حرب اكتوبر أم أكذوبر
حقيقة صراع .. و حقيقة نتائج
حرب 6 اكتوبر … او حرب العاشر من رمضان … او حرب يوم كيبور كما تعرفه الاوساط الصهيونية …
كانت هذه الحرب سطر من سطور التاريخ التى ينبغى لنا التوقف عندها طويلا … و نقطة تحول جذرى فى سباق القوة فى الشرق الاوسط …
كانت هذه الحرب سطر من سطور التاريخ التى ينبغى لنا التوقف عندها طويلا … و نقطة تحول جذرى فى سباق القوة فى الشرق الاوسط …
الذى لفت انظارنا – نحن جيل الالفية الثالثة الذى لم يعاصر
حرب اكتوبر- كثرة المتناقضات فى رواياتها … فكل المراجع العلمية و
العسكرية الصادرة عن دور نشر غربية او حتى محايدة تتحدث عن انتصار اسرائيلى
انتهى بوقف اطلاق نار و مفاوضات انهاء قتال بشروط امريكية – اسرائيلية .
شهادات قادة الجيوش (سعد الدين الشاذلى رئيس الاركان و سعد مأمون و عبد المنعم خليل قادة الجيش الثانى الميدانى و عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميدانى و كمال حسن على قائد سلاح المدرعات و مدير المخابرات فى وقت لاحق , و حتى عبد الغنى الجمسى قائد سلاح العمليات , أى عمليا نتحدث عن معظم القيادات العليا فى الجيش المصرى باستثناء سلاح الطيران و البحرية) عن اخطاء فادحة فى سير الحرب , الا أن سعد الشاذلى كان اكثرهم جرأة و صرح فى كتابه (حرب اكتوبر) – وهو بالمناسبة هو افضل الكتب التى تحوى سير حرب اكتوبر بالتفاصيل (وهو ممنوع نشره فى مصر و حكم على سعد الشاذلى بالسجن الحربى عامين بحجة افشاءه لأسرار عسكرية) – بأننا لم ننتصر فى الحرب و أن اتفاقية وقف اطلاق النار و ما تبعها من اتفاقيات السلام فى كامب دافيد و غيرها – أو اتفاقية الاستسلام كما يحلو تسميتها لمعظم تيارات الاسلامية و الوطنية المقاومة – كانت انعكاسا للموقف العسكرى فى ذلك , اى ببساطة و دون تعقيدات لغوية , هزم الجيش المصرى فى 1973 , فتم وقف اطلاق النار و اديرت المفاوضات بشروط المنتصر ( الجيش الاسرائيلى ) , ولقد حمل سعد الدين الشاذلى السادات مسئولية هذه الهزيمة مبررا ذلك بتدخله فى سير المعركة و ادارة شئون الحرب , و هو ما ليس من اختصاصه او علمه , و هؤلاء هم الفريق الاول ووجهة نظرهم فى حرب اكتوبر .
أما الفريق الاخر فيتمثل فى الاوساط الرسمية المصرية و مناصرى محمد انور السادات ففى الوقت الذى يتحدث فيه الفريق الاول عن تغير الدور السياسى المصرى للأسوأ فلأسوأ بعد الحرب تتحدث الاوساط المصرية الرسمية عن انتصار مصرى كاسح وعن عبقرية السادات فى ادارة الحرب و استخدام عناصر المباغتة وما الى ذلك … و البعض الاخر يتحدث عن شجاعة المقاتلين المصريين و تفوقهم و بسالتهم فى معركة العبور امام العدو – وهو مما لاشك فيه – بشهادة قادة الحرب من الاعداء انفسهم .
و استرسل البعض منهم و هون من ثغرة الدفرسوار , وبرروا بأن قرار وقف اطلاق النار انما اتخذ بسبب التدخل الامريكى الصريح فى معاونة الاسرائيليين – وهو نفس ما قاله السادات مببرا وقف اطلاق النار و معاهدة الاستسلام (اقصد السلام) بأنه (أى السادات) ليس ندا لأمريكا – .
و الواقع اننى و أنا أقرأ هذه التصريحات المتضاربة شعرت بالاهانة و المهانة , كيف لأمة خاضت حرب منذ اقل من 40 سنة فقط لا تعرف أهى انتصرت ام انهزمت , هل بلغنا من التفاهة و الهوان على حكامنا ان يضللونا و يسوقوا من التبريرات مالا يصدقه طفل لم يتلق اى قسط من المعرفة .
لقد قرأت الكثير من الكتب و المراجع العسكرية و الاستراتيجية التى تتناول حرب اكتوبر , بل و شاهدت لقاءات الكثير من القادة و صناع القرار و أحاديثهم عن سير الحرب و لدى العديد من اللقاءات مسجلة بالفعل , وهى تموج بالكثير من التفاصيل الفنية و العسكرية , مما قد لا يستوعبه القارئ الى حد ان يثير فى نفسه الملل من مواصلة القراءة أو المشاهدة , لهذا أنا لن أدخل فى تفاصيل فنية قد لا يفهمها القارئ و لكننى سأثير أسئلة منطقية أى شخص يتمتع بالحد لأدنى من الادراك سيثيرها و يدرك من خلالها الصدق من الكذب , كما يتضح من الآتى .
سأ كون محايدا فى طرح وجهتى النظر ثم أطرح وجهة نظرى الخاصة و أترك القارئ لذكاءه لمعرفة الصواب من الخطأ
شهادات قادة الجيوش (سعد الدين الشاذلى رئيس الاركان و سعد مأمون و عبد المنعم خليل قادة الجيش الثانى الميدانى و عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميدانى و كمال حسن على قائد سلاح المدرعات و مدير المخابرات فى وقت لاحق , و حتى عبد الغنى الجمسى قائد سلاح العمليات , أى عمليا نتحدث عن معظم القيادات العليا فى الجيش المصرى باستثناء سلاح الطيران و البحرية) عن اخطاء فادحة فى سير الحرب , الا أن سعد الشاذلى كان اكثرهم جرأة و صرح فى كتابه (حرب اكتوبر) – وهو بالمناسبة هو افضل الكتب التى تحوى سير حرب اكتوبر بالتفاصيل (وهو ممنوع نشره فى مصر و حكم على سعد الشاذلى بالسجن الحربى عامين بحجة افشاءه لأسرار عسكرية) – بأننا لم ننتصر فى الحرب و أن اتفاقية وقف اطلاق النار و ما تبعها من اتفاقيات السلام فى كامب دافيد و غيرها – أو اتفاقية الاستسلام كما يحلو تسميتها لمعظم تيارات الاسلامية و الوطنية المقاومة – كانت انعكاسا للموقف العسكرى فى ذلك , اى ببساطة و دون تعقيدات لغوية , هزم الجيش المصرى فى 1973 , فتم وقف اطلاق النار و اديرت المفاوضات بشروط المنتصر ( الجيش الاسرائيلى ) , ولقد حمل سعد الدين الشاذلى السادات مسئولية هذه الهزيمة مبررا ذلك بتدخله فى سير المعركة و ادارة شئون الحرب , و هو ما ليس من اختصاصه او علمه , و هؤلاء هم الفريق الاول ووجهة نظرهم فى حرب اكتوبر .
أما الفريق الاخر فيتمثل فى الاوساط الرسمية المصرية و مناصرى محمد انور السادات ففى الوقت الذى يتحدث فيه الفريق الاول عن تغير الدور السياسى المصرى للأسوأ فلأسوأ بعد الحرب تتحدث الاوساط المصرية الرسمية عن انتصار مصرى كاسح وعن عبقرية السادات فى ادارة الحرب و استخدام عناصر المباغتة وما الى ذلك … و البعض الاخر يتحدث عن شجاعة المقاتلين المصريين و تفوقهم و بسالتهم فى معركة العبور امام العدو – وهو مما لاشك فيه – بشهادة قادة الحرب من الاعداء انفسهم .
و استرسل البعض منهم و هون من ثغرة الدفرسوار , وبرروا بأن قرار وقف اطلاق النار انما اتخذ بسبب التدخل الامريكى الصريح فى معاونة الاسرائيليين – وهو نفس ما قاله السادات مببرا وقف اطلاق النار و معاهدة الاستسلام (اقصد السلام) بأنه (أى السادات) ليس ندا لأمريكا – .
و الواقع اننى و أنا أقرأ هذه التصريحات المتضاربة شعرت بالاهانة و المهانة , كيف لأمة خاضت حرب منذ اقل من 40 سنة فقط لا تعرف أهى انتصرت ام انهزمت , هل بلغنا من التفاهة و الهوان على حكامنا ان يضللونا و يسوقوا من التبريرات مالا يصدقه طفل لم يتلق اى قسط من المعرفة .
لقد قرأت الكثير من الكتب و المراجع العسكرية و الاستراتيجية التى تتناول حرب اكتوبر , بل و شاهدت لقاءات الكثير من القادة و صناع القرار و أحاديثهم عن سير الحرب و لدى العديد من اللقاءات مسجلة بالفعل , وهى تموج بالكثير من التفاصيل الفنية و العسكرية , مما قد لا يستوعبه القارئ الى حد ان يثير فى نفسه الملل من مواصلة القراءة أو المشاهدة , لهذا أنا لن أدخل فى تفاصيل فنية قد لا يفهمها القارئ و لكننى سأثير أسئلة منطقية أى شخص يتمتع بالحد لأدنى من الادراك سيثيرها و يدرك من خلالها الصدق من الكذب , كما يتضح من الآتى .
سأ كون محايدا فى طرح وجهتى النظر ثم أطرح وجهة نظرى الخاصة و أترك القارئ لذكاءه لمعرفة الصواب من الخطأ
معارضى وجهة النظر الاولى يستندوا فى معارضتهم بأن اسرائيل
انسحبت من سيناء بالكامل – حتى و ان رجعت سيناء منزوعة السلاح – مما يعنى
خسارتها ولو جزئيا فى هذه الحرب , و الواقع أن الرد على هذا الاعتراض سهل
للغاية , فمن رأى توجه التسليح المصرى الى المعسكر الغربى بعد وقف اطلاق
النار كشرط للانسحاب ثم قرأ اتفاقية كامب دافيد و ملحقاتها و تفاصيل هذه
الملحقات سيدرك فداحة الثمن الذى دفعته مصر من اجل انسحاب اسرائيل من سيناء
اخذت تدفعه من سيادتها على نفسها و على اراضيها , فالانسحاب من سيناء
مشروط بتحديث السلاح المصرى من المعسكر الروسى الى المعسكر الامريكى (أى
لكى يظل القرار العسكرى المصرى مربوطا برضا امريكى وذلك بوسائل كثيرة
أبسطها – التحكم فى تصدير قطع الغيار – ) , البترول المصرى يصدر الى
اسرائيل بسعر ثابت قدره 6 دولار للبرميل الى الآن و الى الابد , ثم تطور
الامر الى الالزام بتطبيع العلاقات مع اسرائيل بل و محابتها ووضع رقابنا
تحت اقدامها لنيل الرضا الامريكى المتحكمة فى تسليحنا , و معونتها رشوة
لصناع القرار هنا .
الجانب المخزى فى الامر رؤية الاسرائيليين يجوبون سيناء بطولها و عرضها دون خوف , و المصريون أصحاب الارض يتم منعهم من تعمير سيناء و تعطيلهم و تفتيشهم ولو وصل الامر الى نزع ملابسهم بالكامل .
بالمعنى (البلدى) , فهم اشبه بمجرمين احتلوا منزلك , و فى سبيل اخراجهم , أعطيت لهم مفاتيح المنزل ليدخلوه وقتما شاؤوا وتركت شقيقتك و زوجتك رهائن عندهم ليضمنوا وفاءك بوعودك , و ليس لديك اى شئ تضمن به سلامة ذويك لديهم او تضمن حسن معاملتهم لهم
الا الاستمرار فى الخصوع لأوامرهم مهما عظمت .
وهو مالا يفسر بأى شئ الا (الهزيمة و الاستسلام) بأعينهم تماما , وكما درسناه فى كل مدارس الدنيا .
معارضى وجهة النظر الثانية – و الكاتب معهم – (التى تؤمن بانتصار الجيش المصرى فى الحرب) تستند هذه المعارضة على الآتى:
– كيف يكون الجيش المصرى انتصر فى حرب أكتوبر و قيادته هى التى طلبت وقف اطلاق النار (بغض النظر عن الأسباب الواهية الخاصة بالتدخل الامريكى – و التى سنناقشها لاحقا) , فأيما كانت الاسباب التى أدت الى طلب مصر وقف اطلاق النار , فالطلب فى حد ذاته يتقدم به المهزوم لايقاف المنتصر , مهما كانت المبررات .
الجانب المخزى فى الامر رؤية الاسرائيليين يجوبون سيناء بطولها و عرضها دون خوف , و المصريون أصحاب الارض يتم منعهم من تعمير سيناء و تعطيلهم و تفتيشهم ولو وصل الامر الى نزع ملابسهم بالكامل .
بالمعنى (البلدى) , فهم اشبه بمجرمين احتلوا منزلك , و فى سبيل اخراجهم , أعطيت لهم مفاتيح المنزل ليدخلوه وقتما شاؤوا وتركت شقيقتك و زوجتك رهائن عندهم ليضمنوا وفاءك بوعودك , و ليس لديك اى شئ تضمن به سلامة ذويك لديهم او تضمن حسن معاملتهم لهم
الا الاستمرار فى الخصوع لأوامرهم مهما عظمت .
وهو مالا يفسر بأى شئ الا (الهزيمة و الاستسلام) بأعينهم تماما , وكما درسناه فى كل مدارس الدنيا .
معارضى وجهة النظر الثانية – و الكاتب معهم – (التى تؤمن بانتصار الجيش المصرى فى الحرب) تستند هذه المعارضة على الآتى:
– كيف يكون الجيش المصرى انتصر فى حرب أكتوبر و قيادته هى التى طلبت وقف اطلاق النار (بغض النظر عن الأسباب الواهية الخاصة بالتدخل الامريكى – و التى سنناقشها لاحقا) , فأيما كانت الاسباب التى أدت الى طلب مصر وقف اطلاق النار , فالطلب فى حد ذاته يتقدم به المهزوم لايقاف المنتصر , مهما كانت المبررات .
– المبرر الذى يسوقه البعض عن التدخل الامريكى اثناء القتال و
الامدادات الخرافية لحليفه الاسرائيلى , وهو ما جعل السادات يطلب وقف
اطلاق النار , انما ذكروا ما قاله السادات نفسه (أنا مش هحارب أمريكا , أنا
مش قد(ند) أمريكا) , و الواقع أن السادات بهذا المبرر أساء لنفسه كثيرا
قبل أن يسئ لأى شخص آخر , فالمبرر الذى ساقه لنا هو عذر أقبح و أغبى من
مليون ذنب , فالسادات – وهو الذى يتشدق مناصروه بأنه عبقرية سياسية فذة ليس
لها من مثيل – لو صح تبريره فسيكون – من الزاوية العلمية و العملية –
أفشل وأحمق بل و أغبى سياسى فى العالم بل وفى التاريخ , فلا يوجد سياسى فى
العالم يخطو خطوة دون أن يستنتج رد فعل السياسى الخصم , و الواضح لأى طفل
عربى لم يتلق سوى القسط الأدنى من الخبرة , يدرك تماما أن الولايات المتحدة
تساند اسرائيل بكل السبل الشرعية و غير الشرعية , بل و بكل السبل المتاحة ,
و لا أعتقد أن أى انسان مهما ضعفت درجة ذكاؤه , يغفل عن هذه الحقيقة , فلو
أن المبرر الذى ساقه صحيح , فلماذا أشعل حربا وهو مدرك أن الوطن سيخسرها
لا محالة و سيدفع أثمانا اضافية على ما خسره بالفعل فى 1967 , ولا أعتقد ان
السادات من السذاجة بحيث يصدق هذا المبرر الذى ساقه للشعب , و انما فى
الحقيقة هو قال هذا ليخفى حقيقة أن القوات الاسرائيلية هى التى لها اليد
العليا و هى المسيطرة على الموقف و هى المحاصرة لما يقرب من نصف الجيش
المصرى (الجيش الثالث الميدانى) , وليخفى أن هذا التحول فى مجرى القتال من
نصر مصرى الى نصر اسرائيلى انما هو المتسبب الاول فيه بقراراته
الديكتاتورية و المنفردة التى أدت الى سلسلة من الاخطاء الرهيبة أدت الى
تحول كفة النصر للجيش الاسرائيلى .
– لقد حوكم الفريق/ سعد الدين الشاذلى عسكريا بالحبس سنتين بتهمة افشاء أسرار عسكربة فى كتابه عن حرب أكتوبر , و لن أتكلم عن عدم صحة هذا الحكم , ولكن لدى استفسار اخر , لو كان هذا الكتاب يحوى أسرارا عسكرية , وهذه الاسرار تم افشاؤها , و أذيعت فى جميع انحاء و ربوع الوطن العربى بل و العالم , بل و نشرت نسخ للكتاب باللغة الانجليزية , فلماذا منع نشر هذا الكتاب – فى زمن السادات و مبارك – فى مصر (طالما أن الاسرار المزعومة هذه فضحت بالفعل) , ام انهم يريدوا ألا ينشر الكتاب غسيلهم القذر , ويعرف الشعب حقيقة من حكموه .
– كيف يجرؤ السادات بتعيين احمد اسماعيل وزيرا للحربية فى وجود سعد الشاذلى كرئيس أركان وتوجد خصومة شهيرة بينهما كادت ان تصل الى حد الاشتباك بالايدى , وكيف يجرؤ على تعيين احمد اسماعيل وهو الذى أقيل مرتين مرة بعد نكسة 1967 مباشرة و المرة الاخرى 1969 بعد حادثة الزعفرانة و أحيل الى المعاش , الا كثر كارثية أنه جرؤ على تعيينه وهو مصاب بالسرطان وهو فى مراحله المتقدمة و حالته لا تسمح باتخاذ قرارات , بل لقد توفى به 25 ديسمبر 1974 , بل لم يخجل السادات اطلاقا من اعلان معرفته بهذا فى احدى خطبه عام 1977
– وقف اطلاق النار و كامب دافيد كانا فصل حاسم فى التاريخ , فلقد اغرورقت عينا عبد الغنى الجمسى (رئيس العمليات) بالدموع , وهو يفاجأ باتفاقية وقف اطلاق النار التى عرضها اليه نظيره الاسرائيلى بعد موافقة السادات عليها , و ذكر انه لا يوجد مبرر لهذه التنازلات الكبيرة , اما وقائع كامب دافيد فحدث و لا حرج , فلقد استقال وزير الخارجية اسماعيل فهمى لمعارضته نية السادات السفر الى القدس 1977 , و استقال خلفه محمد ابراهيم كامل لرفضه التوقيع على كامب دافيد 1978 , وهاجم سعد الشاذلى الاتفاقية و استقال من منصبه كسفير عام 1977 , ان جميع صانعى القرار و المعارضين فى مصر تقريبا اجمعوا على ان الاتفاقية انتهاكا للسيادة المصرية , بل و الاكثر من هذا أن حتى الذين لم يجاهروا بمعارضة السادات , أكدوا أن السادات اتخذ قراره بشكل منفرد .
– لقد ترتب على قرارات السادات الانفعالية والمنفردة أثناء الحرب , و ما فعله من قمع ليسوق انتصاره الزائف واتفاقية استسلامه ما يلى :
* تآكل قدرة الجيش الردعية وايقاف الابحاث العلمية التى تخدم قوته العسكرية , فازداد اتكاله على الخارج فى سد احتياجاته الحربية , مما أدى به الى فقدان عقيدته القتالية , فلا يدرى أى عدو له ينبغى أن يحارب , فصارت كل مهامه أن يحمى حدوده دون أن تكون أى رؤية استراتيجية لمواجهة العدو , أى أن الجيش أصبح مجرد جهاز أمنى ليس أكثر (مجرد جهاز شرطة للشرطة ليس الا) , وليس قوة ردع .
* تسويق السادات لانتصار زائف , أدى الى أن العديد من الضباط فى ذلك الوقت يصدقوا تلك الكذبة , بل ان العديد منهم كان مدركا أن هذا الانتصار المزعوم يتعارض مع كل المبادئ العسكرية و السياسية , بل و المنطقية أيضا , ولكن من أجل عدم اراقة ماء الوجه , فلقد صدقوا كذب السادات لأنهم أحبوا أن يصدقوه , فتسويق هذا الانتصار يكسبهم هيبة و احترام الشعب , ويذهب عنهم الاحباط الرهيب الذى أصيبوا بها بعد الانتصار الكاسح فى معركة العبور , والتى كانت ستتوج بانتصار مذهل فى الحرب لولا تدخل السادات المعيب , و الواقع أنه ترتب على هذا حالة (سكيزوفرانيا- انفصام شخصية-) مذهلة عند قيادات الجيش , فهم فى تصريحاتهم يتحدثون عن الامكانيات المذهلة التى يتمتعون بها من حسن التدريب و التجهيز والقدرة المذهلة على حماية حدود الوطن , الى جانب الحديث عن قدرته الخرافية فى الادارة و التخطيط محتقرا من ينتقدوه , متهما اياهم بالجهل , متفاخرا عليهم بانتصاره الزائف فى 73 من أجل أن يثبت له مقدرته و قدرته , وأصبح مجرد مناقشة نتائج حرب أكتوبر أو حتى انتقاد بعض الخطوات فيها محرما معرضا من يتعرض لهذا لشر هجوم , فصارت نتيجة الحرب كالهولوكوست لاتجوز المناقشة فيها , أما عند أى انتهاك امريكى او اسرائيلى للسيادة المصرية (ولسيادة الجيش نفسه فى معظم الاحيان) , تجدهم يحذرون من مغبة مواجهة الامريكان و الاسرائيليين و متهما من يواجهونهم بانهم مخربون يريدوا يجلبوا الخراب على البلاد , متناسين تفاخرهم السابق بقدرتهم على حماية البلاد و (المن) على الشعب بانتصار زائف لم يحققوه , اننى لم أجد مقولة تنطبق على حال قيادات الجيش أكثر من المقولة الشعرية الجاهلية الشهيرة (أسد على … وفى الحروب نعامة) .
– لماذا لم تتم تشكيل لجان تقصى حقائق للوقوف على نتائج حرب أكتوبر و الاخطاء التى ارتكبت فيها لعدم تكرارها مستقبلا , مع العلم أن كل الامم المحترمة بعد كل حرب تخوضها – سواء كانت انتصرت او انهزمت – تشكل لجان تقصى حقائق للوقوف على الاخطاء التى تم ارتكابها فى الحرب لعدم تكرارها , المذهل أن اسرائيل فعلت هذا فى 1973 , وفعلت هذا بعد اجتياح لبنان سنة 1982 , وانجلترا فعلت هذا بعد حرب الفوكلاند التى انتصرت فيها انتصارا حاسما على الارجنتين و احتلت جزر الفوكلاند كاملا فى نفس العام , بل ان الروس فعلوا نفس الشئ بعد غزو جورجيا 2008
– لقد حوكم الفريق/ سعد الدين الشاذلى عسكريا بالحبس سنتين بتهمة افشاء أسرار عسكربة فى كتابه عن حرب أكتوبر , و لن أتكلم عن عدم صحة هذا الحكم , ولكن لدى استفسار اخر , لو كان هذا الكتاب يحوى أسرارا عسكرية , وهذه الاسرار تم افشاؤها , و أذيعت فى جميع انحاء و ربوع الوطن العربى بل و العالم , بل و نشرت نسخ للكتاب باللغة الانجليزية , فلماذا منع نشر هذا الكتاب – فى زمن السادات و مبارك – فى مصر (طالما أن الاسرار المزعومة هذه فضحت بالفعل) , ام انهم يريدوا ألا ينشر الكتاب غسيلهم القذر , ويعرف الشعب حقيقة من حكموه .
– كيف يجرؤ السادات بتعيين احمد اسماعيل وزيرا للحربية فى وجود سعد الشاذلى كرئيس أركان وتوجد خصومة شهيرة بينهما كادت ان تصل الى حد الاشتباك بالايدى , وكيف يجرؤ على تعيين احمد اسماعيل وهو الذى أقيل مرتين مرة بعد نكسة 1967 مباشرة و المرة الاخرى 1969 بعد حادثة الزعفرانة و أحيل الى المعاش , الا كثر كارثية أنه جرؤ على تعيينه وهو مصاب بالسرطان وهو فى مراحله المتقدمة و حالته لا تسمح باتخاذ قرارات , بل لقد توفى به 25 ديسمبر 1974 , بل لم يخجل السادات اطلاقا من اعلان معرفته بهذا فى احدى خطبه عام 1977
– وقف اطلاق النار و كامب دافيد كانا فصل حاسم فى التاريخ , فلقد اغرورقت عينا عبد الغنى الجمسى (رئيس العمليات) بالدموع , وهو يفاجأ باتفاقية وقف اطلاق النار التى عرضها اليه نظيره الاسرائيلى بعد موافقة السادات عليها , و ذكر انه لا يوجد مبرر لهذه التنازلات الكبيرة , اما وقائع كامب دافيد فحدث و لا حرج , فلقد استقال وزير الخارجية اسماعيل فهمى لمعارضته نية السادات السفر الى القدس 1977 , و استقال خلفه محمد ابراهيم كامل لرفضه التوقيع على كامب دافيد 1978 , وهاجم سعد الشاذلى الاتفاقية و استقال من منصبه كسفير عام 1977 , ان جميع صانعى القرار و المعارضين فى مصر تقريبا اجمعوا على ان الاتفاقية انتهاكا للسيادة المصرية , بل و الاكثر من هذا أن حتى الذين لم يجاهروا بمعارضة السادات , أكدوا أن السادات اتخذ قراره بشكل منفرد .
– لقد ترتب على قرارات السادات الانفعالية والمنفردة أثناء الحرب , و ما فعله من قمع ليسوق انتصاره الزائف واتفاقية استسلامه ما يلى :
* تآكل قدرة الجيش الردعية وايقاف الابحاث العلمية التى تخدم قوته العسكرية , فازداد اتكاله على الخارج فى سد احتياجاته الحربية , مما أدى به الى فقدان عقيدته القتالية , فلا يدرى أى عدو له ينبغى أن يحارب , فصارت كل مهامه أن يحمى حدوده دون أن تكون أى رؤية استراتيجية لمواجهة العدو , أى أن الجيش أصبح مجرد جهاز أمنى ليس أكثر (مجرد جهاز شرطة للشرطة ليس الا) , وليس قوة ردع .
* تسويق السادات لانتصار زائف , أدى الى أن العديد من الضباط فى ذلك الوقت يصدقوا تلك الكذبة , بل ان العديد منهم كان مدركا أن هذا الانتصار المزعوم يتعارض مع كل المبادئ العسكرية و السياسية , بل و المنطقية أيضا , ولكن من أجل عدم اراقة ماء الوجه , فلقد صدقوا كذب السادات لأنهم أحبوا أن يصدقوه , فتسويق هذا الانتصار يكسبهم هيبة و احترام الشعب , ويذهب عنهم الاحباط الرهيب الذى أصيبوا بها بعد الانتصار الكاسح فى معركة العبور , والتى كانت ستتوج بانتصار مذهل فى الحرب لولا تدخل السادات المعيب , و الواقع أنه ترتب على هذا حالة (سكيزوفرانيا- انفصام شخصية-) مذهلة عند قيادات الجيش , فهم فى تصريحاتهم يتحدثون عن الامكانيات المذهلة التى يتمتعون بها من حسن التدريب و التجهيز والقدرة المذهلة على حماية حدود الوطن , الى جانب الحديث عن قدرته الخرافية فى الادارة و التخطيط محتقرا من ينتقدوه , متهما اياهم بالجهل , متفاخرا عليهم بانتصاره الزائف فى 73 من أجل أن يثبت له مقدرته و قدرته , وأصبح مجرد مناقشة نتائج حرب أكتوبر أو حتى انتقاد بعض الخطوات فيها محرما معرضا من يتعرض لهذا لشر هجوم , فصارت نتيجة الحرب كالهولوكوست لاتجوز المناقشة فيها , أما عند أى انتهاك امريكى او اسرائيلى للسيادة المصرية (ولسيادة الجيش نفسه فى معظم الاحيان) , تجدهم يحذرون من مغبة مواجهة الامريكان و الاسرائيليين و متهما من يواجهونهم بانهم مخربون يريدوا يجلبوا الخراب على البلاد , متناسين تفاخرهم السابق بقدرتهم على حماية البلاد و (المن) على الشعب بانتصار زائف لم يحققوه , اننى لم أجد مقولة تنطبق على حال قيادات الجيش أكثر من المقولة الشعرية الجاهلية الشهيرة (أسد على … وفى الحروب نعامة) .
– لماذا لم تتم تشكيل لجان تقصى حقائق للوقوف على نتائج حرب أكتوبر و الاخطاء التى ارتكبت فيها لعدم تكرارها مستقبلا , مع العلم أن كل الامم المحترمة بعد كل حرب تخوضها – سواء كانت انتصرت او انهزمت – تشكل لجان تقصى حقائق للوقوف على الاخطاء التى تم ارتكابها فى الحرب لعدم تكرارها , المذهل أن اسرائيل فعلت هذا فى 1973 , وفعلت هذا بعد اجتياح لبنان سنة 1982 , وانجلترا فعلت هذا بعد حرب الفوكلاند التى انتصرت فيها انتصارا حاسما على الارجنتين و احتلت جزر الفوكلاند كاملا فى نفس العام , بل ان الروس فعلوا نفس الشئ بعد غزو جورجيا 2008
الواقع أننى لا أسرد وقائع جديدة قد حدثت , انما كل ما قلته قد قيل من
قبل , ولكن كل ما أصبو اليه أننا و بعد ثورة 25 يناير لا ينبغى أن نساق
كالنعاج , فلقد شعرت بمهانة كبيرة وأنا أرى فى الاعلام الرسمى الاحتفالات
المبجلة بحرب أكتوبر , هل نحن من الحماقة و الجنون بحيث نحتفل بهزيمتنا ,
أم أننا من التفاهة بحيث نحتفل بانتصارنا بمعركة تمثل مرحلة من مراحل حرب
شاملة هزمنا فيها و فرضت ارادة العدو علينا , ام يتم غسيل ادمغتنا لصرف
النظر عن محاسبة المتتسببين فى تحول سير الحرب بهذا الشكل مما أدى الى
انهيار دور مصر السياسى الى حد انها اصبحت مجرد خادمة لاسرائيل و الولايات
المتحدة ليس الا .
اننا لا نهدف فى هذا المقال الى تشويه صورة الجيش , و لا نهدف من هذا
المقال ان حرب اكتوبر لم تجر سوى الويلات , فالحرب كانت ضرورة , ولكن ما
حدث هو عدم الالتزام بخطة الحرب بقرارات فردية و مزاجية مستغلة النفوذ
فلابد من محاسبة اصحابها .
كل هدفى هو ابتغاء مرضاة الله سبحانه و تعالى , و نشر ما قد اعلمه للناس
, فالرسول (صلى الله عليه وسلم ) قال : (من كتم علما الجمه الله بلجام من
النار يوم القيامة) , وكل هدفى ان اجعل الناس تحطم الاصنام الفكرية التى
ظلت تهيمن على عقولنا , و كل من يجرؤ على امناقشتها يتم الجامه , و اذكر أن
الموضوع لا يحتمل عصبيات أو تعصبات , فالعلم لا يدحضه الا علم , و أول
خطوات حل أى مشكلة هو الاعتراف بوجودها , ثم معرفة اسبابها , ثم معرفة
مسبباتها , و الا سنظل ندور فى حلقة مفرغة لا طائل منها , و يصبح الحديث عن
الثورة غير ذى معنى , فالثورة لكى تنجح لابد أن تشتعل فى العقول كما تشتعل
فى الاجساد
– و اخر قولى هو دعاء لله سبحانه و تعالى أن يهدى شعبنا لما فيه الخير لنا فى ديننا ودنيانا , وان يوفقه فى ثورته العظيمة , و أن يولى عليه من يخاف الله و يصلح و لا يفسد , اللهم امين .
– و اخر قولى هو دعاء لله سبحانه و تعالى أن يهدى شعبنا لما فيه الخير لنا فى ديننا ودنيانا , وان يوفقه فى ثورته العظيمة , و أن يولى عليه من يخاف الله و يصلح و لا يفسد , اللهم امين .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire