سلسلة في
الصميم الرسالة
الرابعة
وقوف الكهنوت
السّـلفي في خندق الإرهاب العلماني
(الألباني و
البوطي مثلا)
من كــــــــــــــتـــــاب السّلفيّة هي
العدوّ خمس رسائل حمّادي بلخشين
سلسلة في
الصميم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرسالة
الرابعة
وقوف الكهنوت
السّـلفي في خندق الإرهاب العلماني
(الألباني و
البوطي مثلا)
من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كــــــــــــــتـــــاب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السّلفيّة هي
العدوّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خمس رسائل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حمّادي بلخشين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله
الرحمن الرحيم
{هم العدوّ فأحذرهم قاتلهم اللّه أنّي يؤفكون}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محتويات
الرسالة الرابعة
مدخل
............................................................................... 5
الباب
الأول : الألباني نموذجا أوّلا للسقوط السلفي.......................... 7
فصل
/ شيء من العبث الألباني................................................... 9
فصل/ الألباني تلميذ وفيّ للمدرسة السنيّة
الإرجائيّة..............................
13
فصل/
إعجازان ألبانيان آخران .................................................... 19
فصل/
ذروة العبث الألباني......................................................... 23
فصل / سوء أدب
ألباني إزاء الرسول عليه السلام .............................. 25 فصل/ سذاجة سلفية قاتلة............................................................. 29
فصل/
نسور وضفادع ............................................................ 31
الباب
الثاني: سعيد رمضان البوطي نموذجا ثانيا للسقوط السلفي 33
مدخل / هبوطيات سلفية
......................................................... 35
فصل/
من عقائد النصيرية ........................................................ 37
فصل/
من جرائم النظام النصيري في سورية................................... 39
فصل/
من العكاظيات البوطية الباردة ........................................... 41
فصل/
من المواعظ التلفزيونية لشيخ السلفية................................. 43
فصل / حصاد
الهشيم............................................................ 45
خاتمة.............................................................................. 47
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 3 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" قاع
جهنم محجوز لأولئك الذين يقفون على الحياد عندما تتعرض القيم للخطر"
دانتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدخل
ظلت
السلفية( طائفة أهل السنة و الجماعة) ما يزيد عن
ثلاثة عشر قرنا وهي تدافع عن
الحكام المفسدين، و تكفر كل من خرج عليهم أو شكّك في شرعيتهم، بحجة أن هؤلاء
الحكام لم يكفروا كفرا بواحا يمكن معه الثورة عليهم و إنزالهم عن عروشهم، ما داموا
لم يأمروا الرعية بمعصية, ورغم أن كفر هؤلاء الحكام قد صار بواحا صراحا بتحكيمهم
غير شرع الله و اجبار المسلمين على التحاكم الي الدساتير الكفرية تحت طائلة القتل
بتهمة التمرد و العصيان، و رغم مظاهرتهم الكفار على المؤمنين,فقد ظلت السلفية
تدافع عنهم و تلتمس لهم الحجج الواهية و التأويلات السخيفة. وسنتناول في رسالتنا
هذه هذا نموذجين من الكهنة السلفيين لنتسلى برؤيتها و هما ينافسان لاعبي السيرك في
بهلوانياتهم الفقهية و تبريراتهم العجائبية، و قد اخترت الألباني والبوطي كمثالين طريفين. أما أختياري لناصر الدين(1)
الألباني فلبراعته في تأليب الإرهاب
العلماني الحاكم علي مناوئيه من اهل التوحيد،بألتماس أطرف ما يستهجن من المعاذير، وأكثر
ما يستبعد من التأويلات , وأشدّ يستغرب من
الشروط, ليقرر في نهاية الأمر، و بطريقةلا تخلو من كوميدية سوداء، تأبيد حرمة الخروج على الحكام الكافرين العلمانيين،
حتى ولو جمعوا كل شروط المروق من الدين والكفر برب العالمين، كل ذلك بكيفية تذكرنا بقصة العراقي مع المروزي، و كيف
حاول الأخير( لشدّة بخله) التفلت من واجب الضيافة بشتي المعاذير السخيفة، و الحجج المضحكة و
الشروط التعجيزية. جاء في كتاب البخلاء"
من أعاجيب اهل مرو ما سمعناه من مشيختنا على وجه الدهر، و ذلك ان رجلا من اهل مرو
كان لا يزال يحجّ ويتّجر و ينزل على رجل
من اهل العراق فيكرمه و يكفيه مؤنته، ثم
كان كثيرا ما يقول لذلك العراقي: ليت اني رايتك في مرو حتى اكافئك لقديم احسانك، وما
تجدّد لي من البرّ في كلّ مرّة أما ههنا فقد اغناك الله عني. قال : فعرضت لذلك العراقي بعد دهر طويل حاجة في تلك
الناحية فكان مما هوّن عليه مكابدة السفر ووحشة الإغتراب، مكان المروزي هناك ،
فلما قدم مضى نحوه في ثياب سفره و في عمامته و قلنسوته وكسائه ليحطّ رحله عنده كما
يصنع الرجل بثقته و موضع انسه، فلما وجده قاعدا في اصحابه أكبّ عليه وعانقه فلم
يره اثبته( ذكره) و لا سأل عنه سؤال من رآه قط ! قال العراقي في نفسه: لعلّ انكاره
ايّاي لمكان القناع فرمى بقناعه و ابتدأ مساءلته فكان له انكر!، فقال: لعله ان
يكون انما أتي من قبل العمامة فنزعها ثم انتسب وجدّد مساءلته فوجده اشدّ مما كان
له انكارا قال " فلعله انما أتي من قبل القلنسوّة " . و علم المروزي أنه
لم يبق شيء يتعلق به المتغافل و المتجاهل فقال" لو خرجت من جلدك لم أعرفك
"! وكذلك شأن الألباني المهين الذي اصر على اثبات اسلام العلمانيين، وعد وجوب
قتال المبدلين الي حد كفّر فيه نفسه و جميع المسلمين الذين يعيشون في القرن
العشرين كما سنقرأ بعد حين !اما اختياري
لمحمد سعيد رمضان البوطي، فلصفاقته
وعدم حيائه من الله تعالى و قلبه الحقائق و تغزله بالقرود و وتأكيده على صحة
وعافية ساكني اللحود، و ضربه الأمثال بإيمان قوم عاد و ثمود، وتشبيه نتونة
الغائط بشذى الورود, مع إستغفاله
السخيف للمسلمين, بطريقة لا يضاهيـــه
فيها الا ذلك الأعـــمى الذي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جاء في المستظرف في كل فن مستطرف لأبي
الفتح الإبشيهي ! ج2 طبع دار احياء التراث
العربي م بيروت طبعة 1995 و في الباب الحادي و الستين باب ذكر الدواب و الوحوش و الطير و الهوام و
الحشرات ص 180 ما ياتي ..( الدجاجة : و
كنيتها أم ناصر الدين !) مسكين ديننا كيف هان حتي اصبح الديك ناصر الدين و حتى
اصبح حسن نصر الله (الشيعي اللبناني صاحب
حزب الله) و البطريرك نصر الله صفير من ناصريه !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تغوّط
في ميدان عام كل الأنام وهو يحسب
حسب أن أن كل الناس قد عموا عنه وهو يعمل عمل البوطي في كتابه!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الباب الأول
الألباني
نموذجا أوّلا للسّقوط السّلفي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 7 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"
و قد كلـّـل جهاد الشعب التونسي بصدور إتـفاقــية الثـقة ِAccord
de Confiance
[!!!] ففي 20 /3/1956
إعترفت فـــيه فرنسا بالإستقلال التونسي الكامل . وولي الزعيم التونـسي الحبيب
بورقيبة رئاسة الوزراء، ثم عزل الباي. و قامت الجمهورية التونسية " .
د. أحمد
السعيد سليمان
معجم الأسر الإسلامية الحاكمة ص44
مكتبة لبنان ناشرون طبعة أولى 2004
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فصل
شيء من العبث
الألباني
صحيح
أنّ المحدث السلفي ناصر الدين الألباني(1914/2002)
قد فارقنا بجثمانه منذ ست سنوات، ولكنّ
الشيخ خلّف وراءه، ــ و لسوء حظ المؤمنين
ــ ، مدرسة أمنية شديدة البنيان، متينة الأركان، تقوم على خدمة العلمانية والذود
عنها بكل السبل، حاجبة كل بصيص أمل للخلاص و الإنعتاق، كلّ ذلك بإسـم الإسـلام وباسم
نبيّ الإسلام عليه أفضل الصلاة و السلام .
فالألباني حيّ
بيننا بعقيدته السلفية المميتة، التي تتلخص في كون الإسلام مجرد كلمة يتلفظ
بها الحاكم حتى لو أعجز سـتالين و
لينين في الإلحاد وازهاق ارواح المؤمنين، دون ان يكلف نفسه تقديم بينة حتى لو كانت اوهى
من خيوط العنكبوت، على صحة ذلك الإسلام المزعوم، و الإيمان الموهوم .
فالألباني(1) يشتغل بينا بجدّ رغم غيابه منذ سنوات، انه لا يزال يؤثّر في
حاضرنا كما سيؤثر في مستقبلنا حتى و
هو في معسكر الأموات، و في ضيافة هادم اللذات،
فعملـه لم ينقطع بـمغادرته عالمنا بسبب ما خلّفه من " مصائب و لعنات جارية "على
أهل التوحيد. أما مردّ تلك المصائب فعلم نافع، ليس لأهل الله بل للحكام المجرمين، علم يمدّ آلة بطشهم بما يخوّل لها
حرب المؤمنين بمنطق الشــرّع و بإسم رب العالمين. علم سلفي إرجائي خالص
ذميم، يعبّر عن شرع مخالف لشرع العزيز الحكيم، و سنة رسوله الكريم في مواجهة من أعلن
الحرب على الإسلام والمسلمين. علم
مسموم ظاهر أعداء الملّة و الدين وساند اللادينيين الذين صرّحوا بلسان مقالهم و بدساتيرهم الغربية، عن معارضتهم تحكيم
الشريعة الإسلامية، فنكّلوا بكل من طالبهم بتحكيمها(2) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الألباني هو " صاحب السلفية المتميزة بالجمود والإنغلاق، والتي من أبرز شعاراتها التصفية و التربية، وجلّ
انشغالها منصبّ على تحقيق كتب التراث وإلقاء الدروس في المساجد..[السلفية] الغائبة
عن قضايا المجتمع و الإنسان، التي تعيش على هامش الحياة " والألباني صاحب "الإتجاه السلفي الجمودي
الذي ظهر عجز خطابه و عدم امكانيته في التعامل مع المتغيرات و التطورات السياسية و
الحضارية التي تستدعي ثقافة اشمل "( محمد سليمان. مجلة العصر أوت 2002 بتصرف في المبنى دون المعنى ).
(2) يعدّ معمّر القذافي أحد النماذج المقززة التي لم تترك ترديا أخلاقيا لم ترتكس فيه، ورغم كل ذلك تجد من التي يحميها من أمثال الألباني و
تلامذته من بعده. رغم أن الطاغوت الليبي المميز و"على مستوى الإعلام، تصدّر بنفسه حملة التشويه والسخرية والتشكيك
ضدّ الملتزمين من أبناء ليـبيا، فلم يترك
وصفا قبيحا إلاّ و نعتهم به كأصحاب اللحى الوسخة و الجراثيم و السرطان و الإيدز
والزنادقة والشياطين، و تعدّ خطاباته تلك إعلانا صريحا للحرب على كلّ من يبدي
إلتزامه بالدين حيث قال : الذي يعتـنق هذه الجماعات يستحقّ الذبح لأن وجوده في هذا
العصر ليس فيه فائدة، بل فيه ضـرر لنفسه
والمجتمع، إن المجتمع لا بدّ أن يصفّيه تصفية جسديّة... كما إستهزأ بأركان الإسلام
فأحدث في الصلاة ما يخالف النصوص القطعية الثابتة و إجماع الأمة و إستهزأ بالحج..
كما شكك في حادثة الإسراء و المعراج وإعتبر المعراج منها أسطورة و ضربا من الخيال
و سخر من الحجاب ووصفه بأنه من عمل الشيطان و أن الأصل هو العري لأنّ حوّاء لم يكن
عندها لباس بالمرة! وانكر تعدد الزوجات و قال اذا سلمنا به فللمرأة أن تعدد كذلك
استنادا الى نفس النص الذي يبيح تعدد
الزوجات... كما تجرّأ على الله عز و جلّ و كتابه و النبيّ صلى الله عليه و
سلّم و سنته بأراجيف و مهاترات كثيرة مسجلة في مصادر معروفة ليس هذا مجال التفصيل
فيها"[ منها طلبته حذف " قل" في قوله تعالى قل هو الله أحد وقل اعوذ
برب النا س الخ .. لأن الخطاب للنبي و النبي قد مات !] نبيل أحمد الحلاق مجلة " السنة".العددان 48 و 48 ذو
الحجة 1415 و محرم 1416 مع تصرف طفيف في المبنى دون المعنى ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
9 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فالتراث
الذي خلفه الألباني هو عبارة عن توصيات أمنية، وإحتياطات بوليسية، أو قل شريعة
سلفية متطفّلة على الإسلام فصّلت على مقاس الحكام، وكيّفت وفق رؤيتها الكنسيّة
للدين، فجاءت
معارضة
لآمال الشعوب في الحرية و الكرامة و المساواة، ومعاكسة لدور الإسلام في تحديد المسارالحضاري والحقوقي للنوع البشريّ.
شريعة عجائبية جاءت خلاصة لبهلونيات ألبانية و إجتهادت قاراقوشية(1) غير مسبوقة، ولم
تخطرقط على بال موحّد، تضحك الثكالى لطرافتها
ولغرابتها و غربتها عن ديننا.
كما ان الألباني حيّ و يعيش بين أظهرنا بما
خلّفه من أتباع صالحين لخدمة وكلاء اليهـود و النصارى في بلاد المسلمين. فهم
بمثابة أبواق صمّاء تدعوا بدعوة شيخها الهالك و تنفخ الروح في فكرته المهلكة، او
قل ببّغاوات مخلصة تقف حجر عثرة في طريق تحرير الأمّة و إنتشالها من نفق العلمانية
المظلم. تلامذة سيخلفون بدورهم تلامذة سيمدّون و لوقت طويل مؤسسات العلمانية
بأسباب البقاء بما يحملونه لأصحاب تلك المؤسسات من ولاء مطلق و تبعية عمياء وخضوع
تام، وبما يكنونه من حفيظة و كره لأهل الدين الخالص، بسبب ما شحنهم به الشيخ الهالك من بغضاء و
كراهية لأهل التوحيد" ذلك أن من منهج الشيخ، أن كثيرا من الشباب ممن يتبعونه
و يسيرون على نهجه صاروا ينظرون الى هؤلاء الحكام المغيرين المبدّلين لشرع الله
على أنهم أولياء الأمور الذين يجب أن نسمع لهم و نطيع، و أنّ الخروج عليهم كالخروج
على أئمّة المسلمين الأوائل. بينما نراهم ينظرون إلى إخوانهم الذين يعادون هؤلاء الحكام
على أنهم خوارج مبتدعة لا يستحقّون إلاّ الذمّ والقدح و التقريع، بل ربما ذهب البعض
إلى ما هو أبعد من ذلك، كإستعداء السلطات عليهم و على غيرهم "(2) مما حمل بعض
حسني النية من المعجبين بالشيخ أمثال ابي
إسراء الأسيوطي على التساؤل عن سبب
السعار الذي تملك الشيخ السلفي حتى جعله يتفرّغ كليا لمن قال ربي الله، في مقابل ذهوله عمّن سواهم من أصحاب الكفر الصّراح،لأجل
ذلك كتب ابو إسراء (على الرغم من تقديره
لعلم الشيخ" و جهوده في نشر السنّة و
قمع البدعة و إشاعة علم السلف في الأمّة حسب تعبيره!)(3):" والحق انه من
الأمور التي دفعتني الى كتابة هذه الرسالة أني وجدت الحديث
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ذات مرة حكم على شرطي طويل بالإعدام شنقا ولما كان طوله المفرط
لا يتناسب مع طول المشنقة طلب الحاكم قراقوش اعدام شرطي قصير بدله! تلك بعض
اجتهادات ذالك الحاكم الوراثي الأحمق.
(2) من كتاب ابي الإسراء الأسيوطي" وقفات مع الشيخ الألباني
حول شريط من منهج الخوارج" ص 6. فالألباني
و من سار على نهجه، أبعد بمسافات ضوئية من إعتبارهم إخوة لنا, و أناالعبد الفقير
أتبرّأ من أخوّتهم تلك حتى يؤمنوا بالله وحده,
لمخالفة تلك الأخوّة لعقيدتي في الكفر بالطاغوت ، المحور الذي تدور عليه
رحى الإسلام. فللألباني دينه(دين الملك) و لي ديني(دين الله).
(3) وقد ضمن ذلك المعجب( ابو اسراء) اعتراضه براءته من " أولئك المبتدعة الذين يعادون
الشيخ ويبغضونه لأجل تمسّكه بالسنّة و دفاعه عن العقيدة الصحيحة "[!!] وكأن
سنة الرسول والعقيدة الصحيحة لم تجعل اكبر همها ليس فقط بغض الظلمة، بل تجنيد
الموحدين للقضاء عليها على المستوى
العالمي, مما يحدو بالمرء الى التسائل: أيّ ذرّة من عقيدة صحيحة تبقى في تصور امرىء ما، إذا حارب أهل الإيمان و دافع عن أهل الكفر
البواح ؟!, فقديما قيل كفى بالمرء خيانة أن يكون ظهير الخائنين، و عن
أيّة سنّة نبويّة يتكلّم هذا المصري المتيّم بعد إنتهاك الشيخ الصريح لحقائق
الإسلام الكبرى؟!. و عن أي فرع يدافع الشيخ بعد أن أتى على أصل الإسلام ــ الذي هو
التوحيد ــ من القواعد؟. فلله في خلقه شؤون! ,و إلاّ كيف يجمع
هذا الفتى الأسيوطي ( الذي يبدو
أنه من الجماعة الإسلامية المجاهدة بمصر) كراهية الطاغوت و تبجيل أحد كبار سدنته
من أمثال الألباني الذي أصبح الدفاع عن الطاغوت بالنسبة إليه قضيّة شخصيّة و هاجسا
يسكنه ويحرّكه لنهش أهل التوحيد. فقد شدّ
الألباني في سنواته الأخيرة انتباه
الملاحظين بسبب الهستيريا الأمنية التي تملّكته، فترجمت الى كثرة تعرضه بفاحش
القول لأهل التوحيد من مبغضي الطاغوت
والمتعبدين بكراهيته و جهاده باليد و اللسان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مثل
هذه الموضوعات [ يقصد الدفاع الحارّ عن
الحكام و تسفيه سبل أهل الإسلام]قد صار سمة عامّة في أحاديث الشيخ و مجالسه،فلو
كان الأمرمجلس واحد عرض فيه الشيخ رأيه
لهـان
الأمر، و لكنا وجدنا الشيخ على مدى سنوات مضت قد
أكثر من هذا الحديث في مثل هذين الموضوعين ناعيا على القائلين بخلاف قوله جهلهم و
تعجلهم، و مستعملا في ذلك العبارات الشديدة القاسية، بينما لا نجد شيئا من هذه
القسوة على الطرف الآخر، وهم الحكام العلمانيون الذين هم السبب الأكبر في بلاء هذه
الأمة، بما أقترفوا في حقها من إبعادها عن كتاب ربها و سنة نبيّها، و من إجبارها
على السير في فلك الغرب الكافر، والرضا بمخططات اليهود و النصارى .." "
ثم كتب مخاطبا الشيخ في ص 8 و 82 [ مع
حذفي عبارات التبجيل والإطراء التي خص بها الشيخ]" لقد كثرت يا شيخ مجالسك
التي تـتـناول فيها مخالفيك. و قد لا حظنا كما لاحظ غيرنا شدّتك و قسوتك عليهم و رميهم
بالجهل و ضحالة العلم(1)، و انهم يخالفون الفرقة الناجية إلى غير ذلك مما ذكرتموه
في غير مجلس... لكن ما رأيك في أولئك الحكام العلمانيين الذين إعـتلوا سدّة الحكم
في بلاد المسلمين و حكموهم بغير ما أنزل الله؟ ألا يستحقّ هؤلاء الحكام مجلسا توضح
فيه ظلمهم و تجرّؤهم على شرع الله؟ فإنك وإن كنت لا تعتقد كفرهم فما نظنّك إلاّ
معتقدا فسقهم و جورهم وبعدهم عن شرع الله ... فإن لم تكن قادرا على نقدهم نقدا
صريحا، أفلا يمكن أن تقيم شيئا من التوازن في قولك, كأن تقول مثلا ـ بعد إشتدادك
على مخالفيك ــ : إن السبب في ما يحدث هم الحكام الذين لا يحكمون بما انزل الله، ولو حكموا شرع الله، لكفونا هذه المشكلات ؟ بل
إنني أطلب من الشيخ شيئا هوأهون من ذلك، وهو أن يتوجّه إلى أولئك الحكام بنصيحة
رقيقة يبيّن لهم فيها ما يجب عليهم من
تطبيق شرع الله... إنّ كلماتك هذه لهي أشدّ على الشباب المعذبين في مصر من سياط
الظالمين... وإذا هم يجدونك ـ بغير قصد منك ـ قد صرت في خندق الطواغيت تجادل عنهم
و تجهّل من كفّرهم و ترميه بأشنع التهم، و إن هؤلاء الطواغيت أسعد الناس حالا بمثل
أقوالك أيها الشيخ الـــ ..."( إنتهى ).
أي
والله لقد كانت أقوال الألباني اشد من النصال،
كما كانت فتاواه تريق دماء أهل التوحيد دون حساب لورودها من " محدّث القرن ". ولا ينقص
من قيمتها أنها تصدر في زمن أصبح إتهام المجاهدين بالسعي وراء المغانم الدنيويّة
من خلال إرتباطاتهم بجهات خارجيّة لا ينطلي حتى على عتاة العلمانيين الذين يرون هؤلاء
الفتية يحرقون وراءهم سفن العودة، وهم يؤدّون ما فرضه عليهم الإسلام من حفظ الحرمات و الذود عن المقدسات 0(2) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بلغت
الدناءة بالشيخ الألباني حدّ السخرية من عبد الحميد كشك العالم المصري الشجاع صاحب
الموافق المشرفة من فراعنة عصره، الي حد زعمه ــ وهو الكذوب ــ وكما قال حرفيا ــ " اعتقد أنه قصّاص[
حكواتي] وليس بالعالم... فهو حواش مع كونه قصّاص يجمع ما هبّ و دبّ"( كما
رافقت عبارات الشيخ الألباني و كما هو
مسجل في شريط متداول بين الناس، سخرية احد
اتباعه من كلمة" كشك"... رافقتها ضحكات جماعية لعل الألباني شارك فيها،
ما دام لم ينه اتباعه عن الشخرية من اسم العالم الرباني الجليل) . فالقصاص كما
نعلم هو الرجل العامي الجاهل الذي يحدث بالغرائب كي يجمع الناس حوله لغاية
الإرتزاق... و للقصاصين ذكر سيء في التراث الإسلامي ... من ذلك ان احد القصاصين
قال ذات هل اخبركم ما هو اسم الذئب الذي
اكل يوسف... فقال له احد الحاضرين ولكن الذئب
لم يأكل سيدنا يوسف فاجاب القصاص: اذا الذئب الذي لم ياكل سيدنا يوسف اسمه محمود!
(2) هاكم ما
كتبه محمود السعدني في أحد كبريات صحف مصر (الأهرام تاريخ 4 / 11 /92 ) ردّا على زملائه من كتاب
السلطة الذين يردّدونكليشيهات النظام المهترئة بكل بلاهة، فقد كتب بأسلوبه الساخر
ما نصّه:" إحدى الجرائد كتبت تقول أنّ الصبية الذين إرتكبوا الحادث تقاضوا 50
ألف جنيه، و بيني و بين حضراتكم، كنت أتمنّى أن يكون هذا صحيحا مئة في المئة. ولو
كان هؤلاء الصبية يتقاضون 50 ألف جنيه مقابل عمليّة من هذا النوع، فما أسهل القضاء
علـيهم أو استئجارهم لصالحنا و من خندقـنا, و لا بأس من رفع المبلغ إلى مئة ألف
جنيه، وعندئذ لو رفعنا الأجر إلى هذا الحد،ّ فسيأتي جميع الإرهابيين إلينا وعلى كلّ
ضامر و من كلّ فجّ عميق ! " إهـــ
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
11 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمير المؤمنين
يطلب الدعاء من بابا المسيحيين!
" وخلال
أحد لقاءاتنا قلت لسماحة بابا الفاتيكان جون بول الثاني: سماحة البابا أدع لي كلما
سنحت لكم الفرصة بذلك!(*) .و فيما بعد نقل لي أحد المقربين من سماحته ما أسرّ به
اليه : قل لجلالة الملك انني افكر يوميا فيه
و أدعو له" إهــ
الحسن الثاني(
ملك المغرب)
من كتابه ذاكرة ملك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) اذا وضعنا
طلب الملك المغربي في ميزان الشرع وجدناه محقاّ في طلب الدعاء من البابا النصراني ،
لأن الملك منافق, والمنافق في الدرك الأسفل من النار، ولم يبلغنا أن النصارى
سيبلغون من النار ذلك الموضع، أعاذنا الله منه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فصل
الألباني تلميذ وفيّ للمدرسة السنيّة الإرجائيّة
لو
أصرّ الألباني على قاعدة سنية ارجائية تؤكد أن الحاكم لا يخرج من دين الله إلاّ
إذا أعلن صراحة عن كفره بالغيب و استحلاله الحكم بغير ما أنزل الله, فانه لم يشذ
قيد انملة عن تعاليم المدرسة الإرجائية التي خرّجت الآلاف من الكوادر الأمنية أمثاله، عبرقرون متطاولة رزحت
فيه أمتنا تحت وصاية النهج التبريري الذي أفرزه تخاذل الثدييات السلفية وفقدانها
لقيم الرجولة والشرف. لكنّ الطريف وغير المسبوق في موقف الشيخ المستميت في أداء دورمحامي الشيطان
بحميّة منقطعة النظير، هوتحريمه الخروج على الحكام الخارجين من الدين، حتّي لو ثبت
كفرهم كـتابا و سنّة، وبشكل قطعيّ لا شبهة فيه ولا تأويل، و في هذا الصدد يقوله الألباني :" ذكرنا دائما و
أبدا بأنّ الخروج على هؤلاء الحكّام، وإن كانوا من المقطوع بكفرهم، إنّ الخروج
عليهم ليس مشروعا إطلاقا "(1)
أما
لماذا لا يجوز الخروج عليهم " اطلاقا"، فلأسباب ألبانية خالصة ينسي
بعضها البعض الآخر لغرابتها وشدة إلتزامها بالمثل القائل معزى ولو طارت. أمّا
السبب الأوّل لحرمة ذلك الخروج
فلأننا نعيش في نفس
الظروف التي عاشها الرسول وصحبه في العهد المكّي !! و بما انه عليه السلام لم يخرج على" حكّامه" من كفار قريش في
تلك الفترة المكيّة، وجب علينا إتباع سنته وعدم الخروج على كفار عصرنا، وفي ذلك يقول"
أن الدور الذي يمرّ به المسلمون اليوم من تحكّم بعض الحكام، وعلى إفتراض أن كفرهم
كفر جليّ واضح ككفر المشركين تماما، إذا افترضنا هذه الفرضية، فهي لا تخرج عن
الحياة التي حياها الرسول (ص) و أصحابه الكرام في العهد المكّي، حيث لم يكن هناك
خروج كما يفعل اليوم كثير من المسلمين في
غير ما بلد إسلامي فذلك الخروج ليس على هدى الرسول عليه السلام الذي امرنا
بالإقتداء به "(2)
ردا عن ذلك التبريرالألباني العجيب، كتب
الفتى الأسيوطي :"إن في هذه القطعة من كلام الشيخ مخالفة للنصوص الشرعية من
كتاب الله و سنة رسوله ولإجماع أهل العلم من سلف هذه الأمّة. أمّا مخالفة هذا
الكلام للنصوص الشرعية، فلأنّ الله عز وجلّ قد أمر في غيرآية من كتابه الكريم
بقتال الكافرين، فمن ذلك قوله تعالى ( فأقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) (التوبة 5)
وقوله تعالى:( فقاتلوا أئمّة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون) التوبة 12. فإذا
كانت هذه الآيات وغيرها آمرة بقتال الكفّار، و كان الحكام كافـرين، فكيف يكون
الخروج عليهم و قتالهم ليس مشروعا إطلاقا على حدّ تعبير الشيخ حفظه الله ؟[المشروع
سلفيا،انتظار المعجزات من قبيل مجدد القرن، وفي اثناء ذلك كله التكبيرعلى الإسلام
وكرامة المسلمين أربع تكبيرات، ثم يتابع الأسيوطي محاجا شيخه], ثم أين يذهب الشيخ
من الأحاديث التي تـنصّ تحديدا على قتال الحكام إذا كفروا، كما في حديث عبادة بن
الصامت رضي الله عنه:" دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه فـقال
فيما أخذ علينا ان بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا و يسرنا، وأثرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رسالة الأسيوطي ص8.
(2) نفس المصدر ص 8و9.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
13 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علينا، وأن لا ننازع
الأمر أهله إلاّ أن تــروا كفرا بواحا عـندكم من الله فيه برهان"أخرجه
البخاري
و مسلم (170) كتاب الإيمان حديث 24) و في حديث
أم سلمة مرفوعا : سـيكون أمراء فتعرفون و تنكرون فمن عرف برىء و من أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع. قالوا أفلا نقاتلهم؟ قال لا ما صلّوا(1), أو
ليست هذه الأحاديث نصوصا قاطعة في مشروعية الخـروج على الحكام بالسيف إذا كفروا و
خرجوا عن حكم الشرع الحنيف؟ أوليست الحالة التي شرع فيها المصطفى أن نخرج على
الحكام هي عين الحالة التي قال عنها الشيخ ان الخروج فيها على الحكام" ليـس مشروعا
اطلاقا "؟! ثم اننا نسأل الشيخ (2) [والكلام للفتى المصري])أليس كفر الحاكم
نوعا من المنكرات ؟ و نحن لا نشك أنّ إجابته ستكون بلى إنه منكر بل أنه أكبر
المنكرات. و نقول إذا كان الأمر كذلك فإن رسول الله قد أمرنا بإزالة المنكر فقال
:" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه
و ذلك اضعف الإيمان ( أخرجه مسلم ) فعلى ذلك فنحن مطالبون شرعا بإزلة منكرهذا
الحاكم أي كفره، فإن لم يندفع منكره إلاّ بقتاله والخروج عليه بالسيف، وجب ذلك،
قال القرافي في الذخيرة (3/387 ) عند تعداده لأسباب الجهاد:" السبب الأوّل وهو
معتبر في اصل وجوبه و يتجه إن يكون إزالة منكر الكفر فإنه أعظم المنكرات و من علم
منكرا و قدر على إزالته وجب عليه إزالته..." . و أمّا مخالفة الشيخ لإجماع
أهل العلم من السلف الصالح و من بعدهم ... فقد نقل الحافظ في الفتح (13/ 124) عن
ابن التين قوله: و قد أجمعوا أنه ـ أي الحاكم ـ إذا دعا إلى كفر أو بدعة أنه يقام
عليه و إختلفوا إذا غصب الأموال و سفك لدماء و انتهك هل يقام عليه أو لا " قال بن حجر: "و ما ادعاه من
الإجماع على القيام فيما إذا دعا الخليفة
إلى البدعة مردود إلا إن حمل على بدعة تؤدي إلى صريح الكفر"... و قال النووي
في شرح مسلم ( 12/ 229) عن القاضي عياض : فلو طرأ عليه كفر وتغيير للشرع خرج عن
حكم الولاية و سقطت طاعته ووجب عل المسلمين القيام عليه وخلعه ونصب إمام عادل إن
أمكنهم ذلك... و قال الشوكاني بعد كلام له في كفر من يتحاكم إلى غير شـرع الله:
وهؤلاء جهادهم واجب, و قتالهم متعيّن حتى يقبلوا أحكام الإسلام, و يذعنوا لها و
يحكموا بينهم بالشــريعة المطهرة، و يخرجوا من جميع ما هم فيـه مـن الطواغيت
الشيطانية( الدواء العاجل في دفع العدوّ الصائل) فهذه النصوص القاطعة من اقوال اهل
العلم و الحاكية للإجماع على أنه يخرج على الحاكم إذا كفر, تبيّن خطأ الشيخ
الألباني فيما ذهب إليه من عدم مشروعية الخروج على الحاكم. أمّا ما أستدلّ به
الشيخ من أن حال المسلمين تحت حكم هؤلاء الحكام يشبه حال النبيّ في العصر المكّي،
وأن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يقاتل أولئك الكفار في مكة، فإن المرء ليعجـب
منـه كل العجب، إذ كيـف للشيخ وهو من هوعلما وتحقيقا
أن يقع في مثل هذا
الإستدلال العجيـب" إهــ ( عن أي علم يتحدث الأسيوطي؟ و الحـال ان الألباني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تعقيب :
فإن قلت : و لكن هؤلاء الحكام يصلّون الجمعة والأعياد فكيف نخرجهم من الإسلام؟ والردّ هيّن...إذا جاءك شخص ثمّ قال لك:أنا لم أقلّ لوالديّ أفّ طوال
عمري، و لكني أخطأت أمس في حقّهما بعض الشيء، فقد شددت وثاقهما و شرعت في جلدهما،
كل ذلك وأنا أثني عليهما وأدعو لهما بطول البقاء، حتى هلكا بين يديّ! فهل خرجت عن
حدود الطاعة لأنني لم أرتكب معهما ما نهى الشرع عنه من قولى لهما أفّ؟! فإن سمحت
لنفسك ان تقرّ ذلك القاتل الأثيم على أنّه لم يخرج عن حدود طاعة والديه، ولم
يستحقّ الإعدام جزاء ذلك الإجرام، فإن بإمكانك ايضا ان تثــبت إسلام من أنكر شرع
الله وحارب أهله ووالى أعداء المسلمين ثم صلى بعد ذلك ذرّ للرماد في عيون المغفّلين.(
حتى و لو انكر هؤلاء الحكام وجوب الصلاة
لصلتها عنهم الزواحف السلفية !).
( 2) تعقيب:
لم يدر بخلدي قط أن أعبأ بما هرف به
أوكتبه الألباني, خصوصا في مسألة الخروج
على الحكام,لأنّ إحتمال أن يجيز وزراء داخلية الإرهاب العلماني الحاكم ذلك الخروج،أقرب
بمسافات ضوئية من إجازة الشيخ الألباني ذلك, ولكن كيف تراني أصنع، و
للشيخ تركة متمثلة في حشود كثـيرة تغصّ بهـا المساجد، مروّجة لأفكاره الشاذة التي بنى عليها شهرته بإسم السلف المظلوم, و لو بعث ذلك السلف
الذي علّق على شمّاعته كلّ تلك المعرّات, لما أفلت من نهاية مشابهة لنهاية الحلاّج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
14 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محدّث رديء لا غير. فإن كانت مهمة الألباني جمع
الأحاديث فانها قد جمعت منذ قرون، و ان كانت مهمته تصحيحها فهو ابعد ما يكون
صلاحية وكفاءة للقيام بتلك المهمة التي
تقتضي فقهاء مستـنيرين لا حمير سلفية حاملة لأسفار العلم دون فقه في الدين" فأهل الفقه، لا أهل الحديث هم الذين يردّون هذه
المرويات [ أو يقبلونها]"(1)" واذا ارادوا بحث قضية مـا، جمعوا كلّ ما
جاء في شانها من الكتاب والسنّة, وحاكموا المـظنون إلى المقطـوع، وأحسنوا التنسيق
بين شتى الأدلّة، أمّا إختطاف الحكم من حديث عابر والإعراض عما ورد في الموضوع من
آثار أخرى، فليس عمل العلماء ... و بعض المشتغلين بالحديث يــستوعر تدبّر الـقرآن
و دراسة دلالته القريبة و البعيدة ، و يستسهل سماع حديث ما، ثم يختطف الحكم منه
فيشـقى البلاد والعباد"(2) و يسلم
الأمة لقمة سائغة لقبضة الإستبداد الكفور، بمبررات شرعيّة, بسبب سوء تأويله ــ على
سبيل المثال ــ لما روي عن بن عباس في مسألة كفر دون كفر،( كما فعل الألباني)."
و العلّة في المتن يبصرها المحقّقون وتخفى
على أصحاب الفكر السطحيّ"(3)" وقد كان الفقهاء على إمتداد تاريخنا
العلميّ، هم القادة الموثقون للأمّة و قنع أهل الحديث بتقديم ما يتناقلون من آثار،
كما تقدّم مواد البناء للمهندس الذي يبني الدار ويرفع الشرفات"(4) فــ"
أئمّة الفقه الإسلامي يقرّرون الأحكام وفق إجتهاد رحب يعتمد على القرآن أوّلا،
فإذا وجدوا في المرويات ما يتّسق معه قبلوه و إلاّ فالقرآن أولى بالإتّباع"
(5)، ولكن " في عصرنا ظهر فتيان سوء
يتطاولون على أئمّة الفقه بإسم الدفاع عن الحديث النبوي مع أنّ الفقهاء ما حادوا
عن السنّة ولا إستهانوا بحديث صحّت نسبته وسلم متنه، وكلّ ما فعلوه أنهم إكتشفوا
عللا في بعض المرويّات فردّوها وفق المنهج العلميّ المدروس، وارشدوا الأمة الى ما
هو اصدق قيلا واهدى سبيلا"(6) "و على الذين يقرأون الأحاديث أن يتفقّهوا
و أن يدرسوا الملابسات و التواريخ و الأحوال, و قد قلت و ما زلت أقول: لا سنّة بلا
فقه(7)" إننا لا نحرص على تضعيف حديث يمكن تصحيحه، وإنما نحرص على أن يعمل
الحديث داخل سياج من دلالات القرآن القريبة أوالبعيدة"(8) لأن" الحكم
بسلامة المتن يتطلّب علما بالقرآن الكريم، وإحاطة بدلالاته القريبة والبعيدة، وعلما
آخر بشتّى المرويات المنقولة لإمكان الموازنة والترجيح بين بعضها والبعض الآخر"(9)
وذلك ما يفتقره الألباني وامثاله كما حمل الغزالي على شيوخ من طراز الألباني
يمثلون" طفـولة إسلامـية تريد الإنفـراد بزمام الأمّة... والمخيف انها طفولة
عقلية تجمع في غمارها أرباب لحى و أصحاب هامات و قامات... من قليلي الفقه في القرآن،
كثيري النظر في الأحاديث، يصدرون الأحكام و يرسلون الفتاوي فيزيدون الأمة بلبلة وحيرة
"(10) حتى ان بعض قرّاء القرآن الكريم قد أصبحوا، لذيوع شهرتهم و لجهل الناس
بحقيقة أنه ليس كلّ من كوّر العمامة علاّمة, يخوضون في أهمّ قضايا الأمّة إعتمادا
على تلك الشهرة, و من بين هـؤلاء المقرىء الطبلاوي الــذي تبجح في حـوار
تلفزيّ بلقاءاته المتكررة مع الزعماء
والأمراء، مستهينا بمن قلّد صوته من شباب القرّاء ـ( ممّن سينافسونه مستقبلا في
سوق شغله في المآتم) وعندما سأله المذيع عن رأيه فيمن قلّده من هؤلاء الشباب، قال بإحتقار
يترفّع عنه أهل الفن مع منافسيهم من أهل مهنتهمّ:" وهل يستوى الأعمى و
البصير؟"( من الطريف أنّ المذيع سأله، بعد أن بسط أمامه حقيقة أنّ الأبناء
تصيبهم بركات صلاح الآباء,مستدلاّ بالآية الواردة في سورة الكهف؛(( وكان أبوهما
صالحا)) عما لا حظه فضيلته شخصيّا من بركات القرآن الكريم علي ذريته؟ فأجاب:"
أشياء كثيرة منها نجاح أبنائي في دراستهم، و تقلد احدهم وظيفة ضابط شرطة!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(من (1) الي (10) محمد
الغزالي. "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث" من الصفحة
23 الى 197.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ15ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و في ردّه
على الشيخ الألباني في تحريم الخروج على حكّام عصرنا حتى و لو كان كفرهم بواحا ـ بحجّة أننا في فترة
شبيهة بالفترة المكيّة و أن واجب الإقتداء
برسول الله في تلك المرحلة يقتضي منّا
لزوم السكينة و الرضوخ للطواغيت ــ , كتب
أبو إسراء الأسيوطي في ص 14 من كتابه ما هذا نصّه :" لا شكّ أن الشيخ يعلم
أنّ دين الله قد كمل، و أنّ نعمته قد تمّت و أنه قد كان في العهد المكّي أحكام
نسخت في العهد المدني، منها أنّ الجهاد كان ممنوعا في العصر المكّي ثم فرض في
العصر المدني، و نحن مطالبون بآخر أمر النبيّ صلى الله عليه و سلم. فما مات عليه
النبيّ هو الدين إلى يوم الدين، وليس لأحد أن يعطّل حكما ثبت عن النبيّ بدعوى أننا
في حال يشبه العصر المكّي، و إلاّ لصحّ أن يقول قائل: لا نزكّي و لا نصوم لأننا في
حال يشبه العهد المكي و إنما فرضت الزكاة و الصيام في العهـد المدني "إهــ ثم
يستطرد أبو إسراء :" و من أعجب العجب أنّ الشيخ الألباني قد قال بنفس هذا
الذي قلناه [ امتناع يمتنع بعض الناس عن أداء الزكاة و الصوم بدعوى أنهم يمرونّ في
عصر مكّي ] في شريط كان عنوانه : حركة حماس و اهل لسنة في خان يونس، ففي ذلك
الشريط، سأل الشيخ قادم من خان يونس قائلا : يقول إخواننا هناك : نحن نعتقد فيما
يسمّى بالمجتمع المكّي من الصبر والدعوة، لكن يقول: خان يونس كل أهلها مسلمون و
أحيانا نضطرّ إلى إزالة المنكر باليد, فهل يجوز لنا أن نزيل منكرا باليد...؟ فأجاب[ الألباني]: هذا فيه ضلال مبين[!] لأنّ
إعتبار المسلم نفسه في العهد المكّي، معناه أن يتخلّص من أحكام مقطوع بين علماء
المسلمين بوجوب إتيانها أو بوجوب الإبتعاد عنها، وهذا لا يقوله مسلم أبدا[!!] (1)...
فالذي يحملهم على هذا هو في الواقع جهلهم بالإسلام[!!] (2) و بالقواعد العلمية
الإسلامية التي يتمكم المسلم من أن يتجاوب مع كلّ الظروف التي يعيشها، دون أن يزعم
بأنه يعيش في العهد المكّي أو في مثل العهد المكّي..." (إهـ )، كما استدل
الأسيوطي بكلام شبيه ورد على لسان الشيخ في كتاب عنه بعنوان " حياة الألباني
وآثاره وثناء العلماء عليه" حيث وردت
في الكتاب المذكور (1/ 396) إجابة للشيخ عن سؤال حول التدرّج في عرض
الشريعة جاء فيها قوله: لقد وصلنا الإسلام كاملا متكاملا، ولا يجوز تطبيق بعضه و
إهمال بعضه الآخر أو إختيار ما يناسب الظروف و إهمال ما لا يناسب مع إمكان التطبيق.
فإنّ الإسلام الذي بين أيدينا اليوم يختلف عن الإسلام قبل أن ينزل قوله تعال ((اليوم
أكملت لكم دينكم , وأتممت عليكم نعمتي و
رضــيت لكم الإسلام دينا)) ( إنتهى ه ناكلام الألباني ليعلّق الأسيوطي بما يلي ):
الـمقصود من كلام الشيخ الألباني ونحن بحمد الله لم نقل إلاّ بمثل ما قاله الشيخ،
فالدين قد كمل، والنعمة قد تمّت، و ممّا علمناه يقينا أنّ التشريع قد إنتهى إلى
وجوب الجهاد، و من الجهاد الخروج على الحكّام إذا بدا منهم كفر بواح عندنا من الله
فيه برهان و الله أعلم " إهــ (3) .
رفع التباس :لا يذهبنّ الوهم بالقارىء الحسن الظن،إلى وجود تناقض في كلام
الشيخ الألباني أو رجوع منه عمّا قاله حول
هاته المسألة, فسوء ظنّي بالشيخ و سوء
أدبي مــع أمثاله من العلماء "
الربّانيين"(4) يدفعني إلى التأكيد بأنّ الشيخ في حقيقة الأمر يلبس لكلّ حال
لبوسها، فحين أفتى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بإستثناء الألباني فإن بوسعه أن يقول
ما يشاء، ما دام لا يسأل عمّا قال من قبل أتباعه .
(2) و ما الذي يدفع مولانا الى ذلك؟ هل
هو الجهل بالإسلام ايضا ؟!.
(3)" وقفات مع الشيخ الألباني حول شريط من منهج الخوارج
" ص 16 لأبي إسراء الأسيوطي.
(4) فلقتنا مجلّة" المجتمع " الإخوانية
بإضفاء صفّة ربّاني على كلّ نعل هالك من نعال السلطة . و إذا نظرنا إلى المسألة من
زاوية اخرى ,و افقناهم على إطلاق تلك الصفة. إذا كان المفرد من
ربّانيين هو ربّاني، الزعيم الإخواني جلال الدين ربّاني المتزعّم لتحالف الشمال الذي
جمع تحت راية الأمريكان لضرب حركة طالبان المسلمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
16 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاب القادم من خان يونس بجواز التغيير باليد
ــ الذي هو من الأحكام المدنيّة ــ كان يذهب دون شكّ إلى تغيير بعـض المنكرات العامة التي لا تمسّ أولى
الأمر من قريب و لا من بعيد، (كتكسير آلات اللهو أو تعنيف سيّدة غير محجبة)، أمّا إذا تعلقت المسألة بأولياء
الأمر من قادة فتح الشيوعيين فلا يجوز لهم، ذلك مادام كلّ سكان خان يونس"
مسلمين" ــ و الحمد لله ــ كما ورد ذلك ضمن كلام الشاب السائل. و قد بلغت
السقوط بالألباني ذودا منه عن "اولياء
امور المسلمين "الي حد تحريم اعطاء
الزكاة للمجاهدين الأفغان وقت صراعهم مع الرئيس الشيوعي نجيب الله، بإعتبار ان ذلك
ليس في سبيل الله. فالألباني يذهل آليا عن المنطق و العقل وأحكام الشرع ، و ينسى
ما كتب و قال إذا تعلّق الأمر بالخوارج .( أي الخوارج عليه هو وعلى من شابهه من عمداء المدرسة الأمنية المسماة بأهل السنة و الجماعة .أو على
أولياء الأمور الذين هم ليسوا منّا في قليل و لا كثير ).
كما أحوج الشيخ الألباني صاحبنا الأسيوطي إلى تدريسه حقيقة يعلمها كل
دارس للعلوم الشرعية، وهي أنّ عدم إعلان الحاكم عن كفره، لا يحول أبدا بين
المسلمين و بين قتاله، مادام قد إمتـنع عن
تطبيق بعض أحكام الشريعة، فكتب يقول في نفس الصفحة:" بل اننا نضيف إلى ما سبق
بإفتراض أنّ هناك شبهة في تكفير هؤلاء الحكام الذين شرعوا للناس ما لم يأذن به
الله، فإنّ ذلك لا ينبغي أن يكون مانعا من قتالهم، ذلك أنهم ممتنعون عن تطبيق
أحكام الله. و قد وقع الإجماع على أنّ كلّ طائفة ذات شوكة (1) إمتنعت عن شيء من
شرائع الإسلام المتواترة، فأنه يجب قتالها حتى لو كانت مقرّة بتلك الشرائع غير
جاحدة لها. كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع عدة من الفتاوى و من ذلك قوله
رحمه لله حين سئل عن قتال التتار(2): كلّ طائفة ممتنعة عن إلتزم شريعة من شرائع
الإسلام الظاهرة المتواترة من هؤلاء القوم وغيرهم، فإنه يجب قتالهم حتى يلتزموا
شرائعه و إن كانوا مع ذلك ناطقين بالشهادتين و ملتزمين بعض شرائعه، كما قاتل أبو
بكر الصديق و الصحابة رضوان الله عنهم مانعي الزكاة... كما قال رحمه الله في مجموع
الفتاوى 28/ 502 ــ 503" والدين هو الطاعة، فإن كان بعض الدين لله و بعضه
لغير الله وجب القتال حتى يكون الدين كلّه لله" و قال بن قدامة في الكافي 1/
127: الآذان مشروع للصّلوات الخمس دون غيرها، وهو من فرائض الكفاية لأنه من شعائر
الإسلام الظاهرة كالجهاد, فإن إتّفق أهل بلد على تركه قوتلوا عليه(3)... فكيف إذا
كان هؤلاء الحكّام لا يقرّون أصلا بأشياء كثيرة من شرائع الإسلام؟! كما أن منهم من
يصف الحدود الشرعية بالوحشية و مجافاة روح العصر وغير ذلك كثير ... و لم يكتفوا
بتعطـيل شرع الله و إلزام الناس بالتحاكم إلى قوانين وثنية, فراحوا ينكّلون
بالدعاة إلى الله بين قـتل و تشريد و تعذيب، و إحالته على مجازر وحشية يسمّونها
بالمحاكم العسكرية، و ليس لهم من هدف في ذلك الا القضاء على كل دعوة لإقامة شرع
الله و تحكيم كتابه في
الأرض"إهــ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فما بالك إذا كانت ذات أسلاك شائكة كحال
النظم العلمانية في بلاد الإسلام ؟
(2) التتار
الذين يتحدث عنهم بن تيمية قد دخلوا في دين الإسلام ثم جمعوا شريعة وضعوها هم ــ
الياسق ـ و حملوا المسلمين على التحاكم إليها .
(3) كيف
والحال أن المسلم يساق الي أقبية وزارة الداخلية في بعض بلاد المسلمين من قبل رجال
الأمن و قد يقتل تحت التعذيب. لا لذنب جناه إلاّ مواظبته على صلاة لفجر في المسجد!
ثم نجد الرخويات السلفية بعد ذلك تصاب بالهياج و تنتفخ منها الأوداج، إذا أثير
أمامها حكم الإسلام بضرورة الخروج على
هؤلاء القتلة، بحجة انهم من أولياء أمور شرعيين يحرم الخروج عليهم!, ألا ساء ما
يقدّمون لأنفسهم، و بئس ما يتزوّدون به يوم يهلكون و حين يبعثون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
17ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحصاد
السلفي المرّ
...أطيع الخليفة أطيع والديك
أطيع التنابلة[ البلطجية و المجرمين]
ده مفروض عليك.
يا فلاح بلدنا... يا آخر حلاوة
ما تتعبش عقلك في شغل السياسة
و شوف أنت شغلك
في همّة و حماسة .
وعوّد عيالك فضيلة الرضى
لأنّ أحنا طبعا عبيد القضاء
ورزقي و رزقك و رزق الكلاب
دي موضوع مؤجل ليوم الحساب !
أحمد فؤاد نجم
(من ملاحدة ابناء المسلمين)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
18 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فصل
إعجازان
البانيان آخران
من جملة الحواجز الشهيرة والسلفية الإبتكار،هناك
حاجز حظي بالقبول والإنتشار الواسع في صفوف أتباع الشيخ الألباني ومريديه، فما
تكاد تستنطق أحدهم حتى يلقيه في وجهك و كأنه القى امامك عصا موسى، لأجل ذلك يزداد
عجبه اذا لم تخرّ ساجدا سجود سحرة فرعون حيال ما ووجهت به من حجة سلفية دامغة!أما
ذلك الحاجز الأمني والشرط السلفي فهو إشتراط السلفيين وجود خليفة شرعي من أجل إعلان الجهاد على
العلمانية! فمادام لم يوجد للمسلمين خليفة استحال الشروع في الجهاد(1) . كما يجب
أن يكون لذلك الخليفة( الذي قد يسبقه إلينا مهدي الشيــعة إلى الـنجف و كربلاء، والضبّ
إلى الماء) (2) من إتساع السلطان ما يتيح له أن يقول للسحابة إمطري حيث شــئت
فســوف يأتيني خراجك، كما يجب ان يكون
لذلك الخليفة من الإستقلالية عن الإدارة
الأمريكية، و من فروسيّة كوريا الشمالية(3) ما يمكّنه من سحب أيّ حاكم من حكام
المسلمين أعلن عن علمانيـته من "زمّارة رقبـته" كي يقيم علـيه حدّ الردّة بعد جهاده و كسر شوكته، كما
سحب جورج بوش الأب رئيس بنما نوريغا و حاكمه في واشنطن في ظل صمت دولي مريب ... و
في دفاعه عن ذلك الإفتراض السلفي المستحيل، الذي قد يطير الجمل قبل حصوله و ينطق الفيل،
يقول الألباني الذي جاءنا بقرني حمار(4)
في زمن أستبيحت فيه الديار، وهتكت أعراض الأيامى والأبكار، وعطلت شريعة الإسلام، وأحتل
ببيت مقدسنا شر الأنام، وإنتهكت قواعد العم سام حرمة جزيرة الإسـلام ،وأصاب أمّتنا خزي الدّهر والعار،
حتى تعلّقت آمالها بكلّ ملحد كفّار،أمثال الخميني و صدام حسين المهذار.يقول
الألباني في دفاعه عن ذلك السيناريو السلفي المستحيل:" هبوا أنّ هؤلاء
[الحكام] كفاركفـر ردّة، وأنّهم لو كان هناك حاكم أعلى عليهم، وأكتشف منهم أنّ
كفرهم كفر ردّة لوجب على ذلك
الحاكم [ خليفة المسلمين] أن يطبّق فيهم الحدّ... إذا سلّمنا جدلا أنّ كلّ هؤلاء
الحكام هم كفّار كفر ردّة، ماذا يمكن أن تعملوا؟... ماذا تستفيدون أنتم من الناحية
العمليّة ؟ هؤلاء الكفّار إحتلّوا من بلاد المسلمين(5), و نحن مع الأسف أبتلينا
بإحتلال اليهود لفلسطين فماذا نستطيع
نحن وأنتم أن نعمل مع هؤلاء؟ حتى تستطيعوا أنتم مع الحكام الذين تظنون انهم من
الكفّار ؟ هلاّ تركتم هذه الناحية جانبا، و بدأتم بتأسيس القاعدة التي على أساسها
تقوم قائمة الحكومة المسلمة و ذلك بأتباع سنة رسول الله التي ربّى أصحابه عليها ؟
" إهــ (6) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هذا لو سلّم كهنة
السلفية بكفر العلمانيين من الحكام، وهذا لا يتمّ إلاّ على جثّة آخر سلفيّ .
(2) الضبّ : دابّة
صحراوية من فصيلة الزواحف، لا تشرب الماء أبدا, لذلك جاء في المثل العربي : لا أفعل ذلك حتى يرد
الضبّ.أي لا أفعل ذلك أبد الدّهر .
(3) تحدى حكام كوريا
الشمالية قادة الإدارة الأمريكية بقولهم "أن لنا المقدرة العسكريةعلى مسح الولايات
المتحدة الأمريكية من خارطة العالم" .
(4) جاء بقرني
حمار : مثل عربي . أي جاء بالباطل و ذلك أنّ الحمار لا قرن له . فكأنه جاء بمالا
يمكن أن يكون (المنجد في اللغة ص 979).أمّا القرن الأوّل من قرني حمار الألباني
فإشتراط وجود خليفة تكون له ولاية أي سلطة قرار وتنفيذ على الحكام العلمانيين,
أمّا القرن الثاني فسأطلعك عليه و إن كنت أشرت إليه ــ بعد حين.
(5) الكفار
الذين يعنيهم الشيخ هم النصارى والملحدين والبوذيين المحتلين لبعض بلاد المسلمين.
(6) إن عدم إنضمام الألباني إلى مؤسسة
العلمانية كموظف رسمي، وإكتفائه بالبقاء خارجها ليمارس مهمّة العميل المزدوج
،هو السرّ في إلتفاف الناس من حوله، فلو
شغل الشيخ منصبا كهنوتيا في تلك الحكومات لزهد فيه أهل التديّن السطحي و لأنفضوا
من حوله، و لكنه مادام خارج مؤسسات العلمانية و مادام ــ و هذا الأهمّ ــ يدغدغ
مشاعر مريديه بـــين الحين و الحين من
خلال الحديث عن "حكومة إسلامية" يجعل قيامها يلي سقوطا اختياريا
للكيانات العلمانية قد يسبقه سقوط سنّ
الحسل بمراحل. مادام الألباني قد انتهج تلك السياسة
فإن سوقه لم ينفض في حياته و بعد =
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
19 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما نستخلصه هنا، ان الألباني (بفعل معتقداته السلفية
المميتة)،يعتقد صحّة إسلام قادة العلمانية الحاكمة، ويرى أنّ قتال اليهود في فلسطين
هي قضية المسلمين الأولى. وما دامت جيوش الأنظمة العلمانية مجتمعة قد عجزت عن
تحرير فلسطـين، فكـيف تـقف قـوة المجاهدين حيال جيوش و مؤسسات تلك الأنظمة الأمنية
ذاتها،أنها بلا شكّ أشدّ عجزا من عجز تلك
الأنظمة امام الكيان الصهيوني. وهذا يقتضي من كل مسلم (وجب عليه جهاد تلك النظم)التسليم
المطلق والإنكفاء على تصفية النفوس من الأخلاق الرديئة قبل التوجه لجهاد العدو، وهذا تحليل متهافت
لأسباب عديدة منها :
أوّلا : إنّ عجز المسلمين
عن تحرير فلسطين ( لو سلمنا جدلا بأنها أمّ قضاياهم) سببه خيانات و تواطىء تلك
الأنظمة مع اليهـود و النصارى، و تسابقها لقطع كل يد تمس الكيان اليهودي بسوء ( ما
لم تكن تلك اليد شيعية تقوم بمسرحية بائسة كمسرحية حزب الله في لبنان) و ليس بسبب
قوة اليهود و إمتلاكهم لترسانة عسكرية معتبرة، وخير من عبّر عن ذلك الشاعر أحمد
مطر حين قال معبّرا عن عجز المواطن العربي
أمام قوى الإحتلال الخارجية بفعل تآمر حكامه: أنا اللّهيب و قادتي المطر / فمتى
أستعر؟!
ثانيا : هشاشة الكيانات
العلمانية الحاكمة حيال أيّ حركة مسلّحة تستهدفها، مهما كانت ضآلتها( لقد اربك
جهاد الجماعة الإسلامية بمصرالنظام المصري حيث تركتـه في ترقّب وهلع لسنوات عديدة
رغم محدوديّة أفرادها وضعف قدراتهم, فقد إستطاعت أن توقع في صفوف رجال الأمن و
المخبرين أكثرما أوقعه الجهاز الحكومي من شهداء في صفوفـها، ثم خذ امريكا
وبريطانيا ومن حالفهما من الشيعة، كيف وقفوا عاجزين حيال مقاومة عراقية توخت حرب
المدن وسيلة لمقاومة المحتلين باسلحة فردية بسيطة, و لكن قاتل الله الرعب الذي
زرعته الرخويات السلفية و الثدييات الإخوانية في قلوب المسلمين، حتى اصبح ذلك
الخوف المبالغ فيه شبيها بخوف سيّدة و فأر ضمّتهما غرفة واحدةن فكلّ خائف من صاحبه على الرغم من الإختلال
العظيم في توازن القوى بينهما.
أما السبب الثالث والأهم فوجود" أمور
كثيرة لا يصح الإيمان بغيراستحضاها، يطالب بها المسلمون تجاه من يحكم بكفره سواء
كان حاكما أو محكوما. فمن هذه الأمور البراءة من هذا الكافر وإعلانه بالبغض
والعداوة لكفره... و من هذه الأمور النصح للأمّة ببيان حال هؤلاء الذين يدّعون
الإسلام مع كونهم ليسوا كذلك، فإنّ في تركهم من غير أن يبين حالهم غشّ للأمّة،
وكتمان للحقّ الذي أمرنا الله بالصدع به(1) و من هذه الأمور أن المرتدّين لا تحلّ
ذبائحهم و لا تنكح نساؤهم فيجب على من عرف
حال المرتدين أن لا يأكل ذبائحهم ولا أن ينكح نساءهم و يجب عليه أيضا أن يعرّف من
لا يعلم حالهم بذلك حتى يعاملهم بنفس المعاملة, ومن هذه الأمورأنه يجب على
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
= مماته إلى
ما شاء الله، وهي نفس إستراتيجية الإخوان المسلمين التي أفضنت في شرحها في كتاب
" فتش عن الإخوان" أي تأدية دور كلب الحراسة المنبوذ من البيت و المحتاج
لخدمته في نفس الوقت ( فائدة:الحسل هو الضبّ. ويضرب سقوط أسنان الضب بما يستبعد
وقوعه، لعدم سقوط أسنان تلك الدابّة، يقول المثل العربي:لا آتيك سنّ الحسل, بمعنى
التأبيد أي لا آتيك أبدا).
(1) كيف إذا
إجتمع إلى ذلك الكتمان، وصفهم هؤلاء الحكام بالشرعية، ثم تجميع الناس حول مؤسساتهم
العلمانية و مدّها بأسباب البقاء، ثم السقوط في مستنقع تضليل من أبغض هؤلاء الحكام
أو خرج عليهم من أهل التوحيد، ثم استحلال دمائهم و تأليب الإرهاب العلماني عليهم،
ووصفهم بالخوارج، وهي الصفة التي ألحقها قديما سلفنا المجاهد بمن خرج بدون حقّ على
الحاكم الشرعي العلال، لا شكّ انّ هذا المسلك يشمل على أكثر من مكفّر و العياذ
بالله .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
20 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المسلمين الإعداد لقتال هؤلاء الكفارعند عدم القدرة
على قتالهم, قال ابن تيمية في مجموع الفتاوي (28/ 259) : يجب الإستعداد للجهاد
بإعداد القوّة و رباط الخيل في وقت سقوطه للعجز، فإنّ ما لا يتمّ الواجب إلاّ به
فهو واجب. إلى غير ذلك من الأمور الواجبة تجاه المرتدّين والتي لا علاقة لها بالقدرة
على قتالهم (1) فإذا كان المسلم غير قادرعلى بعض هــذه الأمور فإنّ ما يقدر عليه لا يسقط وجوبه. و قد تقرّر في
الأصول أنّ الميسور لا يسقط بالمعسور، و قد قال النبيّ صلى الله عليه و سلم "
من رأى منكم منكرا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه و
ذلك أضعف الإيمان" فنحن إن لم نستطع إزالة منكر هذا الحاكم الكافر ــ و هو
كفره ــ بإيدينا فإننا ننتقل إن إستطعنا
إلى التغيير باللسان، وهو بيان ما هو عليه من الكفر، و انه يلزمه الإقلاع عنه و
التوبة الى الله ، فالمسلم عليه القيام بما يستطيع في باب تغيير المنكر . " إ
هــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وعلى رأس
تلك الأمور وجوب التوبة الفورية من الإعتقاد بأنّ الحكام العلمانيين المبدلين لشرع
الله هم أولياء أمورنا! وهذا الإعـتقاد هو بوابة الدخول في دين الإسلام, إذ لا دين
لمن إعتقد شرعيّة هؤلاء في الولاية علينا،إذ لا ولاية لكافرعلى مسلم, حتى لو كانت
تلك الولاية معقودة له علينا، فإنها تسقط حال تلبّس الحاكم بمكفّر من المكفّرات، فتحرم إطاعته حتى في تقديم شربة ماء له فكيف بسياقة دبّابة
في جيشه، وذلك إستجابة لقوله تعالى:( ولا تعاونوا على الإثم و العدوان) فتمسكنا
بشهادة لا اله الا الله بمدلولهاالإسلامي لا السلفي المخنث، ستقطع المدد عن
العلمانية الحاكمة، و ستجفف منابعها البشرية حتى تضطر الى استقدام حراس شخصيين
وعساكر وموظفين لبنوكها الربوية و مؤسساتها الأمنية من غير بلاد المسلمين، فيتضح
كفره زعمائها و ينكشف أمرهم. كما سيفقدون بتلك المقاطعة من يقف بجوارهم من رجال
الكهنوت السلفي ليوهم الناس ان هولاء العلمانيين مسلمين،فأن ابت الثدييات السلفية
الا ملازمة الحكام العلمانيين و الوقوف المحرم الي جوارهم فستعامل حينها كما تعامل
الزانيات: تحبس في البيوت(( حتى يتوفاهن الموت او يجعل الله لهن سبيلا)) أو تحاكم
وفق الشريعة الإسلامية، لأن بقاءهم الي جانب
الحكام المرتدين يعد أعظم فتنة تصدّ المسلمين عن فهم حقيقة الإسلام وصميم
الدين الذي هو مقاطعة علنيّة للطاغوت.
فخروج تلك المرضعات السلفية من هيكل الأصنام العلماني او الملكي الفاسد تعد بحق أوّل مراحل" التصفية الحقيقية"لأنها
التعبير الأشد والرسالة الواضحة التي توجه للشعوب المخدوعة لتقنعهم بشكل لا ريب
فيه بكفر حكامهم. كما سيعطي فصل الكهان السلفيين عن المؤسسة العلمانية، درسا عمليا
لعامة المسلمين ملخصه أنّ دخول المرء في دين الإسلام هو رهين انفصاله عن مؤسسة
الكفر و بغض اصحابها،( و إن تعسّر علي المسلم الجهر بكراهيته للنظم العلمانية وجبت
في حقّه الهجرة كما ان على الرجل الشريف ان يهجر بيت الدعارة و يشنّع على أهلها و
يحذر الناس من التعامل مع مومساتها). فالأمر الذي يجدر بأن يوضع في أعلى سلّم
أولوياتنا هو الصدع بكفر القائمين على النظم العلمانية، و إعلامهم دون مداهنة بحكم
الإسلام فيهم وفيمن تعامل معهم، حتى ترسخ لدى المسلمين قناعة أنّ حبّ اليهود والنصارى
المحاربين لا يقلّ إخـراجا من الملّة عن حبّ العلمانيـة و رموزها الحاكمة, و انّ
المصفّق لهؤلاء العلمانيين في محفل ما، قد ضرب في حقيقة الأمر كفّا بكفّ إعلانا
على ذهاب إسلامه كلّيا. و يا حبّذا لو خصّ خديّه وفخذيه ببعض تلك الضربات تعبيرا
على جلل مصابه في دينه! هذه هي معالم المرحلة المكيّة التي عاشها رسول الله و
صحبه، أمّا المرحلة التي يبشّر بهـا الألباني و يدعو المسلمين إلى تبنّي خصائصها السلوكيّة، فلا صلة لها حتي
بدين المهاتما غاندي فضلا عن صلتها بدين الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
21 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من
مشكاة النبوّة
"شرّ الناس، العلماء إذا
فسدوا"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
22 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فصل
ذروة العبث الألباني
ربما إلتمس بعض القراء العذر للشيخ الألباني فقال:
ربما خشي فضيلته من كون خروج بعض
المتسرّعين و المتهوّرين الذين قد لا يراعون في مؤمن إلاّ و لا ذمّة ولا دينا
ولاخلقا، سيسبّب إختلالا أمنيا و يسفر عن
اراقة دماء كثيرة وإنتهاكا للأعراض، و
نهبا للأموال مع إضطراب السّبل و تعطيل الجمع و الجماعات، إلى حدّ نتمنى معه بقاء
حالنا على ما كان عليه قبل ذلك الخروج العشوائي، لأجل ذلك قدر فضيلته أنّ ذلك
الخروج غير مسموح به، إلاّ بعد الإستعداد اللازم، وحشــد الأمة إيمانيّا و عسكريّا
لمواجهة خاطفة لا تصمد حيالها عساكر العلمانية إلاّ قليلا، كي تتولى القيادات المؤمنة
مقاليدالحكم و يومئذ فرح المؤمنون بنصر
الله .
أقول
لمن ذهب إلى ذلك"الظن الخبيث" لقد أبعدت يا سيدي النجعة، وأفرطت في
الآمال الكاذبة ففضيلة اللواء الألباني، لا يرى ضرورة الخروج في أي حال من الأحوال
بل لا يري حتى مجرّد إعداد القوّة، لا بسبب شكّه في كفر الحاكم بل ــ إمسك إنفاسك
ـ بل بسبب شكّه في إيمان أمة محمد قاطبة
بما فيهم فضيلته! و بالتالي شكّه في كون قول الله تعالى(( وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة)) لا
تعنينا !
و عن تلك الهستيريا الألبانيّة كتب الأسيوطي ما يلي :" يــقـول الله
تبارك و تعالى( وأعدّوا لهم ما استطعتم ... و في هذه الآية أمر الهي كريم موجّه
للمسلمين بإعداد العدّة لقتال أعداء الله، و لكن الشيخ الألباني " حفظه الله"
يضع لتنفيذ هذا الأمر شرطا غريبا لا نعلم أحدا سبقه إليه، وذلك حيث يقول كما في
كتاب (فتاوى الشيخ الألباني ص 258):" لمن الخطاب وأعدّوا لهم؟: أعدّوا معشر
المسلمين... معشر المؤمنين بالله حقّا...هل نحن كذلك؟ إذن نحن ما صرنا بهذه
المثابة التي تستحـقّ توجيه الخطاب إلينا مباشرة لأننا لسنا مؤمنين حقّا"(1) .. ثم يتابع موضّحا صفات
المؤمنين المخاطبين بهذه الآية:" ليس من الضروريّ أن يكون هؤلاء يصومون الدهر
و يقومون الليل، لا هذه نوافل، لكن المؤمنين هم الذين يأتون بما فرض الله و ينتهون
عما حرّم الله .(فتاوى الشيخ الألباني ص
258 نقلا عن الشريط 171 "... و نحن نسأل الشيخ من أين جاء بهذا الشرط الغريب؟
وما الدّليل على أنّ الخطاب في الآية هو للمؤمنين حقّا؟..إذن يمكن لقائل أن يقول:
لن أصوم رمضان لأني لست من هؤلاء المؤمنين حقّا الذين يأتون الفرائض كلها، وينتهون
عما حرّم الله، أو يقول: لن أوفي بالعقود و لن أصلّي على النبيّ و ذلك لأني لست
مؤمنا حقّا ... و يالها من مكافأة كبيرة يكافأ بها المقصّرون في القيام بما افترضه
الله عليهم حيث يقال لهم ــ بناء على تفسير الشيخ ـ بما أنّكم عصاة مقصرون في
إتيان الواجبات، فسوف نكافئكم بإسقاط واجب الإعـداد عنكم، و من باب أولى فأنتم
معفون من أمر الجهاد نفسه. بل إنّي سمعت للشيخ شريطا منذ سنوات يقرّر فيه ذلك
بالنسبة للجهاد أيضا. لكن ليس تحت يدي الآن ذلك الشريط لأثبت نصّ قوله فيه.. و
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قال التلميذ لأستاذه:" أبي يقول ان جدنا
الأول قرد! فرد عليه الأستاذ:" تلك
مسألة عائلية تخصكم لوحدكم!" فإذا
كان الألباني يعتقد عدم صحة إيمانه فتلك" مسألة عائليّة" تخصّه هو و من
إتّبعه من فصيلة الدواجن السلفية التي" شابهت القرود و لكن خالفتها في خفة
الأرواح"، و لا يسعنا إلاّ إحترام خصوصية
بيت القردة السلفي، مع شكرنا الله تعالى على نعمة الإيمان والعقل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
23 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحق،أنّ الجهاد والإعداد له، واجبان شرعيان لا
يشترط لأدائهما أن يكون المرء خاليا من المعاصي والذنوب, و قد جاء الأمر بهما أمرا
مطلقا غير مشروط بهذا الشرط الذي إشترطه الشيخ و قد كان من المسلمين من يجاهد و لمّا تكتمل عنده الشروط التي
إشترطها الشيخ، من ذلك ما جاء في حديث البراء رضي الله عنه : أتى النبيّ صلى الله
عليه و سلم رجل مقنّع بالحديد فقال : يا رسول الله أقاتل أو أسلم ؟ قال : أسلم ثم
قاتل، فأسلم ثم قاتل فقتل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :عمل قليلا
وأجر كـثيرا( أخرجه البخاري 2808) فهذا الرجل
قد قاتل بعد إسلامه مباشرة، ولم يطلب منه النبيّ أن ينتظر حتى يكون من
أولئك الذين" يأتون الفرائض و يتركون المحرّمات " و مثله ما جاء في قصّة
أصيرم بني عبد الأشهل، فقد روى ابن إسحاق عن أبي هريرة أنه كان يقول : حدثوني عن
رجل دخل الجنّة لم يصلّ قطّ، فإذا لم يعرفه الناس سألوه من هو؟ فيقول أصيرم بني
عبد الأشهل عمرو بن ثابت بن وقش ... كان يأبى الإسلام على قومه، فلما كان يوم خرج رسول الله إلى أحد بدا له
الإسلام، فأسلم ثم اخذ سيفه فعدا حتى دخل
في عرض الناس فقاتل حتى أثبتته الجراحة قال : فبينما رجال من بني عبد الأشهل
يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به فقالوا: والله إنّ هذا للأصيرم، ما جاء به؟ لقد تركناه و إنه
لمنكر لهذا الحديث, فسألوه عمّا جاء به فقالوا: ما جاء بك يا عمرو؟ أحدب على قومك
أم رغبة في الإسلام؟ قال: بل رغبة في الإسلام، آمنت بالله و برسوله وأسلمت ثم أخذت
سيفي فغدوت مع رسول الله ثم قاتلت حتى أصابني ما أصابني. ثم لم يلبث أن مات بين
أيديهم فذكروه لرسول الله صلى الله فقال إنه لمن أهل الجنّة. أخرجه ابن إسحاق كما
في ســيرة بن هشــام(3/95) و صحّحه الحافظ في الفتح (6/25)(1)...و في حديث أبي
هريرة مرفوعا : إنّ الله ليؤيّد هذا الدين بالرجل الفاجر" أخرجه البخاري... و
من أصول أهل السنة و الجماعة الجهاد مع كل بر و فاجر ومعنى ذلك أن الفاجر من
الأمراء جهاده مشروع وأننا مطالبون بالجهاد معه رغم فسقه و فجوره. و هذا يسقط
الشرط الذي إشترطه الشيخ ... ومن أغرب ما في دعوة الشيخ هذه أنها تخالف قول النبي
صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة من امتى يقاتلون على الحقّ ظاهرين إلى يوم
القيامة ـ أخرجه مسلم 156 ـ فقد أخبر النبيّ أنه لا تزال طائفة من أمته تقاتل في
سبـيل الله، وان ذلك لا يـنقطع حتى آخرالزمن... والمقصود من كلام الشيخ الألباني
في هذه المسألة، هو أنّ أمثالنا من المسلمين في آخر الزمان غير مخاطبين في هذا
العصر بالجهاد والإعداد له، لكوننا لسنا مؤمنين حقّا، بينما تبيّن هذه الأحاديث
أنه لن يخلو عصر من طائفة تقاتل في سبيل لله مهما كان حال الأمّـة من القوّة و
الضعف أو البعد عن شرع الله"(2)
أمّا المؤمنون حقا، أما من لا يمكن أن يتطرّق
الشكّ في إيمانهم في إعتبار الألباني فولاة أمـره الذين حكموا غير شرع الله، رزقه الله شفاعتهم، ولا
حرم صحبتهم الي امهم الهاوية. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من سوء حظ كفّار قريش
أنهم لم يرزقوا بأمثال هاته التحفة الألبانية التي ابتلي بها المسلمون في عصرنا،
حتّي تردّ عنهم الخوارج عليهم من أمثال هذا المقاتل"المتهوّر". و من حسن
حظّ أصيرم بني الأشهل أنه لم يصادف أمثال
الشيخ في طريقه حتى يثبّطه و يزجّ به في ثلاجة "التصفية" الصوفية فيحول
بينه و بين نيل الشهادة !.
(2) وقفات مع الشيخ الألباني حول شريط من منهج
الخوارج ص 62 / 67إبو إسراء الأسيوطي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 24
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فصل
سوء أدب
ألباني إزاء الرسول عليه السلام
قبل أن نغادر مستشفى المجاذيب الألباني، والحسرة
تملأ قلوبنا لكثرة نزلائه، لا بدّ لي أن أثبت ما افتراه الشيخ الألباني في حقّ
رسولنا صلى الله عليه وسلّم، حين قال عنه، وبالحرف الواحد :" لقد عاش عليه
السلام تحت حكم الطواغيت الكافرة المشركة... كان الرسول عليه السلام يعيش تحت
حكمهم و نظامهم و لا يتكلّم معهم إلاّ أن يعبدوا الله وحده لا شريك له " إ
هـ .
و ما
قاله الألباني (طبعا، عن حسن نية سلفية) يعد بهتانا عظيما وجرأة غير مسبوقة على
رسول الله لم نسمعها حتى من مشركي قريش، إذ ليس يخفى حتى عن صبيان المسلمين،
شكوى هؤلاء الزعماء المشركين من رسول الله
لكونه كان يسبّ آلهتهم و يسفّه أحلامهم،أي أنه عليه السلام كان يهين رموز الكفر وقادة الشرك رغم ما
يملكونه من نفوذ وسلطان و كلمة مسموعة في قومهم, و كان يرميهم بالسفّاهة، و يكفر
بمرجعيّتهم الدينيّة، ويستهين بوجاهتم الإجتماعية، و يسمّي حكيمهم وعقلهم المدبّر"أبا
جهل" و يقول عن شريفهم والمقدم فيهم( الوليد بن مغيرة) أنه زنيم أي ابن زنى! (1). ثم تطوّرت مجاهدته
عليه السلام وتحديه لهم، إلى حدّ تهديدهم لا بالتصفية الألبانية المخنثة, بل
بالتصفية الجسدية حينما أعلمهم مباشرة، وهو يأخذ بخناق أبي جهل( وزير الحربية):"
أتسمعون يا معـــشر قريش، أما والـذي نفــسي بيده لقد جئتكم بالذبح" (2/218) قال البيهقي في
الدلائل (2/ 275): و في هذا الحديث أنه صلى الله عليه و سلم أوعدهم بالذبح وهوالقتل
في مثل تلك الحال، ثم صدق الله تعالى قوله بعد ذلك بزمان، فـقطع دابرهم وكفى المسلمين
شرّهم" (2) فأين ذاك الجهاد النبوي الكبير، من إدّعاء الألباني الذي تقشعر
منه جلود أهل الإيمان، من كونه عليه الصلاة والسلام كان" يعيش تحت حكم
الطواغيت الكافرة المشركة"؟! ألم يقرأ الألباني سيرة رسول الله مع قومه؟!( بل
وسيرة كل الرسل الذين امتازوا جميعا بالشجاعة و تحدي عتاة قومهم والإستهانة بهم
وهم فرادى، كقول نوح لقومه" أجمعوا كيـدكم جميعا ثم كيدوني جميعا و لا تنظرون"
فكم يفعل الجاهل بنفسه[ و بمن يحب] ما لايفعله عدوّّ بعدوّه. ففي حين يفتخر الشاعرالجاهليّ
بأنّ قومه لم يحكمهم ملك قطّ ( أبوا دين الملوك), منزها اياهم عن قبول العيش تحت
حكم الملوك المتسلطين، رافضا بقوّة ذلك الضرب من التديّن الذليل لبشر مثلهم (3)
نجد الألباني يصم سيد البشريـة، بالإستكانة الي ذلك النوع من العيش المهين! ثم
أعجبوا معي من إستهانة الألباني بأمر رسول الله كفار قريش بعبادة الله تعالى!! و
كأنّ كلمة عبادة قد ضمر معناها وهان شأنها،
حتى كانت تعني أمره عليه السلام كفّار قريش بأداء الشعائر التعبّدية ثم تركهم وما
يقدّسون من اصنام، وما يتّبعون من هوى، كي يتفرغ بعد ذلك التبليغ الألباني البائس،
الي تصفية سلفية بوذية. وأنّى للسـلفية الجهولة ان تـــسمح للألباني بــادراك ان
أمره عليه السلام
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) (( عتل
بعد ذلك زنيم)) قرآن .
(2)"وقفات
مع الشيخ الألباني حول شريط من منهج الخوارج" ص 69 إعداد إبو إسراء الأسيوطي
.
(3) كما تمرّد الشعراء
الصعـاليك أمـثال الشنفرى و سليك بن السلكة و تأبّط شرّا , حيث خرجوا ــ أو أخرجوا
بسبب كثرة احتجاجاتهم ـ على نظم الجاهلية الفاسدة، بعد ان أبت عليهم كرامتهم معايشة أوضاع جائرة أقـــرّت التفاوت الطبقي
المشين, فكان ديدنهم الإغارة على الأغنياء و ردّ أموالهم المسلوبة على مستحقيها من
المعوزين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
25 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قومه بعبادة الله كان
إعلانا لا لبس فيه عن خروجـه عن الـشرعيّة القرشية الحاكمة،التي أدركت بدورها ان
دعوة محمد لعبادة الله لا تعني غير نسف بناهم الإجتماعية والإقتصادية والدينيــّة،
لأجل ذلك واجهوا دعوته، ولأول وهلة، بكلّ تلك
الشراسة وكل ذلك الرفض القاطع... ثمّ ما هي الجناية التي تعرّضت بسببها سميّة و ياسر رضي الله عنهما إلى
الموت تحت التعذيب (الذي اصر ابو جهل على ممارسته بنفسه)(1) ؟ هل كانت الخروج
المسلّح على سادة قريش؟ أم كانت جريمتها إعلانهما عن"عبادة الله" التي
كانت تعني الدعوة العلنية لخلع طاعة حكّام قـريش و البراءة من مرجعيتهم العقائديّة
و هيمنتهم الساسية، والسعي الي تجفيف منابع مؤسساتهم الكفرية من خلال إعتزال
منظومتهم الكفرية، مما ينجر عنه توهين تركيبتها البشريّة، وخلخلة بنيتها
الإقتصادية المعتمدة على العبيد كوسيلة إنتاج اوّلية( أولئك الذين شكل منهم محمد القاعدة
العريضة لمشروعه التحرري).
ثم أيّ شيطان مريد أوحي للألباني، بأنّ الفترة المكيّة التي عاشها رسول
لله صلى الله عليه وسلّم كانت فترة تكوين عقائدي فلسفيّ تجريديّ بارد، أو فترة
تصفية كما يسميّها هو(2), فلو كانت كذلك، لما
كان بيت الأرقم بن أبي الأرقم مقرّها السريّ
الذي يحفظ روّادها من بطش المخابرات القرشية، بل لكان الحرم المكّي و اندية قريش،
هي ساحاتها المكشوفة و ميادينها العلنيّة.(كما هـي حال مدرسة الشيخ الألـباني
العلنيّة الذي أتخم فيها تدريسـا وشبع فيها إستعراضا و تدوينا و تسجيلا و بسطا
مريحا و ممـلاّ لفكره الكهنوتي الغريب عن دين محمد،كما شبع فيها إستقطابا و تجنيدا
لجموع المريدين من ضعاف الأحلام، والمستسمنين لذوي الأورام(3) كل ذلك على مرأى و
مسمع من جلاوزة النظام، وجيـوش مخابـراته اللئام، المتعـاقبين على شهود دروسه بانتظام في المساجد
والأماكن المفتوحة للخاصّ والعـامّ, تعاقب الكرام الكاتبين على الأنام، دون أن
يثير فيهم كلام الكاهن الألباني شعور التوجّس و الرّيبة من دعوته الدون ماهاتما غاندية (4) التي كانت تتنزل
علي افئدتهم بردا وسلاما. دعوة حملتهم دون
شـكّ على الرقص من شدة الطرب لتحقيقـها ما
يزيد عن الغاية والأرب، ثم التهليل لهذه التحفة الألبانية المتمثلة في شيخ مبشّر
بالبدعـة الصلعاء والخطة النكراء. شيخ أمني يعدّ
فليتة زمانه في حكمه على ذات الصدور
حسبما يشتهي المجرمون، فتراه تارة يهب
صكوك الغفران للعلمانـيين المحاربين، وطورا يشكك في ايمان من بذل مهجته لنصرة الدين.
شيخ ليس له من خيار يبشـّر به الشعوب الإسلامية المنكوبة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سامح الله سمّية عمّار بن ياسر
رضى الله عنهما و غفر لهما, لقد أستشهدا تحت التعذيب قبل أن تتمّ عمليّة التصفية
الألبانيّة بالنسبة لهما! فلقيا الله تعالى غير" مؤمنين حقّا". لأجل ذلك
فإنّ الأخوّة الإيمانيّة تقتضي من تلامذة
الألباني النابهين ــ يوم يمنّ الله عليهم بالإيمان بعد عمر طويل ــ التطوّع بتلفّظ
شهادة التوحيد بالنيابة عـنهما، لكونهما رضي الله عنهما ماتا في فترة مكية" تصفوية. و ذلك أخذا بسنّة
العلامة أبي قطيفة, والعلاّمة الطبلي, و شيخ الإسلام أبي كلير!( عن المرزبان قال :
قال أبو عثمان البصري : كان إخوة ثلاثة أبو قطيفة و الطبلي و أبو كلير وهم ولد
غياث بن أسيد ,فأمّا أحدهم فكان يحجّ على
حمزة بن عبد المطّلب و يقول : إستـشهد قبل أن يحجّ ! و لآخر يضحّي عن أبي بكر و
عمر و يقول: غلطا في ترك الأضحية! والآخر يفــطر عن عائشة أيّام التـشريق و يقول
غلطت في صوم أيّام العيد "! ــ كتاب الحمقى و المغفّلين لإبن الجوزي ص 150 )
. حبّذا لو تزّوج أتباع الألباني عن سيدنا عيسى عليه السلام !
(2) التصفية
مصطلح صوفي خالص، و هي تصفية للقلوب من
بقايا الإيمان بالله ومن الكفر بالطاغوت .
(3)
"يقال استسمن فلان ذا ورم: أي حسب
المتورّم سمينا و أستعظم ما ليس عظيما، يضرب لمن يغترّ بالظاهر المخالف لحقيقة
الواقع " المنجد في اللغة ص 992 بتصرّف .
(4)
كانت دعوة عابد البقر المهاتما غاندي تدعو الي المقاومة( بخلاف خطة الألباني
التي تدعو لقبول الضيم و مباركة المجرمين)
رغم تبنيها سياسة اللاعنف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
26 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأشباهه من موانع الحمل
السلفية، غير الجدع أو الخصاء, أوقل غير خصلتي أمّ عامر العرجاء (1) العيش صاغرا
أو الموت كافرا بعـــد اصـدار مرسوم حرمان سلفي في حقه .
لقد كـان العهد المكّي، وعلى خلاف التصورالألباني
القاصر، عهد حركة وجهاد و تعبئة و شروع
جادّ في
تنفيذ وعيد الذبح، من إجتماعات سريّة، ومن إرسال بعض الأتباع المضطهدين إلى أرض المهجر
ـالحبشة ـ(2)، ومن عقد الإجتماعات بجهات خارجية"( حسب القاموس الأمني للإرهاب
العلماني) قصد تجنيدها، ثم دراسة إمكانية توفير تلك الجهات الخاجية لأرضيّة صالحة
للكيان الإسلاميّ المرتقب ـ بيعة العقبة الأولى والثانية ــ ومن إتصالات بزعماء
القبائل وعرض الدعوة عليهم، مع إعلامهم بوشوك الإشتباك مع كفّار قريـش، سبرا منه
عليه السلام لمدى إستعداد تلك الجهات للوقوف معه في تلك المـواجهة المرتقبة وبذل
كلّ شيء لوجه الله دون ترقّب مغانم دنيويّة مهما كان نوعها، أو نكوص تلك الجهات عن
ذلك. هذا بالإضافة إلى ما حدث في ذلك العهد المكي من مفاصلة تامة مع الكفّار بعد إعلان
البراءة منهم، ومن اصرار محمد وصحبه على مواصلة إستفزاز القيادات القرشية، والتحرش
بها من قبل الرسول حينا، ومن قبل اصحابه الفدائيين حينا آخر.( من قبيل تلك الإستفزازات،
تلاوة القرآن الكريم ــ الذي حولته السلفية من بيان ثوري الى بكائيات تقرأ على
قبور الموتي ــ من قبل أبي ذرّ و عبد الله
بن مسعود، في ظلّ بيت الله تحت سمع
المشركـين و بصرهم، ثم إشتباك الصدّيق أبي بكر مع كفّار قريش دفاعا عن خليله رسول
الله. هذا مع تضحية الصحابة بصنم الوحدة
الوطنية بعدم " مراعاة المشاعر الدينية لشركاء الوطن و اخوة العروبة " من
خلال إهانة أوثان قريش إلى حدّ التبوّل عليها أو تعليق جيفة كلب برقابها (كان أبو طالب
يأمر عليّا بسكب اللبن على صنمه المعبود فكان عليّ على حداثته يشرب اللبن ثم يتبوّل
على الصنم!).إلى غير ذلك من ضروب التحّدي المكشوف. فأين جهاد( محمد رسول
الله و
الذين معه) و تحديهم للطاغوت القرشي، ممّا إفتراه عليهم الألباني الذي حالت سلفيته
العمياء بينه و بين استيعاب ماهية لااله الا الله، فعاش وهلك دون لم يسمع له
الطاغوت ركزا، بالغا من القماءة والخساسة حدّ جعل شعاره" من السياسة ترك
السياسة"!!(3) أين سيرة هؤلاء ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أعني
المثل العربي :عرض علي فلان خصلتي الضبع، إذا خيّره بين خصلتين ليس في واحدة منهما
خيار و هما شيء واحد, تقول العرب في أحاديثها: إنّ الضبع( و كنيتها ام عامر) صادت
ثعلبا, فقال لها الثعلب: منّي عليّ أمّ عامر!, فقالت : أخيّرك بين خصلتين فأختر
أيّهما شئت فقال: و ما هما ؟ فقالت ؟ إمّا أن آكلك وإمّا أن أمزقك . فقال لها
الثعلب : أما تذكرين يوم نكحتك؟ قالت : متى؟ و فتحت فاها فأفلت الثعلب!( مجمع
الأمثال ج2 ص 18 للميداني). ولكن أنّي لأسرى ثلاجة الألباني ذكاء الثعلب للتحرّر والإنعتاق
من نير فكره السلفي المعيق والمعاق, وأتّباع الحقّ و التأسّي بسيرة السلف الصالح في جهادهم للطغمة
القرشية الكفورة ؟.
(2) ليس هروبا
من حاكم مصري كفور للإحتماء بحاكم خليجي يعادله كفرا، كما يفعل قادة الإخوان"
المسلمين" وعلى راسهم القرضاوي المهين، بل إستعدادا للحشد ثم للإنقضاض.
(3) كتب السلفي محمد سرور زين العابدين في مجلته
" السنة"العدد90 نوفمبر 2002 في رثاء صنوه الألباني:" رفض الشيخ
تأسيس حزب او جماعة, و كان بعض تلامذته يلحّون عليه في هذا الطلب و كانت له اقوال
مشهورة في ردّه عليهم منها قوله: كل ميسّر لما خلق له، وقوله من السياسة ترك
السياسة " إهــ
( طبعا فالإهتمام بالسياسة يعد سلفياّ فرض كفاية
اذا قام به البعض سقط عن الجميع!، وقد خلق له صنف معين من الناس ليس ضمنهم
اللألباني، لأنه لا يعدّ من افراد العائلة المالكة ذات النسب القرشي أو ذات القوة
الغاشمة التي فرضت بها نفسها على الشعوب، و بالتالي فقط سقط عنه التكليف سلفيّا،
هذا بالإضافة الي أن التدخل في شؤون الحكم ليس من الإسلام في شيء، و بذلك يقدّم
الشيخ نفسه للعلمانيين الحاكمين كمقياس للمسلم الصالح الذي يحاجون به كل حام حول
حمى السياسة المحظور، كما يهب الشيخ العلمانيين
ذريعة للتنكيل بكل فرد أو جماعة " تستغل الإسلام كذريعة للعمل السياسي
و تسعى لفرض أساليب العصور الوسطى على الناس". أما تأسيس حزب سلفي، فأمر لم
يكن يرغب فيه وقتها رغبتهم فيه ايامنا هذه، حيث تحزبت بعض الجماعات السلفية , و دخلت
برلمانات اولياء امورها, إثر أوامر صدرت
من الحكام, بعد ان كثرت انتقادات الإدارة الأمريكية لهم بالمبالغة بالتفرد
بالحكم و بتهميش =
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ27
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العظام ( محمد و صحبه) ممّا يدعو إليه الألباني من
تلبيسه على المسلمين حقيقة دينهم، ومن
تحريفه الكلم عن مواضعه. و من تأويله السخيف لكتاب الله و لحديث رسوله، بما لم
ينزل الله به من سلطان؟ ويا ليت الألباني التزم بترك السياسة بالكلية،فلزم
مغارة في جبل، ولم يظاهر العلمانيين على أهل التوحيد ولم يدع الشعوب الإسلامية الي
الإلتفاف حول نظمهم الإرهابية وإمدادها بأسباب البقاء، و الذوبان فيها إلى حدّ إستحال معه التمييز بين
معسكرالكفر والإيمان، خصوصا و إنّ الحكام العلمانيين ورجال مخابراتهم المجرمين، قد
إنتهزوا فرصة إختلاط المفاهيم، و تسمية المجاهد بالضال الأثيم و العلماني الكفور بملتزم
الصراط المستقيم, لسبق الموحدين إلى المساجد، و مزاحمة من فيها من راكع و ساجد، مادام دين سيد الأنبياء ( كما أشاع شيخ الإرجاء
وأصل البلاء)،هو فقط الركـوع و السجود، و لو إقـترن ذلك الركوع والسجود، بموالاة
النصاري ومظاهرة اليهود، و نبذ شرع الله و ترك تطبيق الحدود، وذبح من نادي
بإقامة الدين والعمل بسنة خير المرسلين. وكأنّ الألباني لم يبلغه أن النبي عليه
السلام لم يعبأ بطواف كفار قريش حول الــبيت الحرام بل عدّ تلك
العبادة الصورية من ضروب العبث الذي لا طائل من ورائه، ما لم تقترن بتوحيد الله وإ
طاعته.و ياليت شيخ الألبان سكت على الباطل من القول فلم يندّد باهل التوحيد ولم
يحرض عليـهم كل جبار عنيد، وهو ما ختم به عمله قبل أن تخترمه رسل المنون، و سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون .
إنّ الوضعيّة المشينة التي وصم بها الألبانيّ خاتم
الأنبياء هي عين ما عاش و مات عليه محدث السلفية
العمياء. حتى وكأنّه حين تحدّث عن النبي كان يصف نفسه، وذلك حين قال:" كـان
الرسول عليـه السلام يـعيش تحت حكمـهم و نظامهم و لا يتكلّم معهم إلاّ أن يعبدوا
الله وحده لا شريك له " مع إضافة تتمثل في كون الألباني لم يتكلّم مع أولياء
أموره العلمانيين عن عبادة الله وحده، و لم يعرض عليهم دعوة الإسلام الصحيح، ولم
يحدثهم عن حكم الشرع في من حكّم قوانين النصارى وشنق المنادين بشريعة الرحمن، بل
ذاد عن الحكام المجرمين ذود زهير بن أبي سلمى عن حوضه بسلاحه, ونظر اليهم بعين العاشق
الولهان، واعتنق في التماس المعاذير لهم، و حسن الظن بهم مذهب الفنان فريد الأطرش، الذي بلغ به حسن الظن
بحبيبه المتخلف عن موعده الى حد الإعتقاد بأن اليوم الموعود هوالذي لم يأت!(1).
والجنون السلفي فنون،(و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= احزاب المعارضة فسارعت
دول الخليج خصوصا الي ادخال
الثدييات السلفيية إلى تلك البرلمانات لملء أكثر عدد من مقاعدها قبل ان يشغرها اهل
المعارضة من العلمانيين، و قد حاورت مجلة
الوطن العربي احد هؤلاء الخشب البرلمانية المسندة من السلفيين فسالته عن دوره في البرلمان فأكد لها عدم تفكيره في الوصول للسلطة! أما قول الألباني من
السياسة ترك السياسة فينم بوضوح لا لبس فيه عن
رؤية كنسية لا غبار عليها للدين
ودوره في الحياة.
(1) قالت لي بكره ودا
أحنا بكره
لو صدقت تبقى مش بيعاني
لو خلفت تبقي مش ناسياني
ح أقول بكره هو الي ما
جاشي و استني
ليه ما استتناشي لحد
بكره!!
(من اغنية قالت لي بكره)
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
28 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فصل
سذاجة
سلفية قاتلة
جاء في كتاب "وقفات مع الشيخ الألباني ص
6 لأبي إسراء الأسيوطي " مانصّه:"
إنّنا نبرأ إلى الله عزّ وجلّ من أولئك المبتدعة الذين يعادون الشيخ و يبغضونه
لأجل تمسّكه بالسنة و دفاعه عن العقيدة الصحيحة، نسأل الله تعالى ان يجعل خلافنا
معه في إطار أهل السنة والجماعة(1)، أهل الحقّ و العدل الذين هم على ما كان عليه
النبيّ صلى الله عليه و سلّم و أصحابه " إهــ
أعجبوا أولا من شكوى الأسيوطي من المبتدعة إلى
أحد اكبر أعلامهم في عصرنا الحديث، ثم اعجبوا معي مرة اخرى من هذا الأسيوطي المتكلّم
بلسان"الجماعة الإسلامية" التي شنق شبابها وهتكت أعراضهم وأعراض بناتهم
و نسائهم وأمهاتهم، وصودرت أموالهم بموجب فتاوى أمثال الشيخ الألباني" المدافع
عن السنوة النبويّة، والمتمسك بالعقيدة الصحيحة "! وسؤالي له كالآتي: هل يصحّ
عقلا وشرعا الإيمان بالشيء و نقيضه، و بصفة أوضح، هل يعقل أن تجتمع في إمرأة مـا
عفّة مريم عليه السلام، وفجور مونيكا صاحبة كلينتن؟ و بالتالي،هل من الممكن أن
يكون دفاع الألباني عن أصحاب الكفر الصّراح هو" تمسّك بالسنة ودفاع عن العقيدة
الصحيحة" و خروجك على هؤلاء العلمانيين
ــ هو ايضا تمـسّك بالسنة ودفاع عن العقيدة الصحيحة" ؟! فهل ان العقيدة
الصحيحة تسمح لصاحبها بمساندة الطواغيت كما فعل الألباني بالقدر الذي تسمح لك ايضا
بالخروج عليهم؟ اللهمّ إلاّ إذا كانت تلك السنة النبويّة والعقيدة الصحيحة التي تتكلّم
بإسمها أرخص من مياه النيل المتاحة لكل
عابر سبيل، يأخذ منـها السكّير ليمزج خمره المعتقة، كما يغترف منها أهل التوحيد
لإتخاذها شرابا حلالا. أو وكالة مهجورة
بلا بوّاب يتخذ الفاجر من أحد
طوابقها بيت دعارة علنيّة، ويتخذ التقيّ من طابقها الآخر مدرسة قرآنية ... و لكنها الحماقة السلفية
السنيّة القادرة على ابتلاع المتناقضات دون اعمال رأي أو تفكير. و الوقوف في صف
علي و معاوية في نفس الوقت. ثـم عن أي حقّ وعدل يتحدّث هذا الأسـيوطي المتكلّـم بمنطق جماعة"
الإخوان" والحال أن الألباني قد إختار الوقوف في صفّ الــتزوير والبهـتان، وأنحـاز
الي مــعسكر
الكفر والعدوان؟. ثم ّ إذا كان دفاع الشيخ عن
المشركين، والوقوف جهرة في صفّهم، والسكوت
عن تعطيل حكم الله و حدوده و غضّ النظر عن موالاة العلمانيين لليهود و النصارى، وإتهام
من خرج على هؤلاء بالضلال, و تعطيله الجهاد و حظرالإستعداد له، وإتهام الرسول بأنه
إستكان وعاش تحت حكم الطاغوت، إذا كانت كل تلك الموبقات هي مجرّد" إختلاف في
بعض المسائل العلميّة" لا يثير حفيظتك و لايفسد بينك و بين الشيخ للودّ قضيّة،
فما هو وجه الإختلاف الرئيسي بينكما،
والحال ان الشيخ لا يختلف عن حسني مبارك( فرعون مصر) في تحديده ماهية الإسلام، و
دوره في الحياة، و في سوء ظنه في المنادين بإحياء ما درس منه؟ إنّ هذا لشيء عجيب.
وأعجب منه بمراحل أن يصدر من متكلّم بإسم
الجماعة الإسلامية بمصر.
فما كان يحل للأسيوطي أن يعلن براءته إلى الله عزّ و جل من"
أولئك المبتدعة الذين يعادون الشـيخ و يبغضونه لتمسّكه بالسنة النبويّة ودفاعه عن
العقيدة الصحيحة" لأجل ما في عداوة الشيخ و بغضه من إيمان بالله و كفر
بالطاغوت هذا أولآ, ثم لأنّ الشيخ السلفي,
قد نسف كلّ أرضية مشتركة يقف عليها معه كل
من قال ربيّ الله، و لو كانت أضيق من سمّ
الخيــاط .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
29 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(و لكم وددت لو كنت حمّلت نفسي فيما سلف من الدهر مشقة الإطلاع على ما هذي به الألباني
في دروسه الأمنية وما كتبه وما أفتى به، لأكون قد بعثـت إليه بما أكتبه الساعة، وهو
لا يزال على قيد الحياة تقـرّبا مني إلى
الله في ايذائه، كما آذي و ما يزال يؤذي
الموحدين بتراثه المسموم . و حين أبغض
الشيخ و دعوته المتشنّّجة لمساندة الطاغـوت واصراره على تأبيد آلام الأمّة و قطعـه الرجاء في
تغيير ما بها من ذل و صغار، واحتلال الديار، و تسلّط العلمانيين الكفار، فانما ابغض تلاعبه بدين الله لا " تمسكه
بالسنة و دفاعه عن العقيدة الصحيحة " و إلا فاني قد ضللت و ما كنت من
المهتدين،لأن السنة النبوية بريئة من عبث الألباني وتصوره المدمّر للإسلام و
وظيفته في الحياة، براءة موسى و المسيح من
شرك اليهودي و النصراني، وبراءة عليّ والحسين
من شرك الشيعي العراقي واللبناني و البحريني و الإيراني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: كتب هذا الجزء من الرسالة في زمن لم أكن فيه على
اطلاع بالخلفية السلفية للجماعة الإسلامية
التي لم تكن تتبنى موقفا نبويا خالصا في مواجهة طواغيت مصر و سدنته المعممين، بسبب إعتمادها
رؤية سلفية قاصرة فرضت عليها الوقوف على ارضية مشتركة مع طائفة اهل السنة و
الجماعة. وقد سقطت الجماعة الإسلامية بمصر
اخيرا نتيجة رؤيتها تلك و" تاب" كبار رموزها، و نضموا الي حظيرة
الجماعة( دين الملك) من جديد... إن تمسك
الأسيوطي بتعاليم اهل السنة و الجماعة في ضرورة احترام امثال الألباني رغم مظاهرته العلمانيين، هي التي حملت( الجماعة
الإسلامية) في نهاية المطاف على القاء السلاح و إبداء الندم عن جهاد الحكام, قبل
ان تسمي الهالك انور السادات بالرئيس الشهيد!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
30 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فصل
نسور و ضفادع
يعد سيد قطب أشهر ضحايا تسلط الالباني على العلماء العاملين (1) فقد تجاوز طعنه عليه الى حدّ تكفيره بحجة اعتناق الشهيد عقيدة الحلول و
الإتحاد ووحدة الوجود ( أي ان الله يحل في اجسام المخلوقات و ان كل ما تقع عليه العين هو الله ، تعالى عما يقولون!!)
فلو كان الشهيد يؤمن بالحلول و بوحدة
الوجود لما قبل العفو الذي عرضه عليه جمال عبد الناصر لقاء تقديمه طلب تخفيف حكم الإعدام
الي سجن ( يليه إفراج لأسباب صحية). و لما كان قال لمن جاء يطلب منه ذلك " ان
سبابتي التي تشهد لله بالتوحيد لا تكتب توسلا
لطاغية". و لكان لقال لعبد الناصر بدل ذلك" أنت هو.., وهو أنت
... انت ربي " و لمّا عذب عذابا شديدا قبل شنقه. ولو كان سيد قطب يؤمن بوحدة
الوجود، لكان صوفيا تعيسا ولما كتب حرفا واحدا عن ظلم الحكام و كفرهم و ضرورة مواجهتهم بكل ما
يكرهون و يكره الألباني " وقد اثبت الشيخ الألباني ذلك الإتهام الباطل في مقابلة له مع مجلة المجتمع(2) العدد 520 السنة 1401 يقول فيها
: ان قول سيد قطب في تفسير سورة الإخلاص و اول سورة الحديد هو عين القائلين بوحدة
الوجود، حيث قال ما نصه كما في ص 23 من " مجلة المجتمع" " ظاهر
كلامه تماما انه لا وجود الا وجود الحق، و هذا هو عين القائلين بوحدة الوجود، كل
ما تراه عينك هو الله، و هذه المخلوقات التي يسميها اهل الظاهر مخلوقات ليست شيئا
غير الله، و على هذا تأتي بعض الروايات التي تفصل هذه الضلالات الكبرى بما يرى بعض
الصوفيين ... نحن لا نحابي في دين الله احدا، نقول هذا الكلام كفر " ( انظر رسائل السقاف
ج1ص39 طباعة دار الرازي عمان الأردن).
و قد سبقت الزواحف السلفية الأزهرية الألباني
بتسمية المجاهد سيد قطب بمسيلمة الكذاب، انتصارا
للحكام العلمانيين الذين سحبت منهم شهادات الإسلام المزورة التي وهبتها لهم
السلفية المتواطئة، بفعل كتابات سيد قطب التي افاضت في شرح التوحيد و نواقضه و موقف المسلمين ممن دعاهم الى التحاكم الي غير
ما أنزل الله. و لكن الدناءة السلفية التي لا حدود لها، هي التي دفعت بالألباني
الى ما اقترف دون وازع من خلق او رادع من دين، ودون أدنى معرفة بما كان يهرف به، لأن أدبيات
سيد قطب قد ذكرت الحلول والإتــحاد ووحدة الوجـــود في معرض النقد (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)" لقد شاع و ذاع بين افراد هذه
الأمة ان الشيخ الألباني كثير الميل نحو التهجم على العلماء العاملين و غيرهم ممن
انتسبوا الي العلم، كثير الشغف بالحطّ من كرامتهم، بصفته احد أدعياء العلم، تحيطه
ثلة من البسطاء اصابها الدهش والعته. وهذه الجماعة من اتباعه و مأجوريه أتـيه و
ابسط الناس في مقام السنة"(من مقدمة ناشر كتاب أرشد السلفي"الألباني
شذوذه واخطاؤه") .
(2) لا عجب ان يصدر تكفير سيد قطب من
" مجلة المجتمع " أكبرمنبر المنبر للإخوان المسلمين فلطالما حاولت الزواحف الإخوانية التخلص من
" وصمة" انتساب الشهيد إليها، خصوصا وهي تتملق الغرب و تـتثنى امامه
تثني الراقصة اللعوب، سعيا منها لدخلهم
برلمانات العلمانية الحاكمة, وقد أدركت المومسات الإخوانية أخيرا تلك الغاية
الخاسرة، فهاهي تدخل تحت المظلة الأمريكية بعد سقوط القرضاوي ( انظر الرسالة الولى
من كتابنا فتش عن الإخوان) في مظاهرة النصارى و تشنيعه على سيد قطب و نقد مسلكه
"التكفيري"!!( انظر الرسالة الثالثة من كتابنا كوكتيل سلفي تجد فيه
تحليلا لمقالة محمد عباس "هجوم القرضاوي على سيد قطب مذهل")
(3)
" و من افضل ما كتب سيد قطب كتاب " خصائص التصورالإسلامي" و الذي
ظهر جزؤه الأول في حياته، واخرج اخوه الإستاذ محمد قطب ـ حفظه الله ـ جزأه الثاني، و هو كتاب عظيم القدر في تقرير جملة
من اصول الإعتقاد معتمدا على نصوص القرآن الكريم بالمقام الأول، مؤيدا لها بحجج
العقل الظاهرة، ردا على مقالات المخالفين و المنحرفين، و فيه ردّ صريح على اصحاب
مدرسة وحدة الوجود و الحلولية، و حديث واضح عن الفروق العظيمة =
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
31 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و
كان على الألباني إشغال نفسه( بعد تحريمه الحلي و خواتم الذهب على النساء)(1) بالتنقيب عن حديث يجيز لأمة محمد ركوب الدواب
السلفية المعممة، بدل الحمير المطهمة و البراذين،
ليقولوا بعد تمكنهم من الإستواء على ظهورها " سبحان الذي سخر لنا هذا
و ما كنا له مقرنين ".
كما استمعت الى شريط يقول فيه الألباني عن
سيد قطب ما يأتي نصه:" له كتاب العدالة الإجتماعية، لا قيمة له
اطلاقا"إهــ . و الحال ان العدالة الإجتماعية نفسها هي التي "لا قيمة
لها اطلاقا" في المنظور السلفي، لأنها ليست مدرجة على
جدول اعمالهم الكهنوتي ،ولا شأن لهم بها تحققت أم ذهبت الى الحجيم.
فيا مـوت زر ان الحياة ذميمة و يا نــــفس
جدي ان دهرك هازل
بعد أن
طاولت الأرض السماء سفاهة و
فاخرت الشهب الحصى و الجنادل
إن
قلامة ظفر من سيد قطب رحمه الله لهي عند
الله و الذين أوتوا العلم خير من ملء السماوات و الارض من امثال الألباني الذي ملأ
اسمه الآفاق، و صدق في شأنه المثل القائل تسمع جعجعة و لا ترى طحنا، لأن أمتنا لا
تحتاج في وضعها الراهن الى حمير تحمل اسفار امن المحفوظات (يغنيك عن حفظها ثم استحضارها
اسطوانة بلاستيكية ــ ديسك ـ تزن بضع
غرامات) في حين انها تغض الطرف عن الكفر العلني بالله و الزندقة المكشوفة و الظلم
الإجتماعي البيّن, لتشغل نفسها بنبش المرويات لتلد بعض مخاضها فأرا ميتا،
بتصحيحها حديث "لحم البقر داء" كما فعل الألباني الذي ذهل عن الطواغيت،
و تفرغ للطعن في عالم مجاهد ضرب المثل في شجاعته و استعلائه الإيماني .
فلكم
تحتاج امتنا التي احاط بها الموت من كل الجهات،
الى السلفيين التائبين بدل الفنانات التائبات ليعم الخير و ترتفع المعاناة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= بين
الخالق و المخلوق و بيان ان هذا من اعظم خصائص عقيدة التوحيد كما بينها
الإسلام ... و الذي ادين الله به ان الأستاذ سيد قطب من ائمة الهدى و الدين، و من دعاة الإصلاح و من رواد الفكر الإسلامي،
سخر فكره و قلمه في الدفاع عن الإسلام و شرح معانية ورد شبهات اعدائه و تقرير
عقائده و احكامه على وجه قل من يباريه او يجاريه في هذا الزمان. و كتابه
"الظلال" يعتبر اضافة كبيرة لدراسة التفسير، استطاع ان يستوعب كثيرا مما كتبه المتقدمون و ان يبني عليه رؤيته
الخاصة المتميزة و فهمه الثاقب و درسه الغزير ..."إهــ د.سلمان بن فهد العودة من موقعه الإسلام اليوم
دوت نات بتاريخ 22/6/1421 ( جاء مقاله جوابا عن سؤال حول فكر سيد قطب ... و سلمان
العودة يمثل استثناء سلفيا في معارضته
للطاغوت السعودي نسأل الله له الثبات و
التخلص نهائيا من رواسب السلفية).
(1) " من تجرّئه[ الألباني] البغيض
على اقتحامه مضائق المسائل، و تسوّره الممقوت على منبر الإجتهاد مع عرائه عن
مؤهلاته، قوله في آداب الزفاف :" ان
النساء يشتركن مع الرجال في تحريم خاتم الذهب و مثله السوار و الطوق من
الذهب" و احتجاجه بحديث ابي هريرة المروي عن ابي داود ’ من أحبّ أن يحلق
حبيبه بحلقة من نار، فليحلقه حلقة ذهب " إهــ . أرشد السلفي . "الألباني
شذوذه و أخطاؤه ").... (و هكذا : على قدر اهل السخف تأتي المهازل)!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ32
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الباب
الثاني
سعيد
رمضان البوطي نموذجا ثانيا للسقوط السلفي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
33 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سقوط سلفي
" بسم الله. قد مات جمال [عبد الناصر] و ليس
بعجيب أن يموت، و لكن العجيب وهو ميّت أن يعيش معنا. و ليس بالأربعين ينتهي الحداد
على الثائر المثير, و الملهم الملهم، و القائد الحكيم، و الزعيم بلا زعم. اللهم
اجعل لطفك في قضائك رحمة واسعة لعبدك".
محمد متولى الشعراوي
من أعمدة الكهنوت السني بمصر
ـــــــــــــــــــــــ 34
ــــــــــــــــــــــــ
مدخل
هـ "بوطيــ "يا
ت سلفية
زيّن الشيطان لمحمد سعيد رمضان البوطي ( أهمّ
كهنة أهل السنة في سورية، و أحد أركان النظام النصيري ) سوء عمله الى حدّ التباهي بالمنكرات، و التبجح بالمخازي والموبقات،
لمّا أخرج للناس صحفا سوداء، تضمنت بعض ما قاله في حضرة اربابه العلمانيين، و هي شهادة تـنافس في خستها و مهانة صاحبها،اعترافات جون
جاك روسو التي اقر فيها بون حياء انه يؤتى
كما تؤتى النساء، و قد عنون البوطي تلك المخازي المنشورة على هذا الشكل :" هذا ما قلته أمام الرؤساء
و الملوك" بعد أن جمع فيه نتفا من
خطبه امام ملوك و رؤساء العرب، خصوصا أمام
الهالك حافظ الأسد (الذي صلى البوطى على
جنازته و ذرف من العبرات، و أبدى من النخير و الشهيق والحسرات ، ما تعجز عن ابدائه الثكلى التي ذبح وليدها بين يديها منذ لحظات).
قبل عرض
قاذورات البوطي و مدائحه السلفية
الباردة, لا بأس من ذكر نتفا من عقائد الطائفة النصيرية الشيعية التي ينتسب لها
ربّ البوطي( الأسد) المعبود من دون الله, ثم نتفا اخرى من جرائم النظام النصيري ضد
مسلمي سورية لتدركوا مدى استعداد الكهان
السلفيين على مجاراة أقصى شذوذ الحكام
مهما بلغ مروقهم عن الملة والدين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
35 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صديق
الله !
"بعدما
عرفت صداقة الله تغيرت كثيرا، فلم أعد أغضب أبدا إلا في الحق... ربّي قد طويت
من عمري صفحات، و نشرت اليوم صفحة فأجعل صفحتي هذه أدعى للخير و أخلى من
الشرّ.فصحّح بما عندك يقيني...هكذا كنت أناجي ربّي كصديق[!!![ في الأسبوع الأوّل
من وفاة عبد الناصر، قبل ولايتي"
الرئيس المصري انور السادات
من
كتابه البحث عن الذات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
36 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فصل
من عقائد
النصيرية
"
النصيرية حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث للهجرة .صحابها يعدون من غلاة الشيعة
الذين زعموا وجود جزء الهي في علي رضي الله عنه وألهّوه به. وقد اطلق عليهم الإستعمار الفرنسي
في سوريا اسم العلويين تمويها و تغطية لحقيقتهم الرافضة الشيعية. مؤسس هذه الفرقة
ابو شعيب محمد بن نصير البصري النميري توفي 270هــ ادعى النبوة و الرسالة و غلا في
حق الأئمة إذ نسبهم الى الألوهية .... من افكار و معتقدات النصيرية :
أولا
: جعل
النصيرية عليا رضي الله عنه الها، قائلين بان ظهوره الروحاني بالجسد
الجسماني الفاني، كظهور جبريل في صورة بعض الأشخاص.
ـــ
لم يكن ظهور الأله عليّ في صورة الناسوت
إلا ايناسا لخلقه وعبيده.
ـــ
يحـبّون عبد الرحمـن بن ملجم (قاتل علي) و
يترضون عنه لزعمهم بانه خلص اللاهوت من الناسوت و يخطّـئون من لعنه .
ــ
يعتقد بعضهم بان عليا قد سكن القمر بعد تخلصه من الجسم الذي كان يقيده، و يعتقد
آخرون بأن مسكنه في الشمس.
ـــ
يعتقدون بان عليا قد خلق محمدا[!] و ان محمدا قد خلق سلمان الفارسي[! و ان سلمان
الفارسي قد خلق... الخمسة الذين هم : المقداد بن الأسـود و يعدونه رب الناس و
خالقهم و الموكل بالرعود، ابو ذر
الغفاري الموكل بدوران الكواكب و النجوم. عبد الله بن رواحة الموكل بالرياح و قبض
أرواح البشر، عثمان بن مضعون الموكل بالمعدة و حرارة الجسد و امراض الإنسان،
قنبر بن كادان الموكل بنفخ الأرواح في الأجسام.
ـــ
قال بن نصير بإباحة المحارم و أحل اللواط بين الرجال.
ـــ لهم ليلة يختلط فيها الحابل بالنابل كشأن باقي
الفرق الباطنية.
ـــ
يعظمون الخمرة ويحتسونها، و يعظمون شجرة
العنب لذلك، و يستفظعون قلعها، لأنها هي اصل الخمرة التي يسمونها النور.
ـــ
يصلون في اليوم خمس مرات. لكنها صلاة
تختلف في عدد الركعات، و لا تشتمل على سجود و ان كان فيها نوع من الركوع ـ انظر
الى تفاصيلها بعد قليل ــ لا يصلون الجمعة و لا يتمسكون بالطهارة من وضوء ورفع
جنابة قبل اداء الصلاة, ليس لهم مساجد عامة بل يصلون في بيوتهم و صلاتهم تكون
مصحوبة بتلاوة الخرافات.
ـــ
لا يعترفون بالحج و يقولون بان الحج الى مكة انما هو كفرو عبادة اصنام ! لا
يعترفون بالزكاة الشرعية و انما يدفعون ضريبة الى مشايخهم زاعمين بأن مقدارها خمس
ما يملكون [و هي عقيدة الشيعة الخمينية ايضا].
ـــ
الصيام لديهم هو الإمتناع عن معاشرة النساء طيلة شهر رمضان.
ـــ
يبغضون الصحابة بغضا شديدا و يلعنون أبا بكر وعمر و عثمان رضي الله عنهم أجمعين .
ـــ
يزعمون ان للعقيدة ظاهرا و باطنا و انهم
وحدهم العالمون بباطن الأسرار ومن ذلك: الجنابة
هي
موالاة الأضداد والجهل بالعلم الباطني, الزكاة :هي معاداة الأضداد ــ المسلمين ـ و
معرفة العلم الباطني، الصيام: هو حفظ السر المتعلق بثلاثين رجلا و ثلاثين امرأة.
ـــ
الزكاة: يرمز لها بشخصية سلمان, الجهاد : هو صب اللعنات على الخصوم و فشاة الأسرار
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 37
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــ
الشهادة هي ان تشير الي صيغة (ع.م.س)
ـــ
القرآن: هو مدخل لتعليم الإخلاص لعليّ .
و قد قام سليمان تحت اسم جبريل بتعليم القرآن
لمحمد .
ـــ
الصلاة عبارة عن خمس اسماء هي علي و حسن و حسين و محسن و فاطمة , وذكر هذه الأسماء
يجزي عن الغسل و الجنابة و الوضوء .
[
لأجل ما تقدم ] اتفق علماء المسلمين على ان هؤلاء النصيريين لا تجوز مناكحتهم و لا
تباح ذبائحهم، و لا يصلى على من مات منهم و لا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يجوز
استخدامهم في الثغور والحصون يقول ابن تيمية [ صبية المسلمين لا يحتاجون الى قول بن تيمية لتكفيرهم، لأن
ابليس نفسه يكفرهم ]هؤلاء القوم المسمون يالنصيرية هم و سائر اصناف القرامطة
الباطنية أكفر من اليهود و النصارى، بل واكفرمن كثيرمن المشركين، و ضررهم اعظم من
ضرر الكفار المحاربين مثل التـتار والفرنج
وغيرهم. و هم دائما مع كل عدوّ للمسلمين، فهم مع النصارى على المسلمين, ومن
اعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار، ثم ان التتار لما دخلوا بلاد
الإسلام و قتلوا خليفة بغداد و يره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم و مؤازرتهم "
ـــ
من اعيادهم عيد النوروز في اليوم الرابع من نيسان و هو ول ايام سنة الفرس ...عيد
الغدير[ أكبر أعياد الشيعة الإثنى عشرية أو الخمينية] وعيد الفراش، و زيارة يوم
عاشورا في العاشر من المحرم ذكرى استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنه.
ـــ
يحتفلون بأعياد النصارى كعيد الصليب الذي يتخذونه تاريخا لبدء الزراعة وقطف الثمار
و بداية المعاملات التجارية وعقود الإيجار و الإستئجار. يحتفلون بيوم "دولام"و
هو يوم التاسع من ربيع الأول و يقصدون به مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرحا
بمقتله و شماتة بـه "(1) كما هم اشد عساكر اليهود كراهية لمسلمي فلسطين لأجل
ذلك يستعين بهم لليهود لأداء أقذر المهام
هناك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر الموسوعة الميسرة في المذاهب و
الأديان المعاصرة . الندوة في العالمية
للشباب الإسلامي الرياض. الطبعة الثانية 1989
ص 511 /515.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
38 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فصل
من جرائم النظام النصيري في سورية
حين
ظهرت بمدينة حماة بوادر التزام الناس بشعائر الإسلام الظاهرة ( لحى و حجاب) اراد النظام النصيري جعل اهل المدينة المذكرة,
عبرة لمن يعتبر، فشن عليهم حملة
ابادة لا هوادة فيها ولا رحمة، حتى تحولت
المدينة المذكورة الي مسلخ حقيقي تدار فيبه عمليات القتل الجماعي والتعذيب الذي
ينتهي بالقليل. و قد قضى اكثر من ستين الف شخص بين رجال و امرأة و طفل و شيخ نحبهم
بعدما " صرح رفعة الأسد عليه اللعنة اكثر من مرة، انه سيجعل المؤرخين يكتبون
انه كان في سورية مدينة اسمها حماة، وانه سيبيد أهلها لتكون عبرة لغيرها من المدن
السورية " (ص 24 من كتاب مجازر حماة),"
ففي 24/4/81 طوقت مدينة حماة بالدبابات و بقوات كبيرة من الوحدات الخاصة مدعومة
بمجموعات كبيرة من سرايا الدفاع، واعملوا بالمواطنين قتلا و تعذيبا فاستشهد من
ابناء حماه 330 مواطنا القيت جثثهم في الشوارع و الساحات العامة، و لم يسمح بدفنهم
إلا بعد عدة ايام ( ص 24 نفس المصدر)… وفي يوم 27/6/1980 أمر السفاح رفعت الأسد
صهره الطائفي معين ناصيف باقتحام سجن تدمر و قتل من فيه من المعتقلين، فقتلوا اكثر
من سبعمئة معتقل في زنزاناتهم ( ص 22 ) " في صبيحة عيد الفطر يوم 11/8/1981،
و حين كان الناس يتزاورون مهنئين بعضهم بعضا بالعيد، اذ بالمقدم الطائفي هشام معلا
يأمر رجاله بتطويق حي المشارقة الشعبي، و باخراج الرجال من بيوتهم ثم يامر باطلاق
النار عليهم، قـتل منهم 86 مواطنا اكثرهم من الأطفال ص 22 (1)...في 19 /12/1980
حفرت بلدوزارات نظام اسد اخدودا كبيرا استاقت
اليه مئة و عشرين امرأة كانت سلطات حافظ اسد اعتقلتهن كرهائن من امهات الملاحقين و
اخواتهم ثم اطلقت عليهن النار وهن على حافة الإخدود، فوقعن فيه مضرجات بدمائهن، ثم اهال المجرمون
التراب عليهن و بعضهن يعلوأنينهن، اذ لم يفارقن الحياة بعد ( ص23) ..." توجهوا
الى بيت السيدة حياة جميل الأمين، حيث قطعوا يدها و اخذوا حليها ثم قتلوها مع
اولادها الثلاثة بين 7و11عاما، و بعدها
نهبوا كل ما هو ثمين في البيت، اضرموا النار فيه ثم توجهوا الى حيث تسكن أربع عائلات
من آل موسى، حيث استيقظت العائلات الأربع على
أصوات رشات من الرصاص حطمت بوابة الفناء الخارجي للشقق التي تسكنها ثم وصل
صوت احد العناصر ينادي على الموجودين ان يجتمعوا في احدى الشقق التي اختارها
المرتزقة, ولما التأم شمل العائلات الأربع
في الشقق المعينة، امروا بالوقوف متقاربين في وسط احدى الغرف ثم هيأ عناصر السلطة
بنادقهم للإطلاق فحاول أحد الآباء التوسل و كان يحمل طفلا رضيعا عمره 14 شهرا
فدفعه بكلتا يديه الى الأمام قائلا: "من أجل هذا الرضيع اتركونا" ظنا
منه انه سيثير عاطفتهم الإنسانية بهذا، و جاء الجواب طلقاء اخترقت جسد الرضيع لتصل
الي الأب, بينما كانت طلقات الجنود الباقين
تحصد الباقين (ص97 )... و من الأحداث التي يجدر ذكرها قصة الطفل الرضيع ــ
5 اشهر ــ الذي وجد بعد ستة ايام من المذبحة (احدى المذابح) حيا يرضع من صدر امه
الميتة دما (ص 99)..." حمل ثلاثة جنود طفل احدى الأمهات في حي الزنبقي في بيت
مطلّ على
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قارنوا عدم احترام شيعة سورية لعيد
الفطر، بانتهاك شيعة العراق حرمة عيد الإضحي الذي اختارته موعدا للمسّ من مشاعر
المسلمين باعدام احد المنسبين اليهم ولو زورا
(اعني إعدام صدام حسين … لتصل الي نتيجة مفادها، ان الشيعة مهما اختلفت طوائفها،
فهي ملة واحدة في كراهيتها للإسلام، و عدم احترامها أعياد المسلمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
39 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حديقة
ام الحسن، وهددوها بالقائه من الشرفة،ولحقت بهم الأم لتنقذ منهم الطفل الا ان المجرمين
الثلاثة
القوه من الطابق الثاني( ص 271)...." وقف ضابط طائفي و شتم الرسول عليه
السلام و سب الله تعالى و الإسلام فأستأذنه المواطن عبد الجبار من حي الحاضر في الكلام، فأذن الضابط له فتقدم
منه عبد الجبار حتى اذا ما صار على مقربة منه لكمه لكمة قوية بجمع يده على صدغه
فأرداه قتيلا، و كان عبد الجبار رحمه الله ذا جسم قوي، فما كان من صنائع اسد الا ان يوجهوا اليه نيران
رشاشاتهم فيسقط قتيلا ( ص 290 من كتاب
مجازر حماة )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
40 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فصل
من العكاظيات
البوطية الباردة
خصّ البوطي ولي امره حافظ الأسد بالجزء الأكبر من عكاظياته(مدائحه)
السلفية الباردة, فخاطبه في ص 33 من كتابه
بقوله: " يا قائد الأمة، أسأل الله ان يجعل من صدقكم مع الله، و من اعتزازكم بدينه، صمّام أمان دائم يحفظ لهذه
الأمة دينها" إهــ
في حين
نجد الرئيس الأمريكي يخاطب مواطنيه بقوله
ايها الشعب الأمريكي، نجد البوطي يخاطب حافظ
الأسد بقائد الأمة، والحال ان الأسد يقود شعبا لا أمة, بل لا يحق للأسد شرعا ولا
قانونا قيادة الشعب السورى, شرعا لعلمانيته، و قانونا لأن طائفة النصيرية المتحكمة
في الشعب السوري المسلم، لا تتعدي واحد في المئة من جملة الشعب السوري المنكوب. ثم
أي" صدق مع الله وأي إعتزاز بدينه" لمسه البوطي في سيده حافظ
الأسد، والحال ابليس يعافه لأنه قد جمع الكفر من أطرافه، فهو شيعي،
شيوعي، محارب لشرع الله، مظاهر لليهود والنصارى، وقد هلك على يديه في مذبحة حماه في بداية ثمانينات القرن الماضي، اكثر
من ستين الف موحد. و لكن السلفية المعاصرة( طائفة أهل السنة و الجماعة) في نسختها
الأشدّ تعفّنا والأكثر سقوطا، لا تعتبر: " توحيد الحاكمية ــ[ صميم الألوهية
و لبّ الدين] من التوحيد، بل و ليس هو من
اصول الدين والإيمان, بل من الفروع! أمّا تعطيل الشرع كله، فكفر دون كفر, و كل من اعتني بهذا الأصل فهو
عندهم مبتدع يحمل فكر الخوارج، و لقبوه بكل وصف قبيح لمجرد مطالبته الأمة بالعودة
الى حكم الله و رسوله، وقد تفرع عن هذا الأصل الباطل عندهم، وجوب ترك الحكام و شأنهم، وعدم التعرض لهم، وان صدر منهم ما صدر من الكفر البواح، وتمكين اعداء الإسلام، ووجوب ترك الإشتغال بفقه
الواقع وترك ما لله لله، وما لقيصر لقيصر،
كما صرح به احد كبارهم و هذه هي العلمانية
بعينها" (1)، وعلى هذا الإعتبار، يعد ابليس شيخ النار من خالصي الإيمان لدى السلفيين الغير الأبرار، ما دام لم يتورط فيما تورط فيح حكامهم الفجّار من تدنيس للمقدسات
وتذبيح للمسلمين، و تخريب للديار.
كما
خاطب البوطي سيده في ص 54 قائلا : " اما جندكم من داخل هذا الوطن، فهو هذا الشعب المسلم المعتز باسلامه، والذي
يزداد تقديرا لكم و ايمانا بسيركم على هذا المنهج الوطيد السائر الى مرضاة الله"
إهــ . أي اله يعنيه البوطي، هل هو عليّ، أو محمد بن نصير شيخ الطائفة النصيرية أم
كارل ماركس أولينين أوماوتسي تونغ زعماء الماركسية؟ وهل يمكن لمسلم بل لعاقل ,أن
يحب من سفك دماء ابناء ملته، هذا فضلا على
أن يعتز به؟! و بالتالي هل يعقل لمسلم أن
يعتز بمن ذبّح أطفال المسلمين، و ألغى شريعة رب العالمين، و شنق من طالب بتحكيمها,
و فرط في مرتفعات الجولان لإسرائيل؟ بل ان
بعض عجماوات الدواب تذهل عن مراعاة سلامتها الشخصية، وتصرف همها في تعقّب من الحق
الأذي بصغارها، حتى تـثار منه، كما هو
معلوم عن الجمل والحيات وغيرهما من البهائم التي ابت السلفية الا أن تتأخر عنها في
مجال النخوة و الشرف ورد الإعتبار؟! كما اعتبر البوطي ان الجلسات الأمنية التي
يعقدها حافظ الأسد حتى مطلع الفجر، مع عتاة المجرمين من رجال مخابراته، من أجل
تثبيت نظامه العلماني الشيعي، ولمـــزيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) د. عبد الرزاق بن خليفة الشايجي خطاب
مفتوح الى د.ربيع المدخلي ص27/28
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
41 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تشديد
قبضته على رقاب المسلمين , والتنكيل بمن قال ربي الله، اعتبر ذلك كلّه من قبيل الركوع و السجود، والتبتّل والإستغفار
بالإسحار! فكتب في ص 42 من سفره السلفي الأسود :" ان من عباد الله الصالحين
من تتجافى جنوبهم عن المضاجع راكعين ساجدين متبتلين، و ربما كان فيهم من يتوهم ان
قادة الأمة من امثالكم محرومون من هذه
الوسيلة المقربة الى الله عزو جل، ألا فلنعلم جميعا، أن سهر رئيس الأمة مخلصا على
الإنتصار لدين الله، و حمايته من الكيد و العبث و العدوان لا يقلّ ــ بعد تنفيذ
الفروض الأساسية ــ على بكاء الباكين و دعائهم في الأسحار!" إهــ
فيا من لا تزال متيما برموز بائدة كالبوطي و
الألباني و عبيكان، ما ذا تقول حين تسمع
القس الأمريكان مارتن لوثر كينج ( 1929ــ 1968) الذي قتل و هو يدافع عن حقوق
الإنسان، وهو يقول" أن حياتنا تبدأ
في النهاية في اليوم الذي نصبح فيه صامتين عن القضايا ذات الأهمية الكبرى" (1)
فواعجبي كيف يقول القس النصراني ما قال، ثم تلتفت لترى الشيخ السلفي الذي ولد ميتا،
وهو كالأطرش في الزفة ذاهلا عن الفساد السياسي والظلم الإجتماعي، لا يهتم بغير
تحريم الذهب على النساء، او تحريم لحم البقر باعتباره كالداء ! ثم ما رأيك حين
تسمع القس النصراني الذي يسعى الى التكفير عن كهنوته الديني الذي كان عونا للملكية
الفاسدة على المظلومين وهو يقول " من يتغاضى عن الشر، هو خاطيء كمثل
الذي يرتكب ذلك الشر"(2) ثم تجد شيخك
و أمثاله من السلفيين المتمسحين زورا و بهتانا بسنة الرسول، وقد بلغ بهم التزوير
أو البلادة المطلقة والجهل الفاضح بما يدور حولهم، الى رفع الجلادين الفجار الى
مصاف الملائكة الإبرار؟! ثم ما رايك في
جملته القس التي يقول فيها " بان اشد الأمكنة حرارة في جهنم مخصصة للذين
يبقون محايدين في اوقات الإزمات الإخلاقية(3) ( مجرد محايديين و ليسوا محرضين علي
الإجرام مثل الجثة المعفــنة التي تـسميها محدث العصر و حافظ السنة( الغيرالنبوية
)...ثم أي عدوّ لدين الإسلام, يقدر مهما
اجتهد في "الكيد و العبث و العدوان" أن ينال من سورية عشر ما ناله منها
نظام الأسد و طائفته النصيرية العلمانية المرتبطة بالغرب؟.
ثم تابع البوط ( الجزمة) السلفي بعد ذلك
يقول لسيده " لقد ثبت و ظهر ان اعتزازكم بهذا الدين لا يصدر عن شعارات، و
انما يتجلى في التزام بمبادىء وسلوك ", ثم أضاف في هامش الصفحة معلقا (علقه الله و امثاله من كهنة السلفيين
بكلاليب النار في جهنم و بئس القرار) قائلا
" أيقنت انه في السنوات الأخيرة التي عرفته فيها، كان مواظبا على
العبادات المفروضة، و كان مواظبا على ورد من الأذكارالمأثورة " إهــ فيا ليت شعري هل ان سجن عشرات الآلاف من مسلمي
سوريا و اختفاء خمسة عشر الفا (كانوا كذلك في حسبان ذوي قرباهم ثم تبين لهم
بعد هلاك الأسد و فتح سجونه أنه يوجد 900 منهم على قيد الحياة و البقية قد اعدموا)
هل ان تلك الممارسات من قبيل الأعتزاز بدين سوريا وحسن معاملة أهلها
أم من قبيل الإجرام و الخيانة ؟! ثم ما يصنع الله بصلاة يكفر فيها بالله ، و يلعن فيها الصحابة, ثم هب
ان الأسد كان مسلما و كان يجتهد في العبادة، ثم تحاكم الى غير شرع الله. الا يكفر
بذلك ؟!, ثم هب ايضا ان حافظ الأسد كان مسلما، ثم ظاهر النصارى
على المسلمين ألا يكفر بذلك ايضا ؟! فئبس دور التيس المستعار التي تؤديه به
السلفية دون حياء من الله حيث تحلّل في حسبانها ما حرّم الله تعالى على عباده خدمة
للمفسدين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1)
Our lives begin to end the day we become silent about things that
matter.
2) One who condones evil is just as guilty as the one who
perpetrates it .
3) The hottest place in
Hell is reserved for those who remain neutral in
times of great moral
conflict.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
42 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فصل
من المواعظ التلفزيونية لشيخ السلفية
في برنامج تلفزيوني له بعنوان" في رحلتـنا القرآنية" دعا
البوطى الشعب السوري الى تجديد البيعة للرئيس القائد [حافظ الأسد]" و كلكم
يعلم [ والكلام للبوطي] أن كلاّ منا يملك أن يتخذ القرار الذي يشاء. يملك ان يقول
نعم، و ان يقول لا ايضا "إهــ!!! لقد
سار البوطي في الكذب اشواطا مديدة، فلا المواطن السوري يجرؤ على اختيار غير الأسد،
ثم يعود الى أهله و فيه رمق، و لا حاكم سورية يعيراختيارات شعبه اهتماما، لأن نتائج
الإنتخابات معروفة مسبقا .
و في محاولة دعائية باردة حذر البوطي الشعب السورى بان في انتخاب غير سيادة الرئيس من السلبيات
التي من شأنها فتح ثغرات لا تسد! لأن سوريا عثرت في شخصية الأسد على الجوهرة
الفريدة و الدرة اليتيمة التي قلّما يجود الزمان بمثلها،لأن السيد الرئيس حسب قول
مسيح السلفية الدجال:"لا يعابث كأسا ولا يسامر غانية، ولا يختلف الى مائدة
قمار... و ان الله سبحانه و تعالى قد اكرم هذا البلد بانسان أولى الصفات التي
يتمتع بها [ ذكر البوطي تصدي الأسد للمكائد
العالمية و المؤامرات الخارجية التي تحاك لسورية] هضمه هذه السياسة العالمية، فكان
على مستوى المهيمن عليها في سبيل رعاية مصالح الأمة"[ كهضمه دين البوطي، ودين
من إتبعه من السلفيين] .ثم ذكر التيس السلفي المستعار أن حركة الأسد التصحيحية [انقلاب
1970 الذي جاء بالنصيريين الى الحكم]" قد انطلقت في سبيل الا تسود العلمانية
البعيدة عن الإسلام هذه الأمة، بل ان تكون
هذه العلمانية ــ التي قد تفسر بترك
الأسلام و التحرر من قيود الإسلام ــ أن تكون
بعيدة كل البعد عن هذه البلدة" (1) إهــ .
و حين أدرك البوطي ان علمانية النظام النصيرى
لا تخفى على أحد(2) تفتقت قريحته السلفية التبريرية عن علمانية شرعيّة " لا
تترك الإسلام،[ حسب قوله] و لا تتحرر من قيود الإسلام"! و دليل التزامها بالإسلام (الإسلام السلفي
بطبعته المزيفة) هي " الأنشطة الإسلامية في المساجد المتمثلة في الدروس و
المحاضرات التي لا أجد نظيرها في أي بلد من البلاد العربية الأخرى[!!] و قد يقول قائل، أنه توفيق رباني هادف الينا من
السماء! أجل هو توفيق رباني، و لكنه توفيق يتعامل معه شخص هذا الرجل شخص حافظ
الأسد "إهــ ( تلك إذا
سقف المطالب السلفية : إقامة دروس الوعظ والإرشاد في المساجد تحت رقابة المخابرات العلمانية، أما أسلمة دستور
البلاد الذي تحقق به الحرية والعدالة والمساواة، و تكفل به الشفافية في اختيار الحاكم و محاسبته وعزله، فأمر أسقطه
جدول اعمال الكاهن السلفي، بفعل إلتزامه
الصوفي بوجوب عدم حشر نفسه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انهى البوطي خطبته بتذكيره بأن
العلمانية المعترف بها سلفيا، هي العلمانية غير البعيدة عن الإسلام !
حيث جاء في خاتمة خطبته" و عندما كان كثير من الناس يوما ما يحلمون ان
ستظل هذه البلدة بمظلة لائكية يعني العلمانية البعيدة عن الإسلام، فأنني اقول لكم ان الله عز وجل قد اعتق هذه
البلدة من تلك الأحلام، بلدتنا هذه تلبس
لبوس الإسلام. بلدتنا هذه تعيش بحمد الله تـتـنفس برئة الإسلام ".
(2) " إن القيادات التقليدية و الرجعية
العربية يتعمدون القراءة الخاطئة عن سورية، و يتناسون انها نظام تقدمي اشتراكي
علماني " ( عبد الحليم خدام انظر كتاب " لعنة وطن" لعبد الكريم بقرادوني ص 70. و يذكر عبد الحليم خدام بشيء من التفصيل :
أما نحن فاننا من حيث العقيدة قوميون عرب،
ومبادئنا البعثية تقول بالعلمنة " كريم بقرا دوني السلام المفقود ص 221/222 الطبعة الرابعة ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
43 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في السياسة، ولا في الثقافة ايضا، لأجل ذلك أعلن بكل جهل وقلة
حياء من رهبان البوذية" أنا لا أتحدث عن الإقتصاد، أنا لا أتحدث عن الجوانب
الإجتماعية والثقافية، أنا لست متخصصا هناك من يتناولها. ولكني أنا انسان أملك
ترمومتر يتعلق بالمنظور الديني في هذه البلدة، يتعلق بالمنظور الإسلامي "إهـ
كما
أبلغ البوطى مشاهديه أنّ "السيد الرئيس حافظ الأسد هو الذي أوعز لأن يكون هذا
البرنامج هو أهمّ برنامج ثقافي في التلفزيون السوري، وهو الذي أوعز أن يكون بثه في
داخل أيام الأسبوع, وأن لا يكون في الخميس أوالجمعة, لأن الناس يسافرون فيحرمون
ربما من مشاهدة هذا البرنامج" إهــ !
كما اثني
البوطي على الحرية المتاحة للحديث بالقدر
الذي يرغب فيه حين أضاف:" و ازيدكم
علما ايها الإخوة، أني كنت القيت عشر محاضرات في العقيدة الإسلامية كل محاضرة ساعة
كاملة محاضرات متميزة[ يا للتواضع!] رآها السيد الرئيس فاهتم اهتماما بالغا كي
تذاع تباعا في هذا التلفزيون العربي السوري!" إهــ ... وهل يملّ السكير من
رؤية راقصة الحانة تخلع ثيابها قطعة قطعة، حتى و لو استغرق ذلك الأمر الساعات
الطوال؟! خصوصا وان ثبات الطائفة النصيرية في الحكم رهين شهادة الزور السلفية التي
يقدمها البوطي، نيابة عن امثاله من الثديات السلفية السورية؟ ثم اليس استمرار
البوطي في إسهاله السلفي لساعات عديدة، واستمتاع سيده النصيري بتلك لإفرازات البوطية النتنة، ما يدل على هرائه
الفارغ وهذره السخيف، خصوصا وهو يعلم دون
أدنى شك، أن خطبة الرسول( التي كانت بمثابة أول بيان عالمي لعولمة الثورة ضد عبادة
الفرد)، لم تستغرق أكثر من تسعين ثانية، كانت كافية لتعريف قريش بالدين الجديد، كما كانت كافية لتحديد موقفها العدائي منه؟!(2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
جاء في ختام كلمة الشيخ " أنا لا
اتحدث عن الإقتصاد أنا لا اتحدث عن الجوانب الإجتماعية و الثقافية انا لست متخصصا
هناك من يتناولها و لكني أنا انسان املك ترمومتر يتعلق بالمنظور الديني في هذه
البلدة يتعلق بالمنظور الإسلامي "إهــ
المصدر السابق
(2) أعني الخطبة التي ابلغ فيه قريشا
بمضمون رسالته:" عن ابن عباس أن النبي خرج الى البطحاء فصعد الجبل فنادى
" يا صباحاه فاجتمعت قريش فقال: أرأيتم إن حدثتكم أن العدوّ مصبّحكم او
ممسّيكم، أكنتم تصدقوني؟ قالوا نعم قال فأني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ... فقال
أبو لهب: الهذا جمعتـنا تبّا لك. فانزل الله" تبت يدا ابي لهب .( انظر بن
كثير 731 ج4 مكتبة دار السلام الطبعة الأولى 1994 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
44 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فصل
حصاد الهشيم
هذه حال اسلامنا في زمن العلمانيين المنتسبين زورا الي دين خاتم
النبيين، بفضل شهادة الزور السلفية. فهاهم يتبجحون باسلامهم الكاذب و يزايدون به
على المسلمين، وهم الذين سماهم الباري منافقين، و لو اعتبرت السلفية
ان عدوّ الإسلام هم اليهود و النصاري المشركين. أما من قال الله تعالى في شأنهم(هم العدوّ فأحذرهم ) من منافقي بني
جلدتنا، فلا وجود لنظرائهم في تصور الأنعام السلفية، الا في سيرة بن هشام التاريخية!
ولئن هادنت السلفية الطواغيت
فلزيف ايمانها بدين محمد، و لئن هادنها الطواغيت و اكرموها و سهّلوا ترويج كتبها و
اقامة دروسها فلحاجتهم اليها لمحاربة خصومهم السياسيين(1) أو لإتخاذها وسيلة للصد
عن سبيل الله، عبر إيهام المسلمين، بان
سكوت تلك الزواحف السلفية والثدييات الإخوانية عن كفرهم البواح, هو علامة
عن رضاها بمنهجه و مباركتها علمانيته، هذا لو كانت سلفية خرساء و إخوانية بكماء، فكيف
وقد زاد الله في خذلانها، فتكلم الشيطان على لسانها فدافعت عن هؤلاء المبطلين، والتمست
لهم الإعذار في نبذ شريعة رب العالمين(2)
ثم زادت في ضلالها فنددت بسبل المؤمنين( كما راينا من فعل القرضاوي,
الألباني المتهاوي و البوطي الغاوي). فتكون قد خرجت
من دائرة الإسلام لموالاتها المشركين و
اتباعها غير سبيل المؤمنين لأن" أن موالاة الحاكم بغير ما انزل الله و اقراره
تشريعه للناس من عند نفسه و تحليله و تحريمه ما لم ياذن به الله، مناقضة للشهادة
بان الله هو الاله الذي تألهه القلوب بالحب والتعظيم و الطاعة والإنقياد، و مناقضة
للشهادة بان محمــدا رسول الله فهو المطاع
فيما امر و نهـى عنه...لأن من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
في موقع مفكرة الإسلام و بتاريخ
30/11/2005 و تحت عنوان: " لم سمحت الحكومة
المصرية
للإخوان بالفوز في البرلمان القادم؟" كتب حسن الرشيدي ما ياتي نصه " و قد سبق و ان ذكرت ان جمال
عبد الناصر استطاع ان يثبت حكمه في مصر في بداية حركة 1952على اكتاف الإخوان
المسلمين فحلّ الأحزاب كلها، ولم يحلّ الجماعة، حتى اذا ثبت نفسه قلب لها ظهر المجن, و كذلك فعـل
السادات نفسه بعد موت عبد الناصر، حيث وجد نفسه وحيدا و يتربص به الشيوعيون والناصريون
فأخرج الإخوان من المعتقلات، ليجد له
رصيدا جماهيريا يرتكن اليه ثم ادار ظهره لهم واعتقلهم في1981. وكذلك فعل مبارك في
اول تمديد له سنة 1987، حين نجح الإخوان
بحوالي 36 نائبا من كبار قيادات الإخوان و كان النظام في ذلك الوقت يحتاج
لإعادة ترشيح الرئيس مبارك لفترة رئاسية
ثانية، و قد صوت نواب الإخوان في البرلمان الى جانب ترشيح مبارك رئيسا بينما امتنع
نواب حزب الوفد عن التصويت، ولم تمض فترة وجيزة حتى اعتقلهم" إهــ فالحاكم يستعملهم في اغراضه العلمانية ثم ينكل
بهم وهم شاكرون فكما"أن الرجل لا يسأل
فيم ضرب زوجته" فكذلك لا يسأل ولي المر لم ضرب دابته الإخوانية، أو
نعجته السلفية التي تقرّ له في حياته
بالإيمان، و بعد هلاكه محاربا لله و رسوله,
بأنه من أهل الجنان! ( حين هلك ياسر عرافات أعلن القرضاوي انه قد لقي الله شهيدا وان
بني صهيون قد دسوا له السمّ" !).
(2) " انظر الى حال القوم في بعدهم عن السياسة, و تنفيرهم منها, و
اشمئزازهم من الوعي بها, و كتمانهم للحق المتعلق بها ، و سكوتهم عن الباطل المرتبط
بها، احتذاء بحذو أحبار أهل الكتاب و اخـــلادا الى الســـكون و الدعــــة و
الأمن, حتى وصل بهم الأمر في النهاية إلى
اعتناق ما وضعه أساطين الكفر و الفلسفة العلمانية, فصرّح شيخهم محمد ابراهيــم
شقرة في كتابه " هي السلفية نسبة و عقيدة
و منهجا ص 172 مكتبة بن تيمية الطبعة الأولى 1992" قائلا :" و أحسب أن مقولة دع لقيصر ما لقيصر، و ما لله
لله, كلمة حكيمة تصلح لزماننا"[!!!] فانظر اين بلغ الهوى و الإرجاء باصحابه,
و انظر أين بلغ بالقوم تجزيئهم للإسلام و نبذهم للأمر بالمعروف و النهي عن "
المنكر السياسي", وهو جزء من " الجهاد بالبيان " الذي يزعمون انهم "
القائمون " به !!!.... و لا نملك أن نقول أمام كلام شقرة الذي تكاد السماوات
يتفطرن منه ... إلا قول ربنا عز وجل { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم ياذن
به الله } الشورى 21 " إهـــ ( محمد أبو النيت مقــــتطفات من كتاب "عقيدة
الســــــلفيين في مــيزان أهل السنة و الجماعة" ص 12مطبعة افريقيا الشرق الدار البيضاء ,الكتاب
الثاني من سلسلة كشف الشبهات) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
45
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نواقض الإسلام مظاهرة المشركين" و لكن أنّى
للسلفيين الذين أعمى بصائرها تقليد السابقين، أدراك هذه البديهة التي هي جوهر
الدين و صميم دعوة المرسلين... فسبحان من
سلبهم العقول و كتب عليهم العته والذهول، حين استساغوا مظاهرة المجرمين و ثبتوا على ضلالهم المبين منذ شبوا الى
أن شابت نواصيهم، دون شعور بالتناقض و لو
لساعة من يوم، فتلقى الواحد منهم يفني في
حب معاوية وعلي( أشهر المتنازعين)، ويبجّلهما
في نفس اللحظة والحين!, حتى أن ابن
تيميتهم القي اللوم على ابي الحسن، و ما
رآه محقا في قتال معاوية مشعل الفتنة و
مثير الفتن! و لو شهدت السلفية عليا و هو ذاهب للقاء معاوية في الميدان، لتعلقوا
منه بالإردان و لقالوا له دع القتال و اتق الواحد الديان! و لو شهدوا محمدا الأمين يقاتل المشركين، لقالوا له:" الله الله يا
خاتم النبيين في عشيرتك الأقربين! .فانهم مثلك يؤمنون بوجود خالق الأرض و السماء،
فبالله عليك لا ترق منهم الدماء",
فسبحان من جعل غباوتهم آية للسائلين . أراح الله من شرورهم العالمين .
فلنعد
الآن الى النثر بعد المقامة الأدبية لأن ذلك يؤخرني عن الفراغ من الحشوية فقد ضقت ذرعا ورب البرية و اريد الأنتهاء من
هذا البحث و مغادرة المخرأة السلفية, فقد ارهقني امرهم و النظر في رموزهم و فكرهم . وان كانت الراحة من السلفية لا تحصل قبيل لقائي رسل المنية الذين حببتهم
الي السلفية فصرت انتظرهم بلهفة المتيم الى عشيقته، و المدمن الى حقنته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
46ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خاتمة
اعلم هداك الله، و وفقك لما يحبه و يرضاه،
" أن الولاء والبراء [هما] شطر العقيدة وركنها الثاني الذي لا تتم الا به"(1)
فلا يتحقق ايمان المرء الا بعد كفره
بالطاغوت. قال تعالى((فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى
لا أنفصام لها ))البقرة 256. فقبول
الإيمان والإستمساك بالعروة الوثقى، مستلزم للكفر بالطاغوت، كما نصت على ذلك الآية
الكريمة" (2) فالولاء في الله، هو
محبة الله و نصرة دينه ومحبة اوليائه و نصرتهم، والبراء هو بغض اعداء الله و
مجاهدتهم" (3) " وبرهان المحبة الذي يرضاه الخالق من عبده فينال به رضاه
و الدخول في دينه و حماه، هو اتباع شرعه المحكم ( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني
يحببكم الله)آل عمران 28 " و كل قول لا يدعمه التطبيق العملي، يعد زعما باطلا
لا يمت للحقيقة بصلة، و لا للواقع ببرهان، لذلك فان التطبيق الواقعي للولاء و البراء هو
المقتضى الصحيح و الوجه المشرق لمبدأ كلمة التوحيد (لا اله الا الله محمد رسول
الله )"(4)" فلا يكون مؤمنا من لا يكفر بالطاغوت، وهو كل متبوع أو مرغوب
أو مرهوب من دون الله (5). و طاغوت عصرنا كما هو معلوم لكل عاقل لم تطمس دعاية
السلفية على عينيه، هي النظم العلمانية والقائمين عليها.
فتجاهل
شرك إطاعة المحكمين غير شرع الله، يعد دون شك اعظم البلايا و اخطر نواقض الإيمان
التي اجتاحت عقائد سواد المسلمين بفعل ما روجت له السلفية عمليا منذ القدم( واخيرا
قوليا) بان توحيد الألوهية لا تدخل ضمن
مقتضيات التوحيد و شروطه، فساووا أنفسهم بابليس اللعين، الذي اعترف لله بالخلق ولم
يعترفوا له بالتشريع (الأمر والنهي) كما
شابهوا مشركي قريش في تقديم الطقوس العبادية لله، ثم التحاكم الى
اللات والعزى و مناة الثالثة الأخرى(6). وذلك غاية الجاهل حينما يبلغ به اجتهاده
الى ان يفعل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوّه. لأجل ذلك، ما انفكّت الدواجن السلفية ذات الشهرة الرنانة
تبدي من ضروب الدفاع عن عتاة العلمانيين المبدلين لشريعة الله، حتى استقر في وعي
العامة ان هؤلاء الحكام على جادة صحيحة، و ان من خالفهم من أهل التوحيد في ضلال
مبين، حتى صرت تجد من يزاحمك بالركب صفوف الصلاة اذا واجهته بكلمة حق في ولى امره العلماني انتفخت اوداجه،
وزاد هياجه، ثم عاداك وتمنى ان تدور عليك الدوائر، حتى ادركنا الطور الذي عناه الحديث
المنسوب الى سيد المرسلين، فلم لا يبق من الإسلام الا اسمه واصبحنا في زمن يجتمع فيه الألفان في مسجد، لا يوجد من بينهم من يؤمن بالله على الطريقة التي ابلغها
النبي الخاتم" فيؤذن المؤذن و هو مشرك، و يصلى الإمام و هومشرك" .
كما لا يتحقق الكفر بالطاغوت، بغير البراءة
منه و تسميته بما سماه به لله، أي تكفيره
دون مداهنة ولا وجل, وذلك الأمر لا يتيسر لكل احد، لما فيه من قطع الأرزاق، وجزّ
الأعناق ومكابدة العناء ورود مجالات التهلكةو الفناء, و(( ذلك فضل الله يؤتيه من
يشاء )) بل يتصدى لتلك المهمة الجليلة، و الخطة النبيلة، افذاذ العلماء، ممن وفقهم الله لخلافة أصحاب الرسالات، فـي قول
الحق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
(2) (3) (4) و(5) محمد سعيد القحطاني الولاء و البراء في الإسلام على التوالي ص 45
,45, 43 ,38و 45
(6) كلما ذكر الشرك بالله، ضربت له السلفية مثلا أوحدا، ألآ وهو زيارة
القبور والإختلاف على ساكنيها من شيوخ التصوف، حتى ضج احدهم من ذلك التزييف و عاب
عليهم ذكر شرك القبور و التغاضي عن شرك القصور! .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
47 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دون
مبالاة. أولئك من يحفظ الله بهم الدين(1)،
و يحيي بمواقفهم المشرفة، سيرة المرسلين في مواجهة المشركين، كما يعصم الله بهم
عامة المسلمين من الوقوع في الخطيئة المكفرة و الموجبة للخلود في النار، والمتمثلة في الرضى بحكم العلمانيين، عبرالمشاركة في عملياتهم الإنتخابية و
الرضى
بدساتيرهم الكفرية، و توقير منظومتهم الكهنوتية و زواحفها السلفية(2). كما يتم الله بهم سحب البساط
من تحت أكابر السلفيين بعد كشف عوراتهم، وابرازهم في صورة المظاهرين
للعلمانين و خدّام أعداء الملة و الدين، فيحصل القناعة لدى الناس بضرورة كراهية
هؤلاء الكهنة الأرجاس كراهية الوسواس
الخناس، وإعتبارهم من جملة الشياطين، لأنهم قطـــاع طريق الإيمان،
وأشدّ
أعداء الإنسان، وأعظم جنود العلمانيين، بهم الظلمة يتقوون، و بسكوتهم عن الحق
يتمكنون. فالصادقون من العلماء هم دعاة
حقوق الإنسان. أولئك الذين يغضب لهم الرحمن، و يؤذن لمن عاداهم بالحرب والخذلان,
واولئك الذين يعدّ الطعن فيهم دناءة و خسّة،والولوغ في اعراضهم أعظم الكبائر،
لأنهم الرمز و القدوة، فبهم تستقيم الحياة، وتستردّ الحقوق و تفرّج الكروب و تعصم
الدماء، و تصان الأعراض و تتحقق السعادة في الدنيا والآخرة. أولئك هم اولو
الألباب،لا
يخلو منهم عصر، ولا يفتقدهم مصر، يعــز بوجودهم الإنــسان، و يبـقي بهم الأمل في
اقلاع
أمتنا من دركات الذل والهوان، فهم اسود العرين وأئمة الدين، ذلك موقف العلماء
الأخيار من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أعلم اخا الإيمان ,ان من واجب المخلصين
من علماء الأمة فضح سبيل الظالمين استجابة لنداء رب العالمين (( و كذلك
نفصل الآيات و لتستبين سبيل المجرمين ))
كما ان من واجبهم اعلام الناس بإن
طاعة هؤلاء الحكام الإنجاس حرام، لقول
خالق الأنام (( ولا تطيعوا امر المسرفين الذين يفسدون في الأرض و لا يصلحون)) ثم
استجابة لقول الديان( و لا تعاونوا على الإثم و العدوان) حتى ينصرف الناس عنهم وعن مؤسساتهم فيحل الخراب
بساحتهم. فلا يجدون من يرفع لهم علما او يبرى لهم
قلما,وذلك أسوة بالشعوب الأروبية
في مسارعتها الى انهاء حكم الظالمين و
بذلها الدماء في سبيل الحرية، دون رجاء ما
نرجوه نحن من ثواب رب البرية، حتى ان
كهنتهم غادروا الأديرة و الصوامع في الأريرونا
اوكرانيا و أروبا الشرقية، و ساهموا في
مؤازرة الإنتفاضات الشعبية. في حين ان دوابنا السلفية و رخوياتنا
الشقية لم يقنعها السكوت عن مساندة الطاغوت، حتى حرّضته على كل عابد قنوت،
فباءت بالذل و الخسران واشترت مقاعدها في النيران، لإجماع علماء سالف الزمان الذي استقرّ على كفر من لم يكفر من اعلن عن انكاره لما علم
بالضرورة من الدين، فقد جاء في كتب الأولين ." من لم يكفر المشركين او شك في
كفرهم أو صحّح مذهبهم كفر اجماعا " ( القحطاني مصدر سابق ص 79) فبشرى لشيوخ
الإخوان و كهنة السلفيين الخصيان !! و قد ثبت كفر العلمانيين بتحكيمهم غير شريعة
رب العامين لأنّ " اقصاء الشريعة
الربانية و احلال اهواء البشر محلها، من الأشياء التي كفر العلماء قديما وحديثا
فاعلها، لأنها من المعلوم من الدين بالضرورة. وهل يجادل احد في ذلك، و الله يقول
((الا له الخلق و الأمر)) ( الأعراف 54) فكما ان الله سبحانه، و باعتراف الناس
جميعا مؤمنهم و كافرهم،هو خالق السماء والأرض، فهو ايضا صاحب الأمر و السلطان و
الحكم و السيادة "(في ظلال القرآن مجلد 3 ص 1297) ولأنّ " من الكفر
الأكبر المستبين، تنزيل القانون اللعين منزلة ما نزل به الروح الأمين على قلب محمد
ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين" ( تحكيم القوانين) أما زعم السلفيين بان تحكيم العلمانيين لغير شرع الله هو كفر
دونه كفر فمرود عليهم. فتلك الجملة المنسوبة لإبن عباس قد قالها الأخير في ظرف
خاص، و ذلك حينما كان يجادل الخوارج و هم يكفرون مرتكب الكبيرة. و لم يدر بخلد ابن
عباس ان ياتي قوم من بعده ليغطوا بها عورات العلمانيين. كما ان" الكفر الذي
هو كفر دون كفر ينطبق على الحاكم الذي يحكم بشرع الله فيخطأ مرة في قضية و يحكم من وراء الكواليس بالهوى، و قد اعتاد
قبل ذلك و بعد ذلك أن يحكم شرع رب العالمين " و أمّا ما جدّ في حياة المسلمين
( و لأول مرة في تاريخهم ) من تنحية شريعة الله عن الحكم و رميها بالرجعية و
التخلف و انها لم تعد تواكب التقدم الحضاري و العصر المتطور فهي ردة جديدة في حياة
المسلمين اذ الأمر لم يعد يقتصر على تلك الدعوي التافهة[أي حكم الحاكم في واقعة
فردية خاصة بهواه] بل تعداه الى اقصائها فعلا عن واقع الحياة و استبدال الذي هو
ادنى بها فحل محلها القانون الفرنسي او الأنجليزي او الأمريكي أولإشتراكية
الألحادية و ما اشبه ذلك من تلك النظم الجاهلة الكافرة ( القحطاني مصدر سابق ص 68).
(2) قال الله تعالى في حديثه عن الساكتين
عن الظلام و المشاركين لجورهم بالإمتناع عن امتشاق الحسام (( الذين توفاهم اللائكة
ظالمي انفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا
مستضعفين في الأرض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها أولئك ماواهم جهنم
وساءت مصيرا )) النساء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
48 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفجار،
يواجهونهم بما يكرهون، فيبتلون و يقتلون، بما أخذ الله منهم من ميثاق على عدم
كتمان الحق و مواجهة كل أفّاق, فأستحقوا بذلك جميل الذكر وعظيم الأجر، فسجلهم
الدهرعلى مدى الحقب بمداد الذهب. ذلك واجب
العلماء حيال الجبارين و منازعي سلطات رب العالمين.أما ضعفة المسلمين فيرضى
الحقّ تعالى منهم بصفة أولية, مجرد الكراهية القلبية, و الدعاء علي أكابر المجرمين
في الصبح والعشية، أن يخليّ الله منهم
القصور، و يعمّر بهم القبور، ويسلبهم درّ المرضعات السلفية، وخدمات البغال الإخوانية،
كي تحيا الأمة بعد موات، و تعاد اليها الوحدة
و الكرامة بعد مذلة الأسر وطول الشتات(1). وهم( العلماء الربانيون) على
نقيض الرخويات السلفية، والموميات الأثرية التي أخذت أوضاع الفاحشة العلنية، وتزينت للطغاة و تصنعت للزناة، تصنّع المومس لطلابها، والعاهرة لركّابها،
فتجدها تارة مقبلة واخرى مدبرة و ثالثة على بطنها مستلقية، يقلبها الفساق كما يشاءون،
ولله في خلقه شؤون و لسان حالهم يقول سبحان الذي سخر لنا هذه الدواب السلفية، و
البغال السنيّة، وما كنا له مقرنين، رغم كفرنا برب العالمين، و توقيرنا كارل ماركس
واتباعنا نهج لينين. حتى اذا اشار من به همّ و قروح، الى عري السلفية المفضوح،
وحرّها( فرجها) الممنوح، كاشفا للناس عارها، محذرا الخلق من ارتياد مجالسها ودارها، فاضحا
حيلتها و تلبيسها على الخلق بتسمية نفسها بالفاضلة التقية، و الراعية لسنة خير البريّة.
صاح كل سلفي ذي خبال:" أي رأس أنت في الضلال ؟! كيف تجرؤ على أكل المسموم من
لحوم العلماء؟! و تشكّك في الربانيين من هؤلاء الفضلاء؟ و كيف تطاول أعلام الرجال،
و تتجرأ على محدّثي العصر و فلتات
الدهر" ؟!... فأف لهؤلاء و ما يعبدون، أنـّى يستفيقون و قد انقلبت في تصورهم الموازين،
فزهدوا في التبر و تزودوا بالطين، و إستسرعوا السلاحف واستبطأوا الطائرات، وانصرفوا
عن الأبطال واستنجدوا بربات الحجال، فكان حصيلة سعيهم. أن" سدّوا الثغور
بالمحصنات " و تفاخروا بالمخازي, تقربوا الي الله بالموبقات.
و
أخيرا قاك الله أخيّا و جعلك برحمته تقيا، و اعاذك ان تكون بليدا أو شيخا سلفيا عنيدا، لا
تحتاج الي امثاله الأمة المحمدية/ الا اذا
احتاجت السمكة الى دراجة هوائية، ماسوشي الطباع(2)، من سقط المتاع , يستوسع بلاد
المسلمين التي صارت كالزنازين ، و يسبّح بحمد الجلادين " في الشقاوة
ينعم" وفي مجالس العزاء يترنّم، يستحلى الجحيم و في وديان الخيال يهيم ، تراه حينا يستركب الجرذان، و.يستحلب الثيران وحينا
لآخر يستمطر النيران ، و يستهدي العميان و يستفحل الخصيان, نعوذ بالله من الخذلان
ومن لظى النيران.
ـــــــــــــــــــــ
(1)
أما اذا بلغ ضعفة المسلمين أن ذوي الغيرة
و الحمية، قد جمعوا الأموال لإقتناء عدة الحرب و الكفاح، فليبادر معهم الى سبيل
الفلاح، باذلين أموال صدقاتهم و الزكاة
مسابقين اخوانهم الى الخيرات مستعينين بالله من المعوقات و الآفات
ومستعيذين بربّ البنيّة (الكعبة) من تثبيط أبالسة السلفية، و من شرّ مواعظهم الأمنية،ان تثنيهم عن بذل المال، بدعوى التورّع عن اشعال فتنة القتال. أما اذا
بلغهم أن أهل النجدة قد تجمعوا لحرب
الدهريين فليسارعوا الى الإ لتحاق بهم ان كان من غير ذوى المرضى من المعذرين و ليدعوا الله بحرارة أن يجنبهم
دعاة السلفيين و تحذيرهم" من رفع
السلاح في وجوه المسلمين" . لعل على
يد امثالهم يكون الفرج . فقتال هؤلاء المبدلين من صميم الدين و من سنة سيد
المرسلين، و بواسطة السيوف المشروعة و المهج المدفوعة ، قد بلغنا هذا الدين .
(2)
الماسوشية مرض يجعل المرء يتلذذ بتعذيب الآخرين له .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
49 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و الآن
لنذهب
معا الي الرسالة الأخيرة من هذا البحث لنعاين معا وقوف السلفية الي جانب الغازي
المحتل لبلاد المسلمين . لندرك أن السلفية هي العدوّ الأول لدين محمد. قاتلهم الله
أني يؤفكون، و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
و
الله أعلم بالصواب و اليه المرجع و المآب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
50
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire