتف و جوامع من الرواية في الولاية "أحاديث تنصّ على أنه " ما من نبيّ جـــاء قطّ إلاّ بولايـــتنا"! ( كسرالصنم ص
293) كما ذكرقتيل الشيعة العلاّمة الباكستاني إحسان الهى ظهير رحمه الله في كتابه " الشيعة و الشيّع " ص 334 أن الأنبياء عليهم السلام قد عوقب بعضهم من قبل الله عز و جلّ لعدم إقرارهم بإمامة عليّ رضي الله عنه، حتى أذعنوا إلى ذلك ! حيث كتب ما نصّه :" و لقد ذكر المفسّر الشيعيّ الكبير البحراني في مقدّمة تفسيره [ الكبير] عن واحد من أصحابه أنه قال : قال أمير المؤمنين عليه السـلام : أن الله عزّ و جلّ عرض ولايتي على أهل السماوات و الأرض، أقرّ بها من أقــرّ و أنكرها من أنكر. أنكرها يونس فحبس في بطن الحوت حتّى أقرّ بها !!!" إهــ كما أنّ ما حدث لأيّوب عليه السلام من مرض و بلاء كان بسبب تمرّده عن التسليم لعليّ بالإمامة كما ورد في نفس المصدر ! . كما أن العذاب الذي تعرّضت اليه الأمم الوارد ذكرها في القرآن، لم يكن بسبب كفرها بالله تعالى وعدم توحيده ، بل بسبب عدم إيمانها بإمامة عليّ ــ أي والله! ـ فقد ورد في ص 156 من" كسر الصنم" وفي معرض نقد المؤلف لما جاء في كتاب" الكافي" للكليني،" باب أنّ الآيات التي ذكرها الله في كتابه هم الأئمّة " ما نصّه :" رووا عن الإمام جعفر الصادق تفسيرا لقوله تعـالى))و لقد جاء آل فرعون الــنذر، كذّبوا بآياتنا كلّها فاخذناهم أخذ عزيز مقتدر))أن الإمام قال : إنّ الآيات التي كذّبها آل فرعون كنّا نحن الآيات!"إهــ و لم يبق للشيعة إلاّ إقناع خلق الله أنّ إنقراض الديناصورات و فيل الماموت صاحب الوبر الكثيف كان بسبب إنكارهم لإمامة عليّ، كما ان إندلاع الحرب العالمية الأولى و الثانية كان بسب إختلاف الحلفاء و المحور على إمامة عليّ !

الملائكة كلهم تشيعوا ! :
ولما كان الدين عند الله ولاية علي،كان لابد ان تتشيع الملائكة ،كل الملائكة و منذ بدء الخليقة
ففي الحديث الخامس من "باب نتف و جوامع من الرواية في الولاية " ذكر البرقعي في ص 293 ما نصّه:" قال الإمام : دين جميع الملائكة هو ولايتنا !.و الآن، إذا كانت هذه الولاية هي دين جميع الملائكة والأنبياء، فلماذا لم يبيّنها الله في القرآن لأمّة محمد، ولم يفهمها إلاّ عدد من الرواة الغلاة الكذّابين ؟! " إهـــ .

كلّ الحيوانات تــشيّعت إلاّ البوم و العنقاء !:
سبق وقرأت في كــتب الشيعة أن جميع الحيوانات قد تشيـعت ما عدا البوم والعنقاء، أمّا البوم
فقد صار ممقوتا من كل الطيور إلى درجة انه يخرج مستخفيا بالليل ، وأمّا العنقاء فغابت في
في البحر لا ترى، و إن كنت علمت من أساطير الغرب، أنّ سبب إمتناع البوم عن الطيران في النهار كثرة ديونه ودائــنيه! و لكن يبدو أن فوق كل ذي جهل جهول! ثم اعجب من الشيعة الذين لم يكفهم الكذب على الله وملائكته ورسله وصحابة نبيه والعجماوات من الدواب
حتى افتروا الكذب على العنقاء ، الكائن الخرافي الذي يرمز به إلى كلّ من إستحال وجوده ( ذكرالشاعرالعربي القديم العنقاء ضمن ثلاثة لا وجود لها فقال: ثلاثة ليس لها وجود /الغول والعنقاء والخلّ الودود، ولكن يبدو أنه لا مستحيل على العالم الخرافي للشيعة).
ولكن يبقى، وللأمانة "العلمية" اعلام القارئ بأن بعض الحيوانات الأخرى قد إرتدت بعد إقرارها بإمامة علي رضي الله عنه، والعهدة على ابي الفضل البرقعي مكسّر الصنم، فقد حدث في قديم الزمان و سالف العصر والأوان ، أنّ ناقة مملوكة لإمام شيعي، قد إهتدت إلى معرفة قبر صاحبها فلزمته حتى هلكت الى جواره حزنا عليه . وقد تكررت المعجزة في أيام البرقعي، حيث توجهت ناقة في ايران " إلى داخل صحن الإمام الرضا فأحاطها الناس وأحدثوا صخبا، وقالوا أن الناقة قد أتت لزيارة الإمام! وبدؤوا يجزّون شعرها تبرّكا بها وآذوها بذلك حتى ماتت! وبـعد ذلك جاء أحد علماء الشيعة ومجتهديهم الى بيتي وسألني : ماذا تقول في هذه المعجزة ، وأنّ الناقة أتت إلى الزيارة،هل تـنكر هذا!؟ فسألته :لماذا تراها أتت تلك الناقة بالذات و لم تأت غيرها من النوق ؟! وهنا أجابني ذلك المجتهد : إنّ هذه الناقة كانت شيعيّة !! و بقيّة النوق سنيّة ! " ( كسر الصنم ص 309) .
ملاحظة : لو كان في الأمر معجزة ، فهو إعجاز قوله تعالى (( لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم ثم رددناه أسفل سافـلين)) التين 4 و5، فما أسفل الدركات التي يرتكس فيها الإنسان الذي كرمه الله بالعقل، حين يعرض عن ذكـره والإعتصام بحبله ، فيتبع هواه و يــــسير وراء دعاة الخرافة و الدجل .


جولة في اخطر كتاب شيعي 6/13
حمادي بلخشين نشر في مرايا برس يوم 20 - 05 - 2010


التدرّج الشيعي في تقديس الأئمة
أئمة الشيعة يتلقون الوحي !:
فالإمام عند الشيعة ليس فقط من صفوة المؤمنين ، بل و يوحى اليه أيضا! ففي " باب الفرق بين الرسول و النبيّ و المحدّث " يشير البرقعي في ص 131 إلى أن الشيعة :" أتوا بآية محرّفة [و التحريف الحاصل زيادة كلمة " محدث"] و يريدون بالإستناد إليها أن يثبتوا مقام الوحي للإمام ! و تلك الآية هي قوله تعالى في سورة الحج الآية 52 ((وما أرسلنا من قبلك من رسول و لانبيّ ولا محدّث إلاّ إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيّته )) روى الكليني ورواته عن الإمام، أن المقصود من المحدّث هو إمام تأتي الملائكة إليه بالوحي و يحدّثونه، و ثمة فرق بينه و بين الرسول والنبيّ، و الفرق هو أنّ الرسول و النبيّ يريان الملك، و لكنّ المحدّث و هو الإمام ، لا يرى الملك " !!إه
فاذا علمنا أن العقائد الشيعيّة تزداد تدهورا كلما تقدم بها الزمن ليضاف إليها كل جديد منكر، فقد أورد نفس الكتاب ما يثبت أن الأئمّة يرون الملائكة أيضا! فقد ورد في" باب إن الملائكة تدخل الملائكة بيوتهم " و هو ما سجّله البرقعي في ص 275 حين ذكر:" قول الرواة بأن " الإمام قال: تأتي الملائكة في بساط الأئمّة و يصافحونه و يتلطّفون إلى أولادهم و يصنعون لهم وسادة من ريش أجنحتهم!!" كما سجّل البرقعي في ص 303 زعم الشيعة في كتاب الكافي" باب مولد الزهراء" الحديث الأوّل :" أن جبريل عليه السلام نزل على فاطمة بعد وفاة الرسول، و أتاها بخبر ! " إه.
كما أن للأئمّة الشيعة كرامات منها تكلّمهم في المهد! لا لنفي الألوهية عن أنفسهم، كما فعل المسيح عليه السلام، و لا لتبرئة أعراض الناس كما حدث ليوسف عليه السلام حينما تكلم رضيع في قصر فرعون ليشهد لصالحه، بل تكلموا طاعنين في شرف الطاهرة أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وعن ابيها الصديق ، فقد أورد البرقعي في كتابه كسر الصنم ص 239/ 240 نقلا من الكافي " باب الإشارة و النصّ على أبي الحسن موسى رضي الله عنه ، الحديث 11 ":" دخلت على الإمام الصادق و كان موسى بن جعفر في المهد ، فقال لي جعفر الصادق: أدن من مولاك، فأقتربت منه، وسلّمت على الطفل الرضيع ، فردّ عليّ السلام باللغة الفصحى(1) و قال لي:" غيّر إسم إبنتك فإنّ إسمها مغضوب عند الله !" ثم قال الراوي : وكان اسم إبنتي حميراء فغيّرت إسمها "إه وعن ذلك الهراء علق البرقعي" كيف يجعلونالإمام الرضيع أعلى من النبيّ صلى الله عليه و سلم؟! فالنبيّ لم يصبح نبيّا إلاّ بعد سن الأربعين ، وهو بعد ما أصبح رسولا لم يكن يعرف أسماء الحاضرين عنده !، و لكن هذا الطفل الرضيع، يعرف أسماء الجميع و حتى البنت التي لم يرها ! والآن لاحظوا، لماذا إنتبه إلى إبنته وإسمها ! ذلك أن خاتم الأنبياء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة :حميراء لأنها كانت حمراء الوجه والشعر و كانت جميلة، وهذا الطفل ساءه كلام النبيّ صلى الله عليه و سلم، ذلك انّ الواجب عندهم العداء و البغض لعائشة ، فهو عدوّ لها منذ كان في بطن أمّه، و عدّ اسمها إسما يبغضه الله "!! إه (2) .
خاصيّات غير بشريّة لأئمّة الشيعة :
ورد في "باب مواليد الأئمّة رضي الله عنهم " حسبما أورده البرقعي رحمه الله في ص 229 من كتابه أنه :" ذكر عشرة آيات للإمام ، منها مثلا أنه لا يكون جنبا ، و لا يعطش ، و ينظر من وراءه كما ينظر من أمامه، و تفوح من غائطه رائحة المسك!!" (3) .
وعن تلك الخزعبلات الشيعيّة علّق المؤلف رحمه الله بما نصّه :" و الآن ترى ، لماذا وضعوا مثل هذه الأخبار في أحسن كتبهم المذهبيّة ؟ هل يريدون تشويه صورة الإسلام بهذه الخرافات ؟ و إذا كان الإمام لا يمرّ بحالة جنابة فكيف يكون منه أولاده ؟ إه، والسؤال موجّه للقرضاوي(4)ولأحمد الكبيسي و نظرائهما من كهنة السلفية المتسترة بالسنة النبوية المطهّرة فلعلّ إخوتهم الشيعة أطلعوهم على هذا السرّ!
و قد استخرجت شخصيا من جراب الكذب الشيعيّ الذي لا يفرغ أبدا ،"حقيقة علميّة " أخرى قد تحدث ثورة في طبّ النساء في زماننا، وربما يتمكن الذكور بفضلها من الحمل والولادة دون حرج ، حتى يتقاسموا مع" نصفهم الآخر" أعباء مسئولية الأسرة لتتم ،المساواة المطلقة التي تتباكى عليها نوال السعداوي ليلا نهارا ، وملخّص تلك "الحقيقة "أن النطف التي خلق منها أئمّة الشيعة أمسكوا أنفاسكم لم تمر بقناة فالوب، و لم تلج إلى أرحام أمّهاتهم عبر المسالك الطبيعية ، بل حدث الحمل بهم في الجنب و خرجوا للدنيا من الفخذ !! .
أئمّة الشيعة فوق مرتبة الأنبياء !:
يعتقد الشيعة ، إعتمادا على الفهم الهبنّقي للقرآن( نسبة الى هبنّقة ، أشهر حمقى العرب في الجاهليّة )، أن مقام أئمّتهم أفضل من مقام الأنبياء ! بل و أفضل من مقام أولي العزم من الرسل ! فهم مثلا، أفضل من سيدنا ابراهيم عليه السلام ، و قد إستدلوا على ذلك ، بحديث ورد في " الكافي " باب طبقات الأنبياء و الرسل حيث جاء في حديث كان متنه كما يلي " قد كان ابراهيم نبيّا و ليس إماما حتى قال الله (( إني جاعلك للناس إماما)) ! وعن هذا الفهم المقلوب للقرآن كتب البرقعي رحمه الله في ص 128 من كتابه" يريد الكليني صاحب الكافي أن يقول: مع أن ابراهيم كان نبيّا و لكنه كان فاقدا لمقام الإمامة ، و هذا يعني أن مقام الإمامة فوق مقام النبوّة! وهذا الموضوع يخالف القرآن .. لأن " آيات القرآن تنصّ على أن الأنبياء هم الأئمّة ، كما قال تعالى :" في سورة الأنبياء عنهم (( وجعلناهم أئمّة يهدون بأمرنا و أوحينا إليهم)) وقال(( ولقد آتينا موسى الكتاب، وجعلناه هدى لبني اسرائيل وجعلنا منهم أئمّة يهدون بأمرنا لمّا صبروا)) والقصد من الأئمّة في هذه السورة سيدنا يعقوب و سائرأنبياء بني اسرائيل من ذريّة ابراهيم "إه. وقد كان المؤلف قد علّق على ذلك الإستنباط الشيعيّ الغريب ، قبيل ذلك (ص 127) و بلهجة ساخرة بما نصّه " جعل الكليني الإمام أعلى من الأنبياء ،مع أنّ الإمام إذا لم يؤمن بالأنبياء فلن يكون مسلما!" إه .
تعقيب :أمّا قول الله تعالى لسيدنا ابراهيم عليه السلام (( إني جاعلك للناس إماما)) فمعناه :"
جعله الله قدوة و إماما يقتدى و يحتذى به" ( تفسير بن كثير ج 1 ص 228) إه فمن المعلوم أن كلّ نبي ّ قدوة لقومه ، و لكن الله رفع ابراهيم بتلك البشارة الى درجة كونه أصبح قدوة لكلّ لناس حتى يرث الله الأرض و من عليها رغم محدودية رسالته جغرافيا ورغم أنه لم يرسل للناس كافة ،شان نبيّنا عليه الصلاة و السلام وذلك لبلائه الحسن ومواقفه المشرفة. وإذا كان " علماء"ا لشيعة قد إستخلصوا من تفسيرهم الحمقويّ(5) للقرآن الكريم. أن مكانة الإمام أرقى من مكانة النبيّ ، فعندي ما يدلّ في القرآن ذاته،أن بعض من سمّاهم الله في كتابه إئمّة،هم ليسوا مسلمين أصلا ! بل إن مقام عوامّ اليهود و النصارى و المشركين أفضل نسبيّا من مقام حزمة من هؤلاء الأئمة الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه، لأن كفر عوامّ اليهود و النصارى و المشركين، لم يبلغ حدّ فتنة المسلمين عن دينهم بالقوّة، كما يفعل قادتهم الذين سمّاهم الله من كتابه" أئمّة الكفر" حين قال تعالى (( فقاتلوا أئمّة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلّهم ينتهون )) التوبة 12
فائدة : اذا تركنا رأي الكليني في كافيه جانبا ، و التفتنا الى الأكاديمي الشيعي" المستنير " علي شريعتي (1933/1977) الذي تلقى تكوينه في جامعات الغرب، و لم يتخرج من مدارس الكهنوت الشيعية، رأيناه لا يجد أدنى حرج وهو يكتب تحت عنوان" الأمة و الإمامة ما نصه :" ان الإمامة حسب المعاني القرآنية للكلمات و بشكل عام، أهمّ من النبوة ، فالنبوة هي تبليغ الرسالة، بينما الإمامة هي تطبيق الرسالة و تحقيق اهدافها )إه !! كما أنه لم يشعر باي عار أو حتى خجل، و هو ينفى الشورى في اختيار الحاكم و يبشر بالحق الإلهي في الحكم !! حيث كتب حرفيا ما نصه : " مبدأ الوصاية هو فوق مبدأ الشورى"! ( تجد كل ذلك في دراسة "هكذا تكلم عليّ شريعتي فكره و دوره في نهوض الحركة الإسلامية مع نصوص مختارة من كتاباته"، تأليف فاضل رسول ص 172و173 ).
وقد زعم الدكتور الشيعي " المستنير" أن رسالته تتلخص في محاولة تنقية التشيع العلوي من آثار التشيع الصفوي ، و الله يشهد ان عليا ما كان متشيعا الا لله ورسوله و اخوانه من المهاجرين و الإنصار، و ما كان له شيعة الا صحابة رسول الله و من التف حوله لقتال معاوية دون ادنى اعتقاد منهم بانهم كانوا يدافعون عن حق علي، الموصى به الهيا في حكم المسلمين .
يتبع
(1) و كيف لا يتقن العربيّة و قد سرت في جسده روح سيد الفصحاء( رسول الله صلى الله عليه و سلّم )! جاء في الكافي و في" باب ما فرض الله و رسوله من الكون مع الأئمّة رضي الله عنهم : و في الحديث الرابع :" إن روح محمد صلى الله عليه و سلم تسري في أجساد الأئمّة " إه و قد عقب البرقعي رحمه الله في ص 159 من كتابه بقوله : و هذا ما يقول به مذهب التناسخ و هو كفر ! "
(2) فائدة : اتهام السيدة عائشة رضي الله عنها بما برأها لله منه، كفر صريح يخرج صاحبه من الملّة:
كتب بن كثير في" تفسير القرآن العظيم " مجلد 3 ص 369 طبع دار الفيحاء دمشق و في تفسير قوله تعالى(( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم )) النور 23 كتب ما يأتي :" فأمّهات المؤمنين أولى بالدخول في هذا من كلّ محصنة ، و لا سيّما التي كانت سبب النزول و هي عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما، و قد أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أنّ من سبّها بعد هذا و رماها بما رماها بعد هذا الذي ذكر في هذه لآية، فإنه كافر، لأنه معاند للقرآن "إه.أي أنه كذب الله تعالى ! فواعجبا لمن يثورإذا إتهمت خادمته بالزنا، صيانة لنفسه من أن تحوم شبهة الفاحشة على من دخل داره ولو بصفة الخدمة فقط، فيستعمل في دفع تلك التهمة مراتب الإنكارالثلاث اليد واللسان و القلب ، ثم يظل بعذ ذلك متبلّد المشاعر، وأمّ المؤمنين التي هي أولى بدفاعه عن عرضها من أمّه التي ولدته، ترمى بفاحشة الزنا، فلا يتمعّر وجهه ولا يرفع قلما ليستنكرأو يكذّب ، بل يصاحب الشيعة و يجالسهم و يتبسّم في وجوههم و يؤاخيهم؟! فبئس ما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين يا أهل السنة المخالفة لسنة النبي في هجرأهل البدع و كشف عوارهم. ، نعوذ بالله من الخذلان .
3) نذكّر من آخى الشيعة، أن المسك لا يردّ إذا عرض على المرء (حسبما ورد في السنّة المطهّرة)، فليستمتعوا بطيب ذلك المسك ، إذا عرض عليهم من قبل أحد مراسلي السرداب من إخوتهم الشيعة ، وليضمّخوا به رؤوسهم وأقفيتهم ، و ليمسحوا بفضله وجوههم للتبرّك !
(4) القرضاوي "هذا الذي يفتي و يسوّق حكام قطرو محطتهم "الجزيرة" ليل نهار ، رغم أن مكتبه يقع على مرمى حجر من مكتب اسرائيل ...لم نسمع عنه أنه قد أفتى بخروج حكام المشيخة عن الإسلام لتعاونهم مع العدوّ الذي اغتصب القدس و دنس الأقصى . القرضاوي الذي انزله حكام دبي خلال اقامته فيها في فنادق تدار فيها اوكارالدعارة و تسفح فيها اطنان من الويسكي، دون ان نسمع فتوى يندد فيها الشيخ بما رأى و سمع ... القرضاوي الذي انزلوه في فندق برج العرب الأسطوري في دبي و في جناح طليت فيه الحنفيات و مقابض الأبواب و كراسي الحمامات بالذهب الخالص، لم يصدر فتوى بعد عودته بعدم جواز إهدار أموال المسلمين على هذا النوع من الترف و البذخ في وقت يموت فيه المسلمون في السودان و فلسطين و افغانستان من الجوع ... هذا الذي عاد قبل ايام من دبي مبسوطا لأن الشيخ محمد بن راشد منحه جائزة مقدارها مليون درهم ولم ينس أن ينوّه بالشيخ و الجائزة في برامجه الدينيّة " د . أسامة فوزي (المصدر السابق) و أسامة فوزي هو القائل : لو بعث الرسول في ايامنا هذه لكان أول عمل يعمله اعدام القرضاوي " إه .
5) ذكر بن الجوزي في كتابه" أخبار الحمقى و المغفلين " أن رجلا من العوام كان ينظر في مصحف و يردّد :" آكل و أتمتّع بدرهم ! والله هذا رخيص؟!، فلما أخذ منه المصحف تبيّن أنه كان يقرأ قوله تعالى (( ذرهم يأكلوا و يتمتّعوا)) و قد سقطت نقطة الذال من كلمة ذرهم لتصير" درهم" في فهمه العليل ، و قد وصل به التداعي الفاسد للمعاني ، إلى أن ذلك الدرهم ، ثمن الأكل والتمتّع في الجنّة، ممّا جعله يستقلّ ذلك الثمن المبذول!، مع أن الآية وردت أصلا في معرض التهديد للكفّار !.