lundi 9 septembre 2013

أبو ذر الغفاري محامي الفقراء

 أبو ذر الغفاري محامي الفقراء




إعداد : حسن حمودي

هو أبو ذر جندب بن جنادة من قبيلة غفار.. صحابي جليل، ومن أكثر الصحابة مجاهرة بالحق، ومن السابقين إلى الإسلام.. كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحبه كثيراً، ويقول عنه: (ما أظلت الخضراء (السماء)، ولا أقلت الغبراء (الأرض) من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر) [رواه الترمذي وابن ماجه].

أحبّ أبو ذر (رضي الله عنه) الله ورسوله حبّاً كبيراً، وذات يوم قال للنبي: يا رسول الله، الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل بعملهم، فقال له النبي: (أنت مع مَنْ أحببت يا أبا ذر) فقال أبو ذر: فإني أُحب الله ورسوله، فقال النبي: (أنت مع مَن أحببت) [رواه أحمد]، وكان رسول الله يبتدئ أبا ذر إذا حضر، ويتفقده (يسأل عنه) إذا غاب.

كان (رضي الله عنه) متواضعاً يلبس ثوباً كثوب خادمه، ويأكل مما يأكله، فقيل له: يا أبا ذر لو أخذت ثوبك والثوب الذي على عبدك وجعلتهما ثوباً واحداً لك، وكسوت عبدك ثوباً أقل منه جودة وقيمة، ما لامك أحد على ذلك. قال أبو ذر: والله لا أعمل لأني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (إخوانكم خولكم (عبيدكم) جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم) [رواه البخاري].

وكان زاهداً في الدنيا إلا من العلم والتعلّم والتبحّر في الدين وعلومه. قال عنه علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): "وعى أبو ذر علماً عجز الناس عنه".

وكان (رضي الله عنه) يحب الفقراء والمساكين ويدافع عنهم، حتى سُمي بمحامي الفقراء، فكان يحارب اكتناز المال بقوله: "بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاوٍ من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة".

وفاته:

أقام أبو ذر وحيداً في صحراء "الرَّبَذَة" مع زوجته وغلامه حتى مَرِضَ مرض الموت فأخذت زوجته تبكي، فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: ومالي لا أبكي وأنت تموت بصحراء من الأرض، وليس عندي ثوب أكفنك فيه، ولا أستطيع القيام بجهازك. قال أبو ذر: إذا مت فغسلاني وكفناني وضعاني على الطريق، وأول ركب يمرون بكما قولا: هذا أبو ذر.
فلما مات (رضي الله عنه) قاما بما أمرهم به، فمرَّ بهم عبد الله بن مسعود مع جماعة من أهل الكوفة، فقال: ما هذا؟ قالوا: جنازة أبي ذر. فبكى ابن مسعود وقال صدق رسول الله: (رحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده)، فصلى عليه ودفنه سنة 31هـ.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire