كيف يفهم الزوج نفسية زوجته؟!!
خلق الله تعالى الرجل والمراة وجعل في كل منهما طباعاً تتناسب مع الوظيفة التي خلق كلاً منهما لها .... ثم أوصى سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم وعلى لسان نبيه صلوات ربي وسلامه عليه كلاً منهما بالآخر ولا يخفى على كل قارئ لكتاب الله وصية الله تعالى للرجال بمعاشرة النساء بالمعروف: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً }النساء19
وقد ورد في تفسير الجلالين: (وعاشروهن بالمعروف) أي بالإجمال في القول والنفقة والمبيت (فإن كرهتموهن) فاصبروا (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) ولعله يجعل فيهن ذلك بأن يرزقكم منهن ولدا صالحا
ولعل من العشرة بالمعروف أن يحاول الزوج فهم طبيعة المرأة ونفسيتها وطباعها التي فطرها الله عليها لكي لا يظلمها في القول أو الفعل. إن المرأة إذا استطعنا أن نفهمها بشكل أساسي فإننا نستطيع أن نفهم طبيعة العلاقة الزوجية. إن المرأة لها نفسية خاصة والمرأة المتزوجة لها نفسية أكثر خصوصية. لذلك كان لزاماً علينا أن نفهمها
ففي الحديث : "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة"، وفي حديث ابن ماجه "ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله سبحانه وتعالى خير له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله"
أشار الطرح الإسلامي إلى أن صلاح المرأة ضروري للعلاقة الزوجية ، وأن المرأة الصالحة هي مطلب شرعي ونفسي في آن واحد.
يقول الدكتور جاسم المطوع قاضي الاحوال الشخصية في دولة الكويت إن السبب الرئيسي من وراء الطلاق يرجع إلى عدم فهم نفسية الزوجة من قبل الزوج. ويقول أيضاً أن سبب السعادة الزوجية هو فهم نفسية الزوجة من قبل الزوج، وبما أن الرجل قوام على المرأة {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ }النساء34 وهو المسؤول والراعي الاول في الحياة الزوجية وبيده الأمر، فعليه أن يفهم نفسية زوجته ان اراد حياة زوجية ملؤها السعادة والحب والراحة والرضى، فيعرف طريقة تفكيرها وسبب انفعالاتها وتصرفاتها، فيتصرف معها بحكمة وبرجولة.
ومن أجل فهم نفسية الزوجة لابد ان يعرف الرجل ان بينه وبين المرأة فروقاً تكمن في ان المرأة تختلف كلياً عن الرجل، من الناحية الجسمانية (البيلوجية)، ومن الناحية النفسية (السيكولوجية)، فتأتيها متغيرات جسمانية بيلوجية تؤثر على نفسيتها، فيتقلب مزاجها، ويتناقض كلامها. ولذلك نجد بعض الأزواج يتعجبون من سلوك زوجاتهم ، ولكنهم لو أدركوا حال المرأة جيداً لزال العجب وحل مكانه الصبر واللطف والحنان.
فعلى الرجل ان يعي هذه الحالات ويأخذها بالحسبان فيراعي نفسية زوجته ويهتم بها ويصبر على تصرفاتها. ونشير هنا إلى قول الفقهاء ان الطلاق البدعي هو طلاق الحائض وهذا دليل ضمني على وجوب مراعاة نفسية الزوجة إذا تعرضت لمتغير جسماني، وأنها تكون في حالة غير طبيعية فيطلب من الزوج تفهم ذاك والتأني وعدم التسرع بسبب ما تمر به الزوجة في مثل هذه الأوقات.
أما الناحية النفسية (السكولوجية) فتختلف نفسيتها عن نفسية الرجل {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} آل عمران36
وهذه بعض الأمور التي ينبغي ان يتنبه لها الزوج حين التعامل مع زوجته:
1- المرأة يهمها أن تكون ربة بيت ناجحة وتخشى أن تكون مرفوضة ومهملة من قبل الزوج. ولنقل هو نوع من الكبرياء في المرأة. وهو خوفها الابدي ... فدائماً تريد أن تتأكد انها مرغوبة ومحبوبة سواء كانت حديثة العهد بالزواج أو مضى عليها زمن. فالمطلوب من الرجل أن يستوعب هذا الفرق. فيقوم بمدحها واشباع غرورها والاهتمام بمشاعرها ويبتعد كل البعد عن التجريح ولو كان على سبيل المزاح ويجدد إهتمامه من وقت لأخر. وليتذكر انه يتعامل مع المرأة وليس مع زميله في العمل أو صديقه في الاستراحة لان ردة فعل المرأة ستكون قوية إذا رفضت وهمشت فتبدأ بكره الرجل وخلق المشاكل معه، فلينتبه إلى كلماته لانه يتعامل مع إحساس المرأة وليس عقلها.
2- من طبيعة المرأة أنها تحب ان يستمع لها زوجها إذا تحدثت عن مشاكلها وهمومها فهي لا تريد حلولاً, لانها تتحسن وتشعر بالراحة بمجرد الاستماع لها والإنصات لما تقول بإهتمام. فلو تعلم الزوج فن الانصات لربح زوجته وكسب الناس ايضاً لان هذا الفن من أهم فنون الاتصال. ومن طبيعتها انها إذا أحبت زوجها تحاول ان تغيره فتكثر عليه الوعظ والنصائح فعلى الرجل أن يعي ذلك ويفهم انها تحبه ولا تقصد ان تنتقص من رجولته، ومن طبيعتها انها إذا شعرت بالضغوط (من ضغوط العمل مثلاً أو البيت) فهي ترغب في التحدث كثيراً بعكس الرجل الذي يحب ان يكتم همومه فيشغل نفسه بأي عمل كمشاهدة التلفاز أو القراءة أو غير ذلك.
3- من طبيعة المرأة انها في الخلاف تود ان يفهم هو مشاعرها، اما الرجل فيود ان تسمع هي تفسيراته لانه يهتم بالمنطق كثيراً وهي تهتم بالمشاعر كثيراً فالواجب عليه ان يقدر مشاعرها ويتعاطف معها فاستخدامه لعبارات ( أتفهم مشاعرك) ( أقدر ماتحسين به) يغير من ردود أفعالها تجاهه ويجعلها تهدأ بل وقد ينقلب الخلاف إلى ود وحب ووئام.
4- وصف رب العزة الأنوثة في كتابه العزيز فقال: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ}الزخرف18
فالمرأة من طبيعتها الرقة والليونة والتزين لزوجها، فإذا تودد لها الزوج بلين الكلام وعذبه استطاع ان يكسب قلبها وله ان ينبهها في حال الخطأ بنفس الأسلوب ذلك أن الغضب والعصبية يقللان من فرص تقبل النصح وتطبيقه عن طيب نفس خصوصاً في بداية الحياة الزوجية، كذلك فإن الحوار والنقاش عملية صحية للغاية فإذا تحول النقاش إلى تأنيب وتوبيخ ولم يراع فيه انتقاء الألفاظ فإنه سيضر بالعلاقة الزوجية من حيث اريد به إفادتها.
5- الاهتمام ببعض التفاصيل الصغيرة يحدث فرقاً كبيراً لدى الزوجة كأن يعود الرجل من عمله مصطحباً وردة أو مخاطبتها بأحب الأسماء إليها أو مناداتها بلفظ (حبيبتي) إو إرسال رسائل عبر الجوال ... كل ذلك له أثر سحري في نفس الزوجة بحيث يجعل تفكيرها ينصب في المقام الأول على إرضاء زوجها وإسعاده.
6- إذا مر الزوج بلحظات ضيق وأراد فرصة للصمت والهدوء والتفكير في حل لمشكلة ما تعترضه، فليخبر زوجته بهذا. فليخبرها بكل صراحة انه بحاجة لوقت ليفكر ولا يتركها تضرب أخماسها في أسداسها فتعتقد انه غاضب منها او لم يعد يحبها كالسابق أو يفكر في امرأة سواها !! إخبارها يوفر الكثير من الوقت والجهد لا بل يجعل المرأة تتفانى في محاولة توفير وتهييء الجو المناسب لزوجها للتفكير المريح دون تنغيص أو إزعاج ولسوف تسعى لإيجاد الحل والمساعدة بكل ما أوتيت من جهد في حال أسر لها بالمشكلة.
7- ليس كل ماتقوله المرأة تعنيه ... فإذا قالت لزوجها مثلاً ( أنت لا تهتم بي ) فهي لاتقصد هذا الأمر بالمجمل وإنما تقصده في الآونة الأخيرة أو في هذه اللحظة ... وأحياناً يكون كلامها للتنفيس فقط.
8- تعتري المرأة احياناً مشاعر سلبية نظراً لما قد تمر به من احوال جسدية مختلفة فلا يتوقع الزوج انه هو السبب او انه فاشل كزوج، ولتكن الصراحة هنا ديدن الزوجين رغبة في إستمرار حياتهم الزوجية بسعادة وهدوء..
9- غالباً لاتقد ر الزوجة ما يقوم به الرجل من اجلها او قد تتظاهر أنها غير مهتمة بذلك في حالة شعورها أنها غير محبوبة أو مهملة .. فالأمر كما ذكرنا من قبل بسيط جداً، إبتسامة أو هدية بسيطة يكون لها الكثير من المعاني عند الزوجة، وعندما يظهر الزوج محبته واهتمامه فهو بذلك يعين الزوجة على بره وطاعته والاعتراف بفضله وينجو بها من أن تكون ممن ذكرهم المصطفى صلى الله عليه وسلم ( أنهن يكفرن العشير).
10- يصعب غالباً على المرأة اتخاذ القرارات وفي نفس الوقت يؤلمها ان يتجاهل الزوج رأيها فمن الجيد والمفيد ان يستشير الرجل زوجته فيما هو مقدم عليه بوضع جملة الخيارات المتاحة أمامها فذلك يشعرها بالراحة و بأهميتها لدى الزوج.
11- طبيعة المرأة تجعلها كزوجة تستمتع بأن تكون خاضعة للزوج، على ألا تكون قوامته قيادة بالإستبداد والذلة بل القيادة التي تفرض الاحترام له ولقراراته في كل لحظة.
12- تخاف الزوجة كثيراً حين ترى زوجها مهزوز الثقة بنفسه، فهي تهوى زوجها القوي الواثق الذي يعتمد عليه.
13- تحتاج الزوجة إلى الاحتواء بكل اشكاله فإذا تحدثت مع زوجها يسعدها أن تجده منصتاً وإذا أسرت بما تحس به يسعدها أن تجده مقدراً وإذا ضمته يسعدها أن تجده حنوناً مقبلاً ... وقد وجدت دراسة علمية ان ضم الزوج لزوجته كثيراً يساعد على الوقاية من أمراض القلب. وبلا شك فاللطف بين الزوج وزوجته يأتي من باب الألفة والمحبة والسكن.
14- تستحي المرأة أحياناً من ذكر احتياجاتها لزوجها خصوصاً في بداية الحياة الزوجية فهي تتوقع من الزوج أن يسألها عما يحتاجه المنزل أو ماتحتاجه هي من أشياء شخصية وهذه المبادرات تقع في نفسها موقعاً حسناً يندر ان تنساه.
15- لا تهتم المرأة باعتذار الرجل القولي عن خطأ قام به تجاهها بقدر ما يهمها أن تراه راضياً وسعيداً بقربها وذلك بإظهاره لهذا الرضا عملياً .... وقد يكفيها منه ترك الجفاء ونسيان الخلاف وهدية صغيرة حتى ولو كانت قطعة حلوى او وردة صغيرة او حتى رسالة حب قصيرة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire